الأقباط متحدون - حُلة البابا .. رموز إنجيليه
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | الثلاثاء ٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٦ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حُلة البابا .. رموز إنجيليه


بقلم: مجدى الاشنينى 
الملابس الكهنوتية في الكنيسة الأرثوذكسية ليست ملابس بسيطة يلبسها الكاهن ليتميّز بها عن جماعة المؤمنين فحسب ، بل لها معاني لاهوتية عميقة ، عندما يرتديها الكاهن يتخلـَّى عن ذاته ويصبح خادماً للرب
"حلة المجد النورانى".. إنه رداء البابا البطريرك الذى يبعث برسائل إنجيلية.. فجلبابه الأبيض ( التونيه ) رمز للطهارة ...، وصدرته التى يلبسها حول عنقه تشير إلى حمله خير المسيح ....، وتذكرنا أكمامه بشد وثاق يسوع .....، أما حزامه فيؤكد يقظته لرعيته ...، ويمثل تاجه سلطان كهنوته ....، وغير ذلك الكثير والكثير من الإشارات والمعانى.
 
فما هى قصة زى البابا ؟ ...، وهل يختلف بكل مناسبة ؟ ...، ومتى بدأ صنعه ، ومن أول من عمل فيه ؟.. كل هذا وغيره نعرفه فى السطور التاليه
زى البابا ليس وليد الصدفة ولم تكن تفاصيله رغبة فى مظهر جمالى بل تمثل كل جزئية وتفصيلة رمزاً إيمانياً داخل كل مؤمن مسيحى .... فأثناء الصلاة فى الهيكل يرتدى قداسة البابا – وكذلك أى كاهن أو شماس – يرتدى «تونية» لونها أبيض ، وهى ترمز للطهارة والنقاء الذى يجب أن يكون عليهما خادم الهيكل ، وتشير التونيه لحلة المجد النورانية المترشح لها ، وهى عبارة عن جلباب طويل مطرز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر ، ولابد أن تصل للقدمين وعريضة الأكتاف ، وهى إشارة لمن يرتديها أن يكون رحب الصدر واسع البال ، وديعاً حليماً.
                
وعلى التونيه يرتدى البابا " الصدرة " يلبسها بالعنق وحتى القدمين أيضاً ، إشارة إلى حمل خير السيد المسيح ، وينقش عليها صور الرسل بخيوط  ذهبية اللون
  وتشير الأكمام إلى الوثاق الذى رُبـِط  به يسوع ، وكذلك مكتوف اليدين لنتذكر جهاد المصارعة للعدو الشيطان .... وتـُلبـَس فوق أكمام التونيه لكي لا تعطل أكمام التونيه المتسعة الكاهن أثناء خدمته بل تكون محبوكة على يديه فتسهل حركتها ويكتبون على الكم الأيمن "يمين الرب رفعتني يمين الرب صنعت قوة" (مز 118) ، وعلى الكم الأيسر "يداك صنعتاني وجبلتاني أفهـِمنى فـَأتعلم وصاياك" (مز 119).
 
وعلى التونية يرتدى «المنطقة» وهى عبارة عن حزام من الخيوط الذهبية اللون ، يلبسه ليشد به وسطه ليرمز إلى يقظته الدائمة على الرعية والاستعداد للخدمة.
أما الحبل الذى يُشـَد به فيشير لوسط المسيح ، ويشير إلى منطقة السيد لخدمة العبيد ، كما ترمز أيضاً لوجود منطقه وفكره بكلمة الحق . 
ثم يرتدى البابا "البرنس" وهو رداء واسع مُدَوَر مفتوح من الأمام بدون أكمام ، يرمز إلى العناية الإلهية التى تحيط  بالبطريرك وتستره من كل جهة.
"التليج" : يـُلبـَس داخل الهيكل بدل الحذاء تشبها بالابن الشاطر الذي البسوه حذاء في رجليه ويشير إلى تجديد السيرة " لابسين درع البر حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام." (أفسس 6: 14).
 
  ثم "التاج" على رأسه يكون مضلعاً لأنه رئيس على أكثر من كنيسة ومنطقة ، وتـُنقـَش عليه صورة السيد المسيح ، دليلاً على سلطان الرئاسة الكهنوتية والرعوية ، وتاج الخلاص والمجد ، إضافة إلى إكليل الشوك والمنديل الذى وضع على رأس السيد المسيح وهذا جاء فى الإنجيل حيث كان سليمان الحكيم يضع رقائق ذهبية فى الهيكل لأنه يقابل الله بأفخم الملابس.
 
 وهذا الزى يرتديه البابا أثناء الخدمة فى المناسبات الرسمية ، أما فى الأيام العادية أثناء الخدمة والصلاة فيرتدى قداسته الجلباب الأسود ويطلق عليه  الفـَرَّاجـِيـَّه» وهو الذى يرتديه العلماء ، لأن الشريعة تخرج من فم الكاملين.
 كما يرتدى أيضاً عمامة سوداء ترمز إلى قبة الكنيسة ، وتاج للكاهن الذى يحمل المسئولية أما اللون الأسود فيشير إلى مشاكل الشعب وخطاياهم.
أما قداسة البابا راهباً فيرتدى قلنصوة وهى غطاء للرأس تحت العمامة السوداء وينقش عليها 12 صليباً بعدد تلاميذ السيد المسيح الذين حملوا على أكتافهم نشر المسيحية فى أرجاء العالم.
 
والبطريرك أوالأسقف يمسك عصا فى يده ، وهى عصا الرعاية لأنه يقود قطيعاً كبيراً مثل الراعى الذى يرعى قطيعاً من الخراف ، حيث جاء فى الإنجيل المقدس «أنا هو الراعى الصالح» والراعى الصالح يبذل نفسه من أجل الخراف.
وأول مشغل كان يعمل ملابس الكهنة والباباوات موجود حتى الآن فى شارع كلوت بك ، وقد أنشئ منذ 120 عاماً ، وهو الذى أعد ملابس كلاً من القديسين البابا كيرلس السادس ، والبابا شنوده الثالث عند تنصيبهما ، وهناك «مشاغل» تقوم بالتطريز فى الأديرة والكنائس ، ورداء البابا جاء فى الإنجيل فى سفر الخروج لأنه على غرار لبس هارون ، فالله وصف ما يرتديه رئيس الكهنه ،.
 
وملابس قداسة البابا  يشغلها دير الأمير تادرس للراهبات بمصر القديمة ، وكذلك دير الشهيده دميانة بدمياط   ... فضلاً عن المشغل الحالى بالكاتدرائيه والذى يعمل بجهد وإشراف الأخوات المكرسات ، ومعظم ملابس البابا تأتى كهدية من الشعب والأديرة بل إن بعض ملابسه تأتى هدايا من الخارج ، ويُحتـَفـَظ  بها فى المقر البابوى.
 
المستشار الإعلامى ، والخبير الإقتصادى

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter