يمثل تسعة أشخاص مشتبه بهم في كارثة غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل اليونان، أمام المحكمة في كالاماتا، بعد غد الإثنين، بتهمة تشكيل منظمة جنائية، والتسبب في حادث غرق القارب، والتورط في الاتجار في البشر، بين اتهامات أخرى.

وقالت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية اليوم السبت، أن السلطات اليونانية طلبت بالفعل المساعدة من وكالة إنفاذ القانون الأوروبية "يوروبول" لتفكيك العصابة.

وذكرت تقارير أن العصابة، المسؤولة عن حادث غرق قارب يوم الأربعاء الماضي، قبالة سواحل مدينة "بيلوس"، بجنوب اليونان، كانت قد نقلت أشخاصا من ليبيا إلى إيطاليا، 18 مرة خلال شهرين.

وتثور مزاعم أن عددا من الأشخاص التسعة المصريين، الذين تم اعتقالهم، للاشتباه في تورطهم في الاتجار في البشر، لعبوا دورا رائدا في العصابة.
وترددت تقارير أن"ميكانيكي" من بين المشتبه بهم الآخرين، ساعد في إصلاح المحرك المعطل للقارب.

وتقول نفس المصادر إن واحدا على الأقل من المشتبه بهم، هددالركاب، الذين عارضوا مواصلة الرحلة إلى إيطاليا.

كان قارب صيد يحمل مئات الأشخاص، بينهم نحو 100 طفل، غرق في البحر المتوسط قبالة ساحل شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية يوم الأربعاء الماضي، في واحدة من أسوأ كوارث الهجرة في أوروبا.

القبض على المتورطين
كشفت وسائل إعلام يونانية، أنّ السلطات اليونانية ألقت القبض على 9 أشخاص يحملون الجنسية المصرية، ناجين من غرق قارب صيد قبل يومين بالقرب من السواحل اليونانية.

السلطات اليونانية أعلنت أن هؤلاء الأشخاص يشتبه في تورطهم بأنّهم مهربون في اليونان، وبين هؤلاء قبطان المركب المتهالك الذي ناء بركابه وانقلب قبل أن يغرق، مما أدى إلى مصرع 78 شخصا على الأقل وفق حصيلة رسمية.

ومن الممكن أن يتجاوز عدد قتلى غرق القارب ما بين الـ 500 والـ700 شخص، وفقا لتقديرات السلطات اليونانية فيما لم يتجاوز عدد الناجين 104 شخص.

وأورد المصدر المذكور أن قارب الصيد كان غادر مصر فارغا، لم يكن على متنه مهاجرين قبل أن يستقله مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية بشرق ليبيا، وكان متوجها إلى إيطاليا، لكنه غرق بالقرب من السواحل اليونانية.

وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن الأشخاص أوقفوا في كالاماتا، ميناء شبه جزيرة بيلوبونيز، الذي نقل إليه الناجون، ويشتبه بأنهم مارسوا "التهريب غير القانوني" للبشر، ويحملون الجنسية المصرية.

ووفقا لما نشره موقع اليونان بالعربي، فإنّ السلطات اليونانية استجوبت المهاجرين الذين تم إنقاذهم للوصول إلى مهربي البشر الذين اندسوا بين المهاجرين.

وبعد إخضاع مهربي البشر للاستجواب أنكروا جميع التهم، وقالوا إنهم مجرد مهاجرون عاديون يريدون السفر إلى الخارج.

وأشارت السلطات اليونانية، إلى أنه بالضغط عليهم اعترفوا بأفعالهم مؤكدين أن قبطان القارب كان من بين الضحايا، ووجهت إلى الـ9 مصريين تهم تتعلق بتشكيل منظمة إجرامية والتسبب بغرق السفينة وتعريض حياة المئات من المهاجرين للخطر.

وأعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية في 25 يونيو وهي الثانية في شهر.

وقالت السلطات اليونانية إن عدد من كانوا على متن القارب لم يتضح، ولكنهم يتحققون حاليا من رواية مؤسسة خيرية أوروبية تقوم بدعم عمليات الإنقاذ، وتفيد بأنه من المحتمل أن القارب الذي يتراوح طوله بين 20 و30 مترا (ما يتراوح بين 65 و 100 قدم)، كان يحمل على متنه 750 شخصا.

وقام رجال الإنقاذ بتمشيط المياه الواقعة قبالة اليونان، اليوم الخميس، في عملية بحث واسعة النطاق، بينما تتضاءل الآمال بشأن العثور على ناجين.

نعي الضحايا
ونعت جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى فى بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الجمعة ١٦ يونيو الجارى، ضحايا حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية يوم الأربعاء ١٤ يونيو، والذى كان قد انطلق من أمام السواحل الليبية صوب أوروبا، وعلى متنه المئات من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة من بينهم مصريين.

وتتابع سفارة جمهورية مصر العربية في أثينا، مع السلطات اليونانية المعنية على مدار الساعة، عمليات البحث عن المفقودين و انتشال جثامين الضحايا، للتأكد من هوية وأعداد الضحايا من المصريين، كما تتابع وضع الناجين ممن تم التعرف على هويتهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم.

وإذ تؤكد جمهورية مصر العربية مجدداً، إدانتها بأشد العبارات، استمرار قيام العصابات المنظمة لجرائم الهجرة غير الشرعية باستغلال حاجة البعض ممن يبحثون عن فرص أفضل للحياة والعمل، معرضةً حياتهم لمخاطر الموت وفقدان الأمل.

وتؤكد مصر فى هذا الصدد، أنها اضطلعت بإجراءات حاسمة على مدار السنوات الماضية، لوضع قوانين رادعة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية وكل من تسول له نفسه الانخراط فى تنظيمها أو تيسيرها، بالإضافة إلى ما تم اتخاذه من إجراءات لضبط الحدود تمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية.

وتتقدم حكومة جمهورية مصر العربية مجددا بخالص العزاء والمواساة لأسر وذوي ضحايا هذا الحادث الأليم، سائلةً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.