أحبها وأحبته .. حلما باليوم الذي سيجمعهم فيه بيت واحد ليكونا بحبهم أسرة صغيرة .. ظلا سنوات منتظرين هذا اليوم .. إلى أن جاء اليوم وتحقق الحلم .. فتزوجا وأستعدوا لحياة جديدة يبدئاها سويًا .

 

ولكن بعد الفرح بأيام تركت العروس عريسها وحيدًا .. والسبب حادث بطريق الغردقة بمنطقة رأس غارب توفت خلاله العروس لتترك حبيبها وحيدًا.

 

هذه لم تكن قصة من وحي الخيال .. ولكنها حقيقة .. فانتقلت صديقتي للسماء بعد حفل زفافها بأربعة أيام لتكون عروس الأرض والسماء أيضًا .

 

ولكن السؤال الآن .. كم من حادث تم في نفس المنطقة دون أي حل من قبل الدولة .. وكأن من يموتون على الطرق ليسوا بشر .. فما ذنب الأبرياء ليموتوا بهذه الطريقة البشعة دون أي تدخل حكومي لحل هذه الأزمة .

 

فبالفعل أصبحنا في دولة نحن أرخص ما بها .

 

فما قيمة الإنسان في مصر .. لا شيء .. نعم لا شيء.

 

فصدقت المقولة القائلة : "مصر بقت قاسية أوي على أهلها عشان كده الكل عايز يسيبها مش كره فيها بس محدش قادر يستحمل ظلمها".

 

و ما يشغل بالي الآن .. بعد شهور سأكون أم لأول مرة لطفلة صغيرة .. وكم من الآن أخشى عليها وعلى مستقبلها.. فكل يوم أسمع عن حوادث مختلفة من "حوادث طرق ... حالة نفسية لطفلة بمدرسة نتيجة لقص مدرسة لشعرها .. اغتصاب طفلة من قبل مدرسها .. وإلى غير ذلك من حوادث مؤسفة".

 

فكل أم تتمنى الأفضل دائمًا لأطفالها .. من مستوى تعليمي وصحي ومعيشي .. ولكن الآن في مصر أصبحت المعيشة بالفعل غير آدمية .. فأنتشرت المناطق العشوائية .. أنتشرت حالات البلطجة .. أنتشرت حالات التحرش الجنسي، الخطف، السرقة وغيرها.

 

والآن لا يسعني إلا أن أقول لطفلتي القادمة : أنا أسفة 

 

أسفة لأنك ستأتي بمجتمع ستكوني أنتي أرخص ما فيه .

 

أسفة لأنك ستأتي بمجتمع لا يضمن مستقبل أبناؤه.

 

أسفه لأنك ستأتي بمجتمع أصبح كل شيء فيه مباحًا .

 

أسفه لأنك ستأتي بمجتمع سيعتبرك مواطنة من الدرجة الثانية .

 

أسفة لأنك ستأتي بمجتمع ستجدي من يكفرك فيه.

 

وفي الختام: أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه بلدي تحترم مواطنيها، وترعاهم وتوفر لهم معيشة أدمية.

 

يا تُرى هل سيأتي هذا اليوم ؟؟؟؟

 

الإجابة لكم ....