حمدي رزق
لا خلاف فى أن من النصيحة فى العلن ما هو أكثر فائدة أو ربما أكثر وجوبًا من النصح فى الخفاء، وذلك فى حال جلبت نفعًا دون ضرر، أو دفعت ضررًا أكبر من ضرر.
ومن باب النصيحة الخالصة لإخوتنا فى دولة الإمارات الشقيقة الحذر كل الحذر وهم يضطلعون بتنظيم «cop- 28» تاليًا لتنظيم مصر «cop -27» مباشرة.
اسأل مجرب، الحذر من الحملات الممنهجة التى تُشَنّ من منصات بعينها جُبلت على التشويش على جدارة المدن العربية صاحبة الامتياز المناخى، شرم الشيخ ثم دبى، برئاسة وتنظيم الدورات المتعاقبة لـ«cop» كسرًا للاحتكار الأوروبى.
وكما استُهدفت رئاسة «27 -cop» فى شرم الشيخ، وبضراوة من منصات تزعم أنها حقوقية تهتبل مثل هذه المنصات المناخية العالمية لإثارة قضايا ليست مناخية، بنكهة سياسية لا تخلو من عدائية، يقينًا أنه ليس مكانها منصات صديقة للبيئة، فى خلط سياسى ممنهج وتخليط للأوراق والأدوار عبر البحار.
معلوم أن هناك مَن يلعبون أدوارًا مرسومة فى أقبية مسحورة تحركها كعرائس الماريونت (العرائس المتحركة) أصابع خفية من وراء ستار أمام نظارة جمهور المناخ، فتسلبهم رشدهم البيئى.
الحملة استعرت باكرًا، منصات خفية بدأت تخمش وجه دولة الإمارات العربية المتحدة لمجرد اختيار رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة «أدنوك»، الخبير النفطى المعروف، «سلطان الجابر»، لرئاسة قمة مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «28 -cop».
النشطاء ينشطون، ويتبعهم الغاوون، نفس السيناريو فى «cop شرم» يتكرر فى «cop دبى»، سرعان ما تعاطف 100 عضو فى الكونجرس الأمريكى والبرلمان الأوروبى مع مطالبات النشطاء بإبعاد «الجابر» عن رئاسة «28 -cop»، ومخاطبة رئاسة دولة الإمارات بالعودة عن اختياره لرئاسة المؤتمر بسبب منصبه على رأس الشركة النفطية الحكومية.
هناك تجاهل عمدى كونه «سلطان الجابر» نفسه مؤسِّس شركة «مصدر»، وهى شركة إماراتية متخصصة فى الطاقات المتجددة، ما يرشحه رئيسًا لائقًا لـ«cop دبى»، ما يطيح بمصداقية هذه المطالبات، التى تعتمل كيدًا كونه «خبيرًا نفطيًّا» من الزمن الأحفورى فى عصر الطاقة المتجددة.
حقيقة إذا كان هناك متهم أحفورى، ليس «سلطان الجابر»، وهذا ليس دفاعًا عنه، معلوم عنه خطابية منهجية عقلانية ترد غائلة الرافضين لرئاسته، المذنب هو «الوقود الأحفورى»، الذى هو بالتأكيد المذنب الرئيسى، «الجابر» لم يخترع النفط والغاز والفحم حتى يخلد اسمه فى منجم فحم حجرى (تحت الأرض)، ولو حاورتَه جديًّا فسيُحدثك بواقعية عن ضرورة التوصل إلى ملامح معاهدة لمنع انتشار «الوقود الأحفورى» عالميًّا، على غرار معاهدة حظر الأسلحة النووية.
ليس بجديد على الأسماع، والمراقب الأريب يسجل لـ«الجابر» دعوته إلى زيادة الاعتماد على الطاقة المتجدّدة بنسبة ثلاث مرات بحلول عام 2030، فى خطاب ألقاه فى مطلع (مايو الماضى) فى ألمانيا.. كما يقولون: «لسان الحال يُغنى عن المقال والسؤال».
نشطاء المناخ ينشطون، وكما أثاروا هرجًا ومرجًا فى «cop شرم الشيخ»، يحتشدون إلكترونيًّا لضغط دولة الإمارات لقرصنة «28 -cop» لصالح مخططهم الكوكبى، ويتناسون. صحيح دولة الإمارات إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط، ولكن حجم استثماراتها فى مصادر الطاقة المتجددة يتجاوز أسقف دول أوروبية موقعة على اتفاقية المناخ، ولكن الغرض مرض.. والـ«cop» فى بلاد العرب عجبة!!.
نقلا عن المصرى اليوم