رغم أجواء الحرب القاسية، نجح الرياضي المصري أحمد أبو العزم في تحقيق حلمه بحصد لقب ‏بطولة أوكرانيا لكمال الأجسام، حيث اقتنص الميدالية الذهبية في منافسات الرجال.

أبو العزم الذي يعيش في دنيبرو منذ سنوات، قال لموقع "سكاي نيوز عربية" عن الفوز بالبطولة: "حلمت منذ مجيئي إلى أوكرانيا ‏عام 2010 بالصعود على منصة التتويج في مسابقات كمال الأجسام. كافحت لسنوات طويلة للوصول ‏لهذه المكانة. إنها لحظة نادرة ومفعمة بالبهجة. سأتذكرها دائما".

ويضيف البطل المصري: "علمت بموعد البطولة بداية العام الجاري عقب ‏إعلان الاتحاد الأوكراني لكمال الأجسام إقامتها في يونيو. لم تكن الظروف مهيأة للمشاركة نظرا لأوضاع ‏الحرب وتعرض مدينة دنيبرو التي أعيش بها إلى هجمات القوات الروسية".‏

تدريب "تحت القصف"
وتشاور أبو العزم مع زوجته الأوكرانية ومدربه البلجيكي، حيث "حصل على دفعة كبيرة من الحماس واتخذ قراره بضرورة المشاركة ‏وإظهار إمكاناته الرياضية في البطولة، مع التعامل مع ظروف الحرب بحرص شديد"، وفق تعبيره.

وأضاف: "على مدار 6 أشهر انخرطت في التدريبات بجانب عملي كمدرب شخصي في إحدى صالات اللياقة ‏البدنية بمدينة دنيبرو. أخوض 3 تمارين يومية على يد المدرب ‏‏الخاص بي فضلا عن التزامي بنظام غذائي صارم".

ويتابع بطل كمال الأجسام: "واجهت ضغطا هائلا خلال التحضير للبطولة لكن لم أرغب في ‏الاستسلام، يكفي توقف التدريب مرات عديدة فجأة عند سماع صافرات الإنذار في المدينة واضطراري ‏للذهاب إلى المخابئ حتى انتهاء ساعات القصف ثم العودة من جديد إلى التمارين".‏

ويسترسل البطل المصري في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "تأقلمت على الظروف المحيطة واستكملت طريقي في ‏التدريبات رغم أثار الدمار في مدينتي وسقوط ضحايا من السكان وحالة الفزع المنتشرة بالمنطقة. كلما ‏شعرت بالتردد كنت أتلقى التشجيع والدعم من زوجتي، حتى حان موعد البطولة".‏

وأضاف أبو العزم: "قبل البطولة بساعات تم إبلاغ جميع اللاعبين باحتمالية ‏إلغائها في حالة تعرض المدينة لهجوم روسي، حاولت حينها السيطرة على شعوري بالتوتر والاستماع إلى ‏نصائح المدرب بضرورة التركيز على أدائي وعدم الالتفات للأحداث المحيطة".‏

ويذكر البطل الثلاثيني: "عقب انطلاق البطولة فوجئت بوجود منافسين من أنحاء المدن الأوكرانية. ‏الجميع يسعى للظفر بالبطولة. اشتعلت المنافسة مع كل خطوة حتى بلوغ المباراة النهائية، وقبل إعلان ‏اسم الفائز حُبست الأنفاس من فرط القلق، ثم جاءت اللحظة المجيدة بفوزي بالميدالية الذهبية".‏

ويتابع أبو العزم: "انتابتني قشعريرة ورغبة في البكاء. أخيرا حققت مرادي. بطولة غالية في أجواء صعبة ‏للغاية. وددت أن أقدم الشكر لكل شخص منحني المساندة، خاصة مدربي الذي أعطاني خبراته الكبيرة ‏ونصائح مهمة وثقة عالية في النفس، وازدادت سعادتي باهتمام الجالية المصرية في أوكرانيا بتهنئتي".‏

وختم البطل المصري حديثه قائلا: "بعد البطولة سألتقط أنفاسي قليلا ثم ‏سأخطط للمشاركة خلال الفترة المقبلة في مزيد من بطولات كمال الأجسام خاصة الدولية منها. أتمنى أن أتمكن من السفر خارج أوكرانيا للتواجد في بطولة مستر أولمبيا قريبا".‏