الأقباط متحدون - أربعون عاما علي التعصب الطائفي
أخر تحديث ١٩:١١ | السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢ | ٣٠ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أربعون عاما علي التعصب الطائفي

بقلم: القس جرجس عوض

 أصيب المجتمع المصري منذ عدة سنوات بمرض مدمرألا وهو التعصب الطائفي بدء 

نوفمبر1972 بحادثة الخانكة بحرق جمعية الكتاب المقدس كان ذلك  في6
 وبرغم أن مجلس الشعب كون لجنة برلمانية برئاسة الدكتور جمال العطيفى الذي كان يشغل منصب المستشار القانوني لجريدة الأهرام وبعض من أعضاء مجلس الشعب مسلمون وأقباط وقد قام بمجهود مضني للقضاء علي هذا المرض اللعين وقدم روشته علاج إلا انه حدث تجاهل متعمد لهذه أللعنة التي تأثر بها المجتمع المصري بطوله وعرضه  وبدء هذا المرض في الانتشار مرارا بالزاوية الحمراء والكشح والقديسين والمار يناب  وماسبيروا وحتى حوادث تهجير الأقباط بالعامرية ودهشور ورفح وبني سويف والتعدي علي ممتلكات الأقباط ومباني الخدمات التابعة للكنائس وبين هذه الحادثة  وتلك العشرات من الحوادث الفردية وخطف البنات وإجبارهن علي الزواج  لقد تجاوز عدد الإحداث  حتى ألان لأكثر من 150 حادث طائفي وأمام هذا الصمت القانوني والسياسي أصبح جسد مصر كله سقيم  بهذه أللعنة التي توارثتها الاجيال . واني أتسائل كيف نعتدي علي حقوق وممتلكات الآخرين  باسم الدين؟؟ كيف نغتصب الفتيات القاصرات ونجبرهم علي الزواج باسم الدين ؟؟ كيف نقهر ونعتدي ونسرق باسم الدين ؟؟ أي دين هذا ؟؟ الذي لايحترم حقوق الغير ؟؟ وان كان أصحاب الدين يفعلون هذا. فما هو اذا دور اللصوص وقطاع الطرق والبلطجة  أليست هذه هي أعمال الشيطان كيف ندعي إننا أصحاب وأرباب ديانات سماوية... وقلوبنا تمتلئ بالكراهية والشر والحقد وعدم قبول واحترام الآخر؟؟ كيف أننا نعبد الله الغفور الرحمن الرحيم وقلوبنا لا ترحم ولا تشفق علي عباده وقد نسينا أو تناسينا ما أوصانا به سبحانه في الكتب المقدسة ويقول في سورة «المائدة» الآية رقم «٦٩» «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون»..وأقول لكل مسيحي ولكل مسلم هل قرأت عن هذا الوعدالإلهي لإتباع عيسي في القران الكريم  وهذا هو الوعد  إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ) " ال عمران (55) وقول الله ثابت لا رجعة فيه فوق الذين كفروا وقول الرسول "من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"مع العلم انا لست ذميا لأني شريك وطن ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } (النساء136:) من خلال هذه الآية لماذا يتم رفضي ورفض كتبي كمسيحي ؟؟ اليس هذا كفرا .. والي كل مسيحي أقول هل نحن مسيحيون حقيقيين أم اتخذنا من الدين القشور والرموز والشعارات الجوفاء التي لا تغير الإنسان ونسينا (وان الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه افتقاد اليتامى و الأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم         ( يعقوب27:1)

الا نعلم ان حياتنا قد اختلطت بالعالم ."ما للتبن مع الحنطه يقول الرب" (ار28:23 )  ان كانت حياتنا تبن فسوف نداس من الناس وان كانت حنطه فسوف تكون لنا حياة وهناك فرق بين التبن والحنطة فالأخيرة ان ماتت تأتي  بثمر وان سحقت تعطي طعام والطعام فيه حياة اما التبن فيداس من الناس ويكون غذاء للحيوان ثم يحرق .ودعوة الرب لنا ان نكون حنطة ونور. الرب يدعونا أن نكون نور للعالم بأعمالنا وسلوكنا فيقول لنا  (فإنْ كُنتُم تُحِبّونَ الَّذينَ يُحبّونكُم، فأيٌّ أجرٍ لكم؟ أما يعمَلُ جُباةُ الضّرائِب هذا وإنْ كنتُم لا تُسلَّمونَ إلاّ على إخوَتِكُم، فماذا عمِلتم أكثرَ مِنْ غَيرِكُم؟ أما يعمَلُ الوَثَنيّونَ هذا؟ 48 فكونوا أنتم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ ) متي 5  وأيضا يقول السيد المسيح (فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضا بهم (مت 7 : 12) التعصب هو عمي روحي ومرض نفسي وتخاف حضاري وهو ضد ارادة الله لأنه لا يأمر بالفرقة فسياسة الفرقة هي سياسة شيطانية .وضد الدين لأنه يشوه صورة الدين القويم .

وهو ايضا ضد الإنسان لان الرب خلق له إرادة حرة .متكاملة وهو وحده له حق الحساب ومن أراد أن يأخذ هذا الحق فهو شرك بالله لأنه يأخذ حق الله لنفسه (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى" (الزلزلة: 7 و 8) وفي سورة سبأ. كان الرسول محمد يحاور غير المؤمنين شارحًا ومبيِّنًا ولكنهم كانوا يصرُّون على أن الحق إلى جانبهم؛ فحسم الحوار معهم على قاعدة النص: "وإنَّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" (سورة سبأ، الآية 24). لقد وضع رسول الإسلام نفسه في مستوى من يحاور، تاركًا الحكم لله؛ أليس هذا تعبير عن احترام لحرية الآخر وفي الكتاب المقدس يقول«حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ».  سفر الملوك الأول17 (كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية)  (يو34:8)، "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة فلا تكونوا عبيد للنجاسة (غلاطية 13:5) واني أدعو بعد مرور أربعون عاما أن نضع حدا لتلك الاحداث المشينة وحلا قانونيا رادعا وسريعا .  فمصر علي شفا حفرة من النار فأنقذوها.....  

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter