السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٤:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: د.نجيب جبرائيل
ايام قليلة وتحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اكليروس وشعبا باهم حدث فى تاريخها لا يتكرر الا عبرعقود عديدة من الزمن وهو تجليس قداسة البابا تاوضروس الثانى ليكون البابا رقم 118 على كرسى مارمرقس الرسول بعد شهور طويلة ابتهل فيها ملايين الاقباط بصوم وصلاوات ان يأتى لنا الرب بمشيئته المقدسة بمن يتولى رعاية شعبه فى ظل ظروف صعبة وغير عادية يمر بها الاقباط وتحديات ومواجهات شديدة التعقيد ثم اتى اليوم الذى يقول فيه الاقباط هذا هو اليوم الذى نصعه الرب لنفرح ونبتهج فيه بهذا اليوم الذى نصعه الرب .
وقبيل احتفالية التجليس تداولت اخبار فى اروقة البطريركية مفادها دعوة الدكتور/ محمد مرسى رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة لحضور حفل تجليس البابا تاوضروس الثانى يوم الاحد الثامن عشر من نوفمبر ورغم انه ليس هناك تأكيدا حتى الان من مؤسسة الرئاسة بحضور الدكتور / محمد مرسى من عدمه الا ان الملاحظ ومنذ اان تولى الرئيس مرسى الحكم فانه يركز فى كل اهتماماته على تشديد الحراسات الامنية على شخصه ومواكبه الرئاسى بشكل مبالغ فيه والذى يزيد فى بعض الاحيان عن سبعة الاف جندى وضابط وهذا ما رددته الصحف ووسائل الاعلام حين زيارته لمحافظة اسيوط الاسبوع الماضى هذا بخلاف عشرات السيارات والاليات وهذا بخلاف الحراسات الخاصة لرئيس الوزراء والوزراء وحاشية الرئيس المرافقة وديوان رئاسته .
فاذا كان هذا يمكن ان يحدث اذا ما قرر الرئيس حضور قداس احتفالية تجليس البابا تاوضروس الثانى فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية وان سعة الكاتدرائية عن اخرها لا تتعدى 10 الاف شخص هذا مع الاخذ فى الاعتبار بان هناك دعاوى موجهة للعشرات من رؤوساء الكنائس فى جميع انحاء العالم ورؤوساء الطوائف والالاف من الاقباط الوافدين من شتى انحاء العالم ومن كافة ارجاء الكرازة المرقسية احتفالا وابتهاجا بتجليس ابوهم البطريرك هذا مع عدم نسيان المشرف العام على الاحتفالية بدعوة سفراء الدول العربية والاجنبية وحضور اعضاء المجمع المقدس ورؤوساء الاديرة والاباء الرهبان والقمامسة والقساوسة اذن فماذا تبقى من اماكن للشعب القبطى الذى يتوق شوقا الى تلك اللحظات الرائعة والجميلة .
قد يقال ان هذه المناسبات يتم تفضيل الضيوف وانا ليست امانع القول فى ذلك لكن هل معنى ترك الاماكن والضيوف ان يستحوز الرئيس وقيادات الاخوان على كافة اماكن الكاتدرائية ويحرم الاقباط من لحظات تاريخية وهم اصحاب الفضل والحق فى نوال هذه البركة وحضور هذا الحدث الذى يبهر العالم كلة فنحن لا نمانع من حضور الرئيس مرسى هذا الحدث التاريخى فهذا تشريف لنا وفى ذات الوقت شرفا له رغم ان حكومته مازالت ايديها ملطخة بدماء الاقباط وما زالت مؤسسة الرئاسة تتعامل مع الاقباط وحقوقهم من منطلق الحل بنظام القطعة والهبة والمنحة وليس على اساس قاعدة المواطنة وليس على اساس ان الاقباط شركاء فى صنع هذا الوطن , ومن ثم فاهلا وسهلا بالرئيس مرسى اذا ما قرر الحضور لمشاركتنا هذا الحدث المقدس والعظيم ولكن نقول له اهلا بك وبحراسة خاصة وخاصة جدا وفى اضيق الحدود دون مواكب التشريفات وقاطراتمن الاليات والمركبات حتى تترك الفرصة الاف الاقباط واصحاب هذا العرس الحقيقى والتاريخى لكى يفرحوا بابيهم ابو الاباء رئيس الاساقفة بابا الاسكندرية وسائر الكرازة المرقسية .
ما يكفى فقط من الحكومة حضور رئيسها ليمثلها وليمثل المحافظين ايضا وكذا رؤوسساء الاحزاب فقط ورؤوساء البعثات الدبلوماسية فقط دون اية وفود مصاحبة وهذا ما نطالب به نيافة الانبا بولا المتحدث الرسمى والمشرف العام على هذا الحدث التاريخى ونضعه فى مسئولية امام التاريخ ونقول له نحن نعلم محبتكم لاولادكم واشتياقهم لحضور هذا العرس التاريخى فنحن لا نقبل المجاملة او افراط فى الدعوات فكم دعونا فى الماضى المسئولين فى المناسبات عدة وتاريخية ولم يجدى مع الامر نفعا بل ازداد وضع الاقباط سوءا ولتعلم نيافتكم ان ما اقوله هذا ليس رأى فقط انما هو رأى وشعور معظم الاقباط ان لم يكن جميعهم حتى نتفادى مصادمات مع البوابات وحرسة الكاتدرائية الذى بالقطع سوف يكون من رئاسة الجمهورية فاذا ما قرر الرئيس مرسى الحضور ومن ثم فلا يمكن بحال من الاحول ان يكون حضور مرسى وتأمينه بحراساته الجرارة اهم من فرحة الاقباط .