القمص اثناسيوس فهمي جورج
كيرلس الاول المدعو من الله αλλα καλούμενος الملقب "عمود الدين " بطريرك الاسكندرية اللامع والراعي والمفسر والمدافع والبطريرك القديس علي رتبة طقس ملكي صادق κατά την τάξιν . انك اعظم من كتب باللغة اليونانية ، بطل الارثوذكسية المهيب ، والكاتب الغزير الانتاج ، اللسان γλωσσα صاحب المواهب الخارقة في الشروحات والدفاعات اللاهوتية والتفسيرات الكتابية . قدمت مقالاتك الجدلية ورسالاتك القوية التي كانت ابلغ ادلة التلهف الرعوي و الغيرة النارية .
صانعا ميثاق للمصالحة - ( الصلح ) - باتساع قلبك الابوي الذي لايعرف التعب في تتابع بحر θάλασσα سريع ، تجاهد وتسهر وتضرع وتكتب وتحاجج لتعالج .
مدفوعا لا بروح المنافسة والشجار بل بالمحافظة علي الايمان النقي والسليم .. متمسكا بدوافع خيرة وبمحبة السلامة ومقت الخصام والنزاع ، ساعيا الي مداواة الشرور محتملا الاهانات والمظالم كي يبقي الايمان غير معرض لخطر الانحراف والتشويش . فشخصيتك الكبيرة فرضت نفسها علي الاحداث ، لكن التاريخ علمنا ان الشخصيات التي تتقدم الصفوف وتحتل المكانة الاولي يتركز عليها الذم والنميمة ولسان الاتهام ، وتصير موضع نقد مرير . لقد اعلنت انك تحب نسطور لانك تحب حتي الاعداء ، لكنك لاتخشي او تخاف من الكرازة بالحق ، من اجل المحاماة والمحاربة الحسنة ، مكرسا حياتك لحفظ العقيدة الجامعة التي استلمتها بجهاد وانتصار مجد δοζα الشهداء والقديسين ... انك نجما لامعا وقد حسبوك اسطورة في فضيلتك وفي منبتك وفي نبوغك الدراسي اللغوي واللاهوتي ، مجاهدا عن الحق ، وعن اعتراف ομολογιαν العقيدة المقدسة حتي الموت . متصديا للدفاع عن قانون امانة نيقية بالعلم والتقوي والبرهان ، حسب قاعدة سلفك العظيم اثناسيوس الرسولي ،
بأن " كل ماأتخذه المسيح من البشرية خلص ، ومالم يتخذ منها لا يخلص اي لا يشفي σωξω " والتي صارت اهم المباديء الأساسية في اللاهوت الخلاصي عندك . كذلك ايضا نحت مصطلح " الاتحاد الاقنومي " وجعلته محور لكل شروحاتك ، حتي تثبت وحدة الكيان الإلهي البشري في المسيح يسوع، بلا امتزاج ولا انفصال ولاتغيير . فكانت لغتك اليونانية تستحق كل تقدير ، حتي ان اساقفة الشرق كانوا يقدرون عظاتك جدا لدرجة انهم يحفظونها عن ظهر قلب بقصد تسليمها بصورة شعبية لرعيتهم ، وتشهد كتاباتك بانك ملما بالعلوم الكلاسيكية ، وكثيرا ما استشهدت بارسطو وافلاطون وافلوطين وفيثاغورس وهيرودت ، خاصة في معالجاتك للقضايا الانسانية ، التي فيها كنت تترفق μετριοπαθειν وتتلطف نحو الجميع . وعلاقتك الايجابية والقوية بالبرية ، صارت قوة لطاقات عمل الكنيسة، وخاصة قربك من الحكيم والمرشد القديس ايسيذروس الفرمي البيلوزمي ΙΣΙΔΩΡΟΥ ΠΗΛΟΥΣΙΩΤΟΥ ومراسلاته معك ارقام ١ ، ٣١٠ ، ٣٧٠ التي ارسلها لك وتلمذتك للقديس سرابيون المشهود له بالحكمة . كذلك دراستك لمعارف علماء مدرسة الاسكندرية التي كانت في اوج مجدها وقتذاك ، هذه جميعها قد اضافت و زادت الي خبرتك و رزانتك وروحك النسكية العالية ، والي توازن سلوكك الحكيم وهذيذك في كلمات الاباء معلمي الكنيسة الاول .. لقد رسموا ايقونتك ذاكرين جمالك ورزانتك وقراءاتك الموسًوعية وصوتك العذب وحنجرتك حلوة الطلاوة في التسبيح والعبادة . كذلك جهادك في تفسير الامور العسيرة التفسير δυσρμηνευτος فهذه جميعها اتجهت الي قوة التقليد اكثر من المنطق . ضمن اسلوبك المتوازن والمتماسك الذي لم يترك ثغرة للتحايل النسطوري ، وكذا رفضك للمخالفات αθετησας تجلت فيه تقواك ومحبتك ، لتكون ظاهرة باعمال تدابيرك اكثر من حدة وصرامة حججك ... ( كيريلينا ) لقد كنت موضع تقدير الكنيسة كلها ،
في جهادك ضد النسطورية مثلما جاهد ايضا سلفك اثناسوس ضد الاريوسية ، وكليكما نسي ما لحق به من اهانات وعذابات في سبيل الكنيسة التي انجباتكما وتشرفتم انتم بخدمتها ، سعداء في الزود عنها . انك ينبوع للمعارف اللاهوتية ، مملوءا بالحكمة الربانية πληρης θείας Σοφίας ، حكيما σοφός ، حقا كنت تقطر عسلا μελισταγης . عابدا اذا قراءت الانجيل بترتيل من اعلي انبل الكنيسة سبيت قلوب السامعين ، ليس فقط لرخامة صوتك ، بل لروحانية ترتيلك .
ادانك النقاد لانك تاخرت في ادراج اسم ذهبي الفم في مجمع الترحيم ( الذبتيخا ) في ليتورجية كنيسة الاسكندرية مدة خمس سنوات . لكنك كنت حريصا علي السمة القانونية المميزة لكنيسة الاسكندرية ، التي تقدر جسامة مسؤوليتها اللاهوتية المسكونية الملقاة علي عاتقها ، فمن حرم بمجمع يكون حله بمجمع ، لذلك صرت ايقونة لتقليد مدرسة الاسكندرية الحي كجندي شجاع ، علي اساس الايمان الذي زرعه دم وعرق ودموع شعب المسيح بكرازة مرقس الرسول الطاهر والشهيد البطريرك الاول مبدد الاوثان ، واستمر باجتهاد ودم القبط الذين فهموه وعاشوه وتعلموه ثم سلموه والتزموا به ، بكل امانة وادب ورقي ودفاع وتقوي انجيلية ، مجتهدين ليس فقط في حفظ الامانة الارثوذكسية ، لكن ايضا في حفظ رباط الوحدانية والصلح والمحبة الانجيلية ، صابرين مصلين ساجدين وصوامين ... تنسكوا وتمسكوا وانسكبوا واحتملًوا مجاهدين ومجتهدين ، ملتصقين برئيس كهنة اعترافنا της ομολογίας ημών ، رئيس كهنة الخيرات العتيدة των μελλοντων αγαθών ، الذي اقتني الكنيسة بدمه الكريم .