د. أمير فهمى زخارى المنيا
نبتدى بالعباره:
  - يا حزنى يا مراااااري؟!
انا شارب المر من كيعانى...

ولمن لا يعرف معنى المثل …اقول عند الارهاق الشديد والتعب تعرق السواعد وهى المنطقه الممتده من اليد الى الكوع ..فاذا قمت بثنيها، يتجمع العرق المر عند الكوع ….فهذا كنايه اذا على شده البؤس والذل والالم ...

فإذا كان مهموما وقدمت له مشروبا يبدأ في المقارنة بين المشروب وما يتجرعه من مصائب الزمن فيقول: “شارب من كيعاني” …والكيعان هما كوعي اليدين ، وبالطبع هو معني رمزي يوضح أن ما يحتمله اغرقه من القدمين حتي الكوع ، أو من الرأس حتي الصدر والكوع..

- نعود  إلي القاهرة والاسكندرية ومعظم المدن المصرية لنجد كلمات  “يالهوي” ، و”يا دهوتي” …

أما “اللهوي”  فربما أتت من اللهو ، وأذا اقتربنا من التصور الشعبي لفكرة اللهو الخفي أو الالهاء بالفصحي ، فقد أتت منها عبارة التسخيف لشخص لا يعجبنا قوله “اتلهي علي عينك”..أي الزم الصمت ، فما تقوله كلام فارغ لا ينفع ولا يضر ..

والمرادف الآخر المصاحب لها “يا دهوتي” فهي تأتي من  جذر كلمة “داهية” ، وعندما نصرخ “يا دهوتي” أي ان الداهية اصابتني بكارثة ، وللتخفيف صارت من يا “دهيتي” إلي يا “دهوتي” .

- ونصل إلي الجنوب ، تحديدا بلاد الصعيد الذي له مفردات والفاظ ومعاني اخري اكثر فداحة في التعبير عن الاحساس بوقع المصيبة ، وهي عادة من نسيج البيئة ، ومنها يا مري ..ويا مراري ..ويا حنضلي..وهذه نباتات لها وجود اصيل في البيئة الزراعية الجنوبية ولها استعمالات عديدة ، فالحنظل نبات طبي معروف بمرارته الشديدة..

واتخذوا من مرارته تعبيرا عن فواجعهم ...
كفايه كده ... يا كاسى...تحياتى
د. أمير فهمى زخارى المنيا