د. أمير فهمي زخارى المنيا.
إذا تحداك أحد وقال لك "لو حتى اتيت بلبن العصفور"
فهذا ليس خيال لان، لبن العصفور حقيقة،
نعم للعصافير والحمام وباقي الطيور لبناُ، مثل البشر والحيوانات ويعتبر نفس التركيبة الكيميائية، وهذا لأنه يحتوي على نفس المواد مثل المادة البروتينية (كازينزجين) وعلى الدهن، وايضا يحتوي على سكر اللاكتوز، وكل هذا يعتبر من مكونات اللبن الحيواني والبشري..
ويكمن الاختلاف ما بين اللبن الحيواني ولبن العصفور وباقي الطيور في الخواص الطبيعية.
لان لبن الطيور ليس مادة سائلة، وهو عبارة عن فتات لونه أبيض ورقيق جدا وقريب الشبه من فتات الجبن، وهذا لأنه في فترة حضانة البيض يحدث التحور للنسيج الداخلي في حويصله الطائر تحورا، دهني مع زيادة في سمك الغشاء المبطن للحويصلة فيبلغ سمكة في الإناث1.5مم، وفي الذكور 3 مليمترات.
وهذا الغشاء لا يزيد في الظروف العادية على 1 الى 10 من الملي متر.
يتم تحضير هذا الحليب في اواخر ايام فقس البيض فالأنثى اثناء ركودها على البيض، تقوم بحساب الايام لنفسها وتشعر بتحرك الجنين داخل البيضة وتعلم عمر الجنين داخل البيضة الى كم وصل وقبل خروجه بأيام بسيطة من البيضة تقوم هي وزوجها بفترة التلبين وتجهيز حليب الحويصلة لحين خروج الصغار وتقوم بترضيعهم، ففي الطيور الام والاب يحملون الحليب.
ابحاث علمية اثبتت ايضا ان الطيور الغريبة عند ركودها على بيض ليس منها
لا تستطيع القيام بدورة التلبين وتحضير اللبن في الحويصلة يتم فقط للطيور التي طرحت البيض وتكون الايام متقاربة لنفس تاريخ وضع البيض.. مثل الام في البشر لا تستطيع ارضاع طفل اخر إلا وهي تكون الاخرى واضعة أيضا.
وعندما نشاهد طائر العصفور او الحمام يضع فمه في فم صغيرة اول ايام خروجه من البيض فهو لا يطعمه حبات القمح او الشعير ولكن يقوم بإرضاعهم، وفي الواقع تطعمهم لبناً حقيقياً تكون في الحويصلة وتقوم باسترجاعه من فمها الى فم الصغار.... سبحانك ربى...
متعه الثقافة... تحياتي..
د. أمير فهمي زخارى المنيا.