الاثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
٠٨ ص +02:00 EET
لحظة إعلان نتيجة القرعة الهيكيلية بفوز البابا تاوضروس
بقلم: عصام نسيم
على مدار اسابيع وربما شهور عاش الاقباط حالة من الترقب والانتظار بلهف وشوق كبير البابا الجديد وفي اثناء هذه اللهفه والانتظار لمعرفة اختيار الله لنا سمعنا الكثير جدا من النبؤات او الرؤى والقصص التي تقول ان الاب فلان هو البابا القادم او الانبا فلان هو البابا القادم وفي الحقيقة جاءت النتيجة عكس كل هذه النبؤات (والتي بالطبع ليست نبؤات بل هي خرافات ) وجاء شخص ابعد ما يكون عن كل ما تردد في الاونة الاخيره .والعجيب اننا اثناء سمعنا لهذه النبؤات (الكاذبة ) او الاحلام او القصص كان يستند اصحابها الى ان ابونا الراهب قال او ابونا الراهب تنبأ او رأى رؤية ....الخ.
بل وقد راينا على الانترنت بعض هذه القصص منشور وردده الكثيرمن الاقباط فمثلا ابونا فلان قال ان ابونا رافائيل افامينا هو البابا القادم وسيمكث ثلاث سنوات فقط .. وايضا القصة التي تردد تقول ان ابونا رافائيل اثناء خدمته مع البابا كيرلس وقعت منه عصا الرعاية فقام ابونا رافائيل بالتقاطها فقال له البابا كيرلس لا تتعجل فسوف يأتي بطريرك للكنيسة ثم تأتي انت وتمسك بالعصا !!!! والعجيب في هذه القصة انها قد نسبت لقداسة البابا شنوده بنفص الاحداث ولكن مع الفارق ان البابا كيرلس قال للبابا شنوده لا تتعجل فسوف تكون انت البابا القادم !!!! وقد نفى قداسة البابا شنوده الثالث هذه القصة في اكثر من موضع , وكأن من يقوم بنسج هذه القصص لا يتعب نفسه في اختلاق احداث جديده بل يأتي بقصص مكرره !!!
كذلك النبؤات التي جاءت على الانبا رافائيل من انه هو البطريرك القادم ايضا وقد نفى نيافته كل هذه الخرافات ولام كثيرا من يرددوها !
الحقيقة ان دلت هذه القصص الخيالية تدل على ان بعضنا كثيرا ما يجري وراء قصص خيالية بدون تفكير يسرع الي تصديق اي امر خارق حتى لو كان كاذب وضد المنطق او يؤمن بالخرافه التي هي ضد الايمان وضد المنطق والعجيب اننا نرى ترديد بشكل مبالغ فيه لهذه الاخبار والغيبيات بشكل عجيب خاصة على شبكة الانترنت ونرى هذه القصص يصدقها البعض ويرددها ويضيف وينقص منها حتى تصل الي انها قد اصبحت نبؤه صحيحة تنبأ بها الراهب فلان او ابونا علان !!!
الحقيقة ان الكثير منا اصبح يردد الاخبار والقصص والكلمات بدون اي تفكير فيها هل هي صحيحها ام لا هل مصدرها صحيح ام لا هل تتفق مع ايماننا المسيحي ام لا ولا يتعب نفسه قليلا في البحث عن مصدر هذه القصص او الاحداث او الاقول ليتحقق من صحتها قبل ان يرددها للاخرين الي ان تصبح واقع حقيقي ومن ينكرها ينكر الايمان وهو ضد المعجزات ....الخ
وفي الحقيقة ما يردده هؤلاء هو من ضد الايمان فالايمان الصحيح هو الذي عاشت به كنيستنا في هذه الفترة الحرجه في تاريخ كنيستنا وهو الصوم والصلاة فقد صامت الكنيسة ثلاث مرات وصلت الي الرب ليختار الراعي الصالح وقد استجاب الله لنا واختار لنا الانبا تواضروس ليكون الراعي الامين لشعب الله ولكنيسته بعيد عن النبؤات والغيبيات التي هي ضد الايمان المسيحي السليم !
وبالطبع لسنا ضد المعجزات او النبؤات فالمعجزات تحدث يومينا وعمل الله مستمر بروحه القدوس في كنيسته ولشعبه ولكني ضد الغيبيات وترديد الاشاعات بدون منطق وتفكير في مصدر الاشاعة او صحته ضد ان نبتعد عن ايماننا السليم وكتابنا المقدس واصوامنا وصلواتنا ونتكل على غيبيات وقصص خيالية لا تتفق مع ايماننا المسيحي .
نرجوا من البابا تواضروس ان يكون هذا الامر من اولويات خدمته للكنيسة فيجب علينا ان لا تبرهنا المعجزات او اخراج الشياطين .الي اخره فايماننا لا يحتاج الى معجزة لتسنده او اخراج شياطين لتؤكده فيهوذا الخائن شاهد اخراج الشياطين واقامت الاموات وربما هو نفسه اخرج شياطين وصنع معجزات ولكنه هلك كذلك كثيرون ممن انكروا السيد المسيح اثناء صلبه شاهدوا كثير من المعجزات وقيامة الاموات وربما اكلوا من الخمس خبرات والسمكتان الذي باركهما الرب ولكنهم انكروا السيد .
المعجزه عمل رحمة من الله على شعبه حسب ما يراه هو وليست ابدا دليل على الايمان فايماننا المسيحي السليم قائم على اسس ثابته من الكتاب المقدس وتعاليم الاباء والشبع من القداس الالهي ومن الصلوات والتسابيح الكنيسة ومن يعيش الحياة المسيحية الحقيقية لا يحتاج الي معجزة اطلاقا ولا الى اخراج شياطين ليؤمن فايماننا اقوى واعظم من هذا بكثير ايماننا هو حياة نعيشها في كل يوم حتى وسط الضيقات والاضطهادات واوقات التخلي من المفترض ان يكون ايماننا ثابت مثل الصخر .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع