الاثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٢ -
١٥:
٠٨ ص +02:00 EET
أحد المطالبين بتطبيق الشريعة
بقلم: صبحي فؤاد
استفز مشاعرنا جميعا كمصريين خروج قلة ضالة متعصبة كانت تحمل اعلام عصابة القاعدة الارهابية والسعودية الى ميدان التحرير وشوارع القاهرة للمطالبة بادخال احكام الشريعة فى الدستور الجديد بدلا من مبادئها.
لم يكتفى المتظاهرين المطالبين بتطبيق احكام الشريعة الاسلامية على حمل اعلام السعودية التى نعرف انها تسعى لاخذ دور الريادة من مصر او اعلام القاعدة التى نعرف انها عصابة دموية اراقت دماء الوف الابرياء فى افغانستان وباكستان وامريكا ودول اخرى كثيرة من بينها مصر ..ولم يكتفوا باظلاق الشعارات المستفزة بان من لا يخرج معهم المظاهرات ويضم صوته اليهم فانما هو كافر عدو الاسلام ..لم يكتفوا بكل هذا او ذاك وانما ايضا رأينا بعضهم يحمل السيوف والاسلحة البيضاء والتهديد بتفجير البلد وسفك الدماء اذا لم تتحق مطالبهم بتطبيق "احكام شرع الله" !!
وطبعا لم ينسى المتظاهرين المطالبين بنصرة الاسلام وتطبيق شرع الله ان يهددوا المسيحيين - الذين لا يقل تعدادهم باى حال من الاحوال عن ربع تعداد سكان مصر بفرض الجزية عليهم او الهجرة الى خرج مصر اذا لم يقبلوا بفرض الشريعة عليهم.
ومن قبل طالبت- ولاتزال - نفس هذه القلة الضالة بحذف الحد الادنى لسن الزواج حتى لا يكون هناك عائقا قانونيا يمنعهم من زواج طفلة فى السابعة من العمر وايضا عدم تحريم العبودية والاتجار فى البشر وممارسة الجنس مع الاموات ومطالب اخرى لم نسمع او نقرأ عنها حتى فى العصور البدائية وقتما كان البشر يعيشون فى الاكواخ وعلى صيد ورعى الحيوانات.
والحقيقة اننى لا اعتب على هؤلاء المأجورين الذين لو كان عندهم ذرة من الايمان او الوطنية وحب مصر لما كانوا رفعو بكل فخر واعتزاز اعلام دولة اجنبية او اعلام عصابة ارهابية دموية مطاردة من كل دول وشعوب الارض الا هذه القلة الضالة التى تطالب بتكريم الارهابين والقتلة من امثال الظواهرى وغيره..لا اعتب عليهم لان هناك من غسل عقولهم وبرمجها مثل جهاز الكومبيوتر او عرف كيف يستخدهم لالهاء الشعب فى التفاهات والنزاعات والطائفية والصراعات الداخلية كما كان يفعل الساداتى وحسنى مبارك.
واثق انه لو كان المصريين وبصفة خاصة المسيحيين والعلمانيين اصروا عند البدء فى كتابة الدستور الجديد على الغاء المادة الثانية التى تقنن العنصرية والتعصب رسميا وتجعل رجال الدولة والقائمين على مؤسساتها اوصياء وحكاما على ايمان المصريين فيقومون بمكافئتهم اذا حفظوا القران او اغروا فتاة مسيحية على دخول الاسلام ويعاقبونهم اشد عقاب اذا خرجوا من دين الدولة الى دين اخر او اسأوا بقصد او غير قصد لدينها .
بالمناسبة كبف يعقل ان يكون الاسلام دين لدولة هى عبارة عن ناس من كل شكل ونوع ودين ..وارض يعيش عليها الناس والحيوانات والطيور ويدفن فيها الجميع ومخلفاتهم ايضا ..اذا قلنا ان الاسلام دين ثلاثة ارباع سكانها ممكن ويجوز اما ان نقول الدولة لها دين فهذا يخالف المنطق والعقل تماما !!
اننى ادعو المصريين لرفض المادة الثانية التى تنص على ان الاسلام دين الدولة والمصدر الرئيسى للتشريع لان وجود هذه المادة فى الدستور تعطى الحجة القانونية لهذه القلة العنصرية المتطرفة لاضطهاد الاقباط رسميا وملاحقة الكتاب والادباء والمفكرين وكل انسان شريف صاحب او صاحبة رأى حر لا يتفق مع افكارهم الظلامية المتخلفة.. وبدلا من ذلك استبادالها بفقرة واحدة تنص على ان "الدولة تكفل حرية العبادة للجميع بصفة مطلقة بلا تميز او تفرقة".
ويجب ان يدرك كل المصريين ان وظيفة الدولة هى توفير الراعية والخدمات للمواطنين وتوفير المناخ المشجع للاستثمار وزيادة الانتاج وليس توزيع الجوائز على حفظة القران ودعوة الناس للصلاة او نشر الدعوة الاسلامية فى الداخل والخارج وبناء الجوامع والمدارس والمعاهد والجامعات الازهرية التى لا يسمح لغير المسلم بالالتحاق بها ..وظيفة الدولة هى نشر العدل والمساواة والامن والامان لجميع مواطنيها بغض النظر عن العقائد او الاديان او الانتماءات السياسية او الافكار
اخيرا اذكر الشرفاء والاحرار من مسلمين ومسيحين فى مصر انه لو فاز عملاء قطر والسعودية والقاعدة فى معركة كتابة دستور مصر الجديد فلن تقوم لمصر قيامة قبل خمسين عاما من الان على الاقل وخلال هذه السنوات لا يستبعد ان تتحول مصر الى سودان او صومال او افغانستان اخرى او على احس تقدير تصبح مثل ايران او باكستان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع