الأقباط متحدون - إيمان السلفي كلام وخيال مريض
أخر تحديث ٠٧:٥٣ | الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢ | ٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

إيمان السلفي كلام وخيال مريض


بقلم: شريف منصور 

هدم الأهرام وهدم "ابو الهول" والآثار الفرعونية أمر لا يتعلق إطلاقا بإيماني بالله، إنما أمر يتعلق بمعرفة ما هو أفضل لمصر، وما هو يضرها.
يعتقد السلفيون خطأ أن الأهرامات و"أبو الهول" من الأشياء التي تؤذي الله عز وجل! حاشا لله بالطبع لا.. أو أن هذه الآثار تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على إيمان المسلمين بدينهم!
 
منذ دخل الإسلام مصر، منذ ١٤ قرنًا، لم يهتز إيمان المسلمين بوجود هذه الآثار.. لم يعبدها المصريون ولا حتى غير المصريين.
منذ أن عرفت مصر "آلهة التوحيد"، لم تكن هذه المباني، التي تقف شاهدًا على عظمة إبداع العقل البشري، في تلك البقعة من الأرض.
فهل كان فاتحو مصر من المسلمين الأوائل لا يعرفون دينهم، ولهذا تركوا هذه الآثار كما هي؟ فلنفترض "نعم"، هل لم يجد كل علماء المسلمين منذ الفتح العربي فكرة واحدة للتخلص من هذه الآثار؟ هل كانوا هم أيضًا أقل إسلامًا من سلفيي اليوم، الذين يدعون أنهم أكثر معرفة وفهمًا؟!
 
لا أعرف أحدًا في عصرنا هذا، أو في العصور السابقة، قام يومًا بعبادة الأهرامات أو مَن بناها!
بل كلما تحدث عنها مصري أو غير مصري، يتكلم عنها باحترام وإعجاب شديد بهندسة البناء. وهي خير شاهد على قول القرآن الكريم "علم الإنسان ما لم يعلم".
هل العلم الذي وصل إليه قدماء المصريين كان مبنيًا على استخدام هذه المباني في أغراض فسق وفجور أو عبادة أصنام؟ لا لم يحدث، ولن يحدث، بعد أن عرف الإنسان المصري المعاصر الطريق إلى معرفة الله عز وجل.
 
الأهرامات كالبترول تجلب رخاءً اقتصاديًّا للمصريين، وتقف شاهدًا على حضارة الإنسان المصري.
إن أراد السلفيون هدم الهرم، فعليهم تفجير "آبار البترول" في كل الدول الإسلامية أيضًا؛ لأن طائرات إسرائيل وأمريكا وكل أعداء الإسلام يستخدمون البترول في ضرب الدول الإسلامية والعربية! ويستخدمون سياراتهم في الذهاب إلى أماكن غير أماكن العبادة الإسلامية، والبعض يستخدم البترول المنتج في السعودية، أرض الحرمين الشريفين، لتدفئة بيوت دعارة وكازينوهات القمار! بل ينتجون من البترول مواد تستخدم في العُري والخلاعة! والقائمة التي يُستخدم فيها البترول استخدامًا ضد الله لا حصرَ لها ولا عددَ، بل تفوق في خطورتها تماثيل الأرض كلها!
 
وإن حاولنا أن نقيس أي شيء على أساس أننا نمنعه لعل شخصًا يستخدمه في عبادة شيء آخر غير الله، عز وجل، فعلينا أن نقضي على الإنسان فهذا أسهل؛ لأن السلفيين لن يفلحوا مهما فعلوا. الله عز وجل موجود من الأزل قبل وبعد الزمان، وأي مكان، والله، عز وجل، قادر أن يجعل البشر كلهم مؤمنين، ولكنه ترك الإنسان يقرر أي طريق يريد، وأية نهاية يبتغي.
 
إن كان العقل البشري المحدود يقول إن أخطاء الصانع في صنعته التي خلقتها يداه، فيقوم بعمل صنعة جديدة ولا يكمل الصنعة الخطأ!
الله عز وجل لا يملك نفس المنطق الإنساني هذا؟ حاشا والعياذ بالله.
يا بشر أخذ من تعاليم دينه المظاهر بغير باطن الحق، اتقوا الله في الله.
ارحموا أنفسكم ومن في الأرض؛ لكي يرحمكم ويرحمنا من في السماء.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter