نادر شكري
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الذكرى المائة لميلاد البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 من بطاركة الكنيسة وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس ، والذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1923 بقرية سلام إحدى قرى أسيوط باسم «نظير جيد روفائيل».
أقام المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، برئاسة الأنبا إرميا، الأسقف العام، مؤتمرا علميا، استمر لمدة يومين الأول والثاني من أغسطس، لمناقشة أبحاث علمية حول جوانب في حياة البابا شنودة.
ويقيم المركز الثقافي الحفل الختامي لمئوية ميلاد مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث، بحضور الأنبا موسى، الأسقف العام للشباب والأنبا إرميا، وتقام فعاليات الاحتفال الختامي على المسرح الكبير، بقاعة المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، ويتضمن الحفل العديد من الفقرات المستوحاه من تراث معلم الأجيال، ذهبي الفم، مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث.
١٠٠ عام تمر غدا على ذكرى ميلاد البابا شنودة الثالث الراحل، البطريرك الـ١١٧ للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذى تعددت ألقابه وصفاته خلال العقود الماضية، فيما ظل حبه ثابتاً لا يتغير فى قلوب المصريين والعرب -مسلمين وأقباطاً- لمواقفه الوطنية.
وصف البابا الراحل، المولود باسم «نظير جيد» فى 3 أغسطس ١٩٢٣ نفسه بأنه مسيحى، تجرى فى عروقه دماء مسلمة، فقد جاء إلى الدنيا يتيماً وأرضعته بعض نساء قرية «سلام» التى شهدت ميلاد بابا العرب أو معلم الأجيال.
60 عاماً أمضاها الراحل فى خدمة الكنيسة من 89 عاماً عاشها بابا الإسكندرية، إذ طرقت فكرة الرهبنة بابه وهو فى السابعة عشرة من عمره، ليبدأ من وقتها إعداد نفسه لتلك اللحظة، ويدخل الدير وهو فى سن الـ31، وتجرى رسامته باسم «الراهب أنطونيوس السريانى» بعد أسبوع من دخوله الدير وبعد عامين من رهبنته أحب البرية وحياة الوحدة فاتجه إلى مغارة فى الصحراء ليخرج منها بعد 6 سنوات كأول أسقف للتعليم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
لم يكن «شنودة الثالث» بابا للأقباط فقط بل أحبه الجميع -مسلمين ومسيحيين- فقد أعطى الكل حباً وظهرت وطنيته حتى صدقها الجميع، فكانت تجمعه مع مشايخ الأزهر الشريف خلال 40 عاماً علاقات محبة وإنسانية وتفاهم لصالح البلاد، وعمل خلالها على الوحدة مع الطوائف المسيحية، فكان متفتح الفكر ومؤمناً بقبول الآخر، ونموذجاً فى الوطنية ودلالة على مرحلة مهمة فى تاريخ البلاد.