ياسر أيوب
قوانين محددة لا تتنازل عنها كرة القدم مطلقا، سواء كان يلعبها رجال أو نساء.. وأهم تلك القوانين هو أنها لعبة لا تمنح سرها لأى أحد ولا تقدم ضمانا لأى فرق ولا تحب المنطق وحساباته ولا تحترم التاريخ وانتصاراته.. وفى دور الثمانية لمونديال النساء الحالى.. لم تكن اليابانيات تدافعن فقط عن حلم بلادهن بالتأهل لقبل النهائى.. إنما تدافعن أيضا عن بقايا كبرياء الأربعة الكبار في تاريخ هذا المونديال.
ففى الثمانى دورات السابقة لهذا المونديال.. فازت الولايات المتحدة بكأس العالم أربع مرات وفازت بها ألمانيا مرتين ومرة واحدة لكل من النرويج واليابان.. ولم يكن من الضرورى بالطبع أن تفوز دولة منهن بكأس البطولة التاسعة لكن كان من المتوقع أن تصل دولتان منهما على الأقل لدور الثمانية مع احتمال كبير لتأهل دولة منهن لقبل النهائى أو النهائى حتى إن لم تفز به.
لكن الذي جرى في أستراليا ونيوزيلندا في الأيام القليلة الماضية هو الذي لم يتوقعه أي أحد.. وكانت البداية خروج ألمانيا من دور المجموعات بعد الفوز على المغرب والخسارة أمام كولومبيا والتعادل مع كوريا الجنوبية.. وشهد دور الـ 16 مواجهة بين اثتين من الأربعة الكبار.. حيث فازت اليابان وأخرجت النرويج.. والمفاجأة الأكبر كانت خروج الولايات المتحدة من دور الـ 16 بعد الخسارة أمام السويد.
المرة الأولى التي لا تصل فيها الولايات المتحدة للمربع الذهبى منذ بدأت بطولة كأس العالم النسائية 1991.. ففى الثمانى بطولات الماضية كانت الولايات المتحدة البطلة أربع مرات والوصيفة مرة والثالثة ثلاث مرات.. وهكذا بقيت اليابان وحدها من بين الأربعة الكبار في دور الثمانية لكنها خسرت أيضا أمام السويد وخرجت من البطولة، مما يعنى أن البطولة الحالية ستفوز بها دولة لأول مرة.
وكانت هناك أسباب لهذا الخروج الجماعى تشبه ما يجرى في بطولات الرجال.. وأسباب أخرى تخص بطولات النساء.. فالثقة الزائدة لا تصل بأصحابها في النهاية إلا للخسارة.. فالألمانيات بعد فوزهن في المباراة الأولى على المغربيات بستة أهداف توقعن أنهن في نزهة كروية وليست بطولة لكأس العالم فخسرن المباراة الثانية أمام كولومبيا.
وتنتقم كرة القدم بقسوة من أي فريق ينشغل عنها بقضايا جانبية أخرى فكان العقاب القاسى للأمريكيات اللاتى انشغلن بقضايا وحروب سياسية واقتصادية وإعلامية.. ولا تحب كرة القدم جمود الفكر الكروى الذي كانت اليابانيات ضحيته حين واجهن السويد بنفس التكتيك الذي قادهن في البطولة الحالية لدور الثمانية بعد فوزهن على النرويجيات.
فما يصلح أمام فريق قد لا يصلح أمام فريق آخر.. أما الأسباب الخاصة بالنساء وحدهن فكان أهمها هذا التطور السريع الذي شهدته الكرة النسائية في العالم خلال السنوات القليلة الماضية.. فلم يكن يتوقع أحد نجاح ثلاثة بلدان إفريقية في الوصول لدور الـ 16.. المغرب وجنوب إفريقيا ونيجيريا.. وحكايات أخرى كتبت نهاية أي حسابات وأفكار قديمة وغيرت خريطة الكرة النسائية في العالم كله.
نقلا المصرى اليوم