الانبا موسى

تعددت احتفالات الكنيسة هنا والمهجر بمئوية ميلاد قداسة البابا شنودة الثالث (1923- 2023)، فلاشك أن عهد قداسته قد شهد تطورًا هائلًا وواضحًا، وهو انتقال الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية.

2- انتشار الكنائس والأديرة والإكليريكيات في مصر والمهجر:

صدق مَن دعا قداسة البابا شنودة الثالث «كاروز المهجر»، فهو- بلاشك- مَن بذل أقصى الجهود في رعاية أبنائه الأقباط في أكبر وأصغر تجمعاتهم، إذ جاهد في بناء المئات من الكنائس في أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا والدول العربية، ومئات أخرى داخل مصر، بناها قداسته بمساعدة أبنائه الأساقفة والكهنة والأراخنة الأقباط، بالإضافة إلى افتتاحها وتدشينها.

كما امتدت الكنيسة القبطية إلى أماكن أخرى كثيرة مثل: الصين واليابان وهونج كونج وفيجى والمكسيك وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وباكستان.. إلخ.

كذلك أسس قداسته أديرة قبطية وإكليريكيات جديدة داخل وخارج مصر.

3- الكنيسة الإثيوبية وتأسيس كنائس في إريتريا وفرنسا وإنجلترا:

شهد عهد قداسة البابا استقلالًا كاملًا للكنيسة الإثيوبية، وتأسيسًا للكنيسة الإريترية، (إذ سام قداسته لها خمسة أساقفة ثم بطريركين).. ووضع لكل منها بروتوكولًا يؤكد الاستقلال الإدارى لكل منها، مع وحدة العقيدة، والتعاون في العمل الكنسى والرعوى والتنموى في ميادين متعددة.

وكذلك في عهد قداسته تأسست الكنيستان الفرنسية القبطية، والبريطانية القبطية، حيث سام لهما قداسته مطرانين وأسقفًا.

4- الاشتراك الفعال في المجالس المسكونية:

فقد شجع قداسته الاشتراك الفعال في مجلس الكنائس العالمى، حتى صار قداسته أحد رؤسائه لفترة، كما تشترك الكنيسة بفاعلية في كافة لجانه التنفيذية والمركزية ومختلف نشاطاته، من خلال آباء مطارنة وأساقفة وآباء كهنة وخدام متميزين.

أما مجلس كنائس الشرق الأوسط فقداسته كان أحد رؤسائه لعدة دورات متتالية.

ونفس الأمر تكرر مع مجالس كنائس إفريقيا، ومجالس الكنائس في أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا.. إلخ.

5- الحوارات اللاهوتية:

شهد عصر قداسة البابا حوارات لاهوتية غير مسبوقة في تاريخ كنيستنا مع الكنائس الأخرى لتحقيق رغبة الرب في وحدة المسيحيين على أساس وحدة الإيمان والعقيدة.

6- المواقف الوطنية والاجتماعية والإنسانية:

شهد عهد قداسته حضورًا مكثفًا للكنيسة في أمور مثل:

أ- الحوار المسيحى الإسلامى: في جلسات ممتدة لسنوات.. وعلاقات وثيقة مع فضيلة شيخ الأزهر وكبار القيادات الإسلامية، مع حضور قداسته للمؤتمرات الإسلامية العالمية، وإلقائه محاضرات فيها.. كانت موضع تقدير عالمى كبير.

ب- القضية الفلسطينية: في علاقة مشهودة بالزعيم الراحل ياسر عرفات والزعيم الفلسطينى (أبومازن)، وفى موقف مشهود ضد زيارة الأقباط للقدس المحتلة، ودعم مستمر لحقوق الفلسطينيين في مختلف وسائل الأعلام، وفى كل زيارات قداسته لأنحاء العالم.

ج- القضايا الاجتماعية والإنسانية: مثل لقاءاته وكتاباته حول:

- المرأة ودورها في الكنيسة والمجتمع.

- الإجهاض.

- القتل بدافع الرحمة بالمريض.

- زراعة الأعضاء.

- الهندسة الوراثية وبحوث الخلايا الجذعية.

- الاستنساخ.

وغير ذلك من الموضوعات التي ناقشها قداسته في ندوات عامة وكنسية، في مجلس الشعب والجامعات المصرية الأجنبية والنوادى الشهيرة كالليونز واللوتارى.

7- رحلات قداسته حول العالم:

قام قداسته برحلات كثيرة جدًّا عبر قارات العالم، أسهمت في عالمية الكنيسة القبطية من المحلية إلى الإقليمية، ومن الإقليمية إلى العالمية.. لربط أبناء الكنيسة بالمهجر بالوطن الأم والكنيسة الأم.. حتى صار قداسته علامة بارزة في تاريخ كنيستنا المجيدة، ومصرنا المحبوبة.. نفعنا الله بصلاته عنّا.

* الأسقف العام للشباب

بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية

نقلا عن المصرى اليوم