بقلم: شريف منصور
قامت عدة دول من الدول الغربية بفتح باب الهجرة للأقباط بطريقة رسمية ولكن غير معلنة. وأول دول العالم التي فتحت باب الهجرة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد أن أعيد انتخاب الرئيس "باراك حسين أوباما" للمرة الثانية، قرر أن يفتح باب الهجرة فورًا للأقباط.
في مفاجأة غير متوقعة من البيت الأبيض، يقرر استيعاب كل الأقباط بناء على تقرير رفعه مكتب إرشاد الإخوان الوطنيين المسلمين للبيت الأبيض.
في محاولة لتهدئة الأوضاع واستبعاد سبب المشكلة الحالية في مصر، طلب مكتب الإرشاد من حليفته أمريكا أن تمد يد العون إلى جماعة الإخوان المسلمين والتسريع في تصفية، أسف ترحيل أو تهجير الأقباط من مصر.
قد يكون الخبر صدمة لكل من كان يعتقد خطأ أن الإخوان المسلمين يكرهون الأقباط، بالعكس لقد أوضح تقرير مكتب الإرشاد أن الأقباط يمثلون الحائط الضعيف في بنية الدولة الإسلامية في مصر. ولأنهم شعب ضعيف مفكك ولكنه شعب مسالم، اتضح أن الأقباط لا يستطيعون أن يتصدوا لمتغيرات الحياة الجديدة في مصر بعد الثورة الإسلامية مما سيؤدي إلى انقراض صنفهم.
وحتى يحافظ الإخوان المسلمون على الوجه الحضاري المشرق لجماعتهم، فهم يرفضون ما فعله الجناح العسكري للإخوان، عندما أخذ السلطة في عام 1952، وتخلص بطريقة مستفزة من يهود مصر. عندما أرغم اليهود المصريين على توقيع التنازل عن جنسيتهم المصرية وعن ممتلكاتهم المنقولة والعقارية وحساباتهم في البنوك في نظير أن يوافق النظام على شحنهم إلى أوروبا ودول العالم ومنها إلى إسرائيل.
بسبب تردي الوضع الحالي للأقباط في مصر، أدرك مكتب الإرشاد أنه سيفقد الأقباط رسميًّا حقوق المواطنة التي كانت مسلوبة مسبقا بطريقة غير رسمية؛ مما سيؤدي إلى فشل التجربة الإسلامية في مصر أمام العالم؛ لأنها ستثبت بالدليل القاطع أنهم فشلوا رسميًّا في العدل بين المواطنين على أساس ديني.
وبالتالي يضرب مكتب الإرشاد المشكلة بحجر واحد. يُهجِّر الأقباط إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيثبت الإخوان الذين كنت مخطئا أنني كنت أنعتهم بالخونة للعالم، أن "باراك حسين أوباما" ليس رئيسًا عُنصريًّا وقف موافقا على مقتل الأقباط وسحلهم في مصر وتصفية المسيحيين في العراق من قبل، ومعهم أيضًا ملايين من اللاجئين المسيحيين السوريين. وتربح أمريكا مبدئيًّا مهاجرين من النوع الذي لا يسبب صداعًا لدول المهجر! وعندما تستكفي من العقول والكفاءات القبطية، توزع البقية على بقية دول العالم. فالأقباط مهاجرون "لطاف خفاف" لا يطالبون بتطبيق شريعتهم أو تغيير ثقافة دول المهجر ويذوبون بسهولة فيها.
ولأنهم لا يطالبون بوطن مستقل لهم؛ ولكي يظهر الإخوان المسلمون على أنهم يحافظون على بقاء الشعب القبطي، عملاً بمقولة البابا شنودة الثالث أن "مصر وطن يعيش فينا وليس وطنًا نعيش فيه"، فلإذن بهذه الطريقة لا يستطيع أحد أن يقول إن الإخوان أرغموا الأقباط على الهجرة من وطنهم، حيث إن وطنهم يذهب معهم حيثما ذهبوا.
أحيي الإخوان المسلمين على محبتهم الخالصة للأقباط وتفكيرهم بطريقة في منتهي الذكاء، وهي شيء معهود فيهم، وفي تنظيمهم الذي لا يبتغي إلا العدل والحرية!
الحرية والعدالة هو شعار حزبهم السياسي، وها هو يثبت عمليًّا أنهم قادرون على تفعيل هذا الشعار. فالأقباط لهم كامل الحرية في أن يهاجروا محتفظين بوطنهم؛ تنفيذا لمقولة المتنيح البابا شنودة الثالث. فالإخوان لن يرغموا الأقباط على محو مصر من قلوبهم، قبل تهجيرهم، بل سيسمحون لهم بأخذها معهم في قلوبهم. ومن العدل أيضًا أنهم اتفقوا على تهجيرهم إلى مكان أفضل، حيث لا مشكلة في بناء كنائس أو الترقي في الوظائف، أو التعليم أو غيره من مظاهر الدولة الإسلامية على الأقل حتى الآن.
الله أعلم ماذا ستأتي الرياح الإسلامية على مركب أمريكا بقيادة الرئيس المؤمن "باراك حسين أوباما" خلال السنوات الأربع القادمة. كله بإذن الله، والله الموفق، ونتمنى لدولة المرشد الإسلامية كل خير، ونشكره من أعماق قلوبنا على هذه الاتفاقية الجريئة، وشهامته غير العادية في معاملة الكفار.
أعوذ بالله من ظلمي لهم، وإنني أعلن توبتي بالثلاثة من وصف الإخوان بالخونة، فأرجو من الله قبول توبتي، وأقبل يد المرشد العام؛ شكرًا له على أبوته!
وبناءً عليه، على راغبي الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أن يلجأوا إلى مكتب منظمة الدكتور سعد الدين إبراهيم (بن خلدون)، في المقطم بجوار مقر الإخوان المسلمين؛ لأنه سيقوم بعمل الإجراءات اللازمة لتسهيل هجرة الأقباط كما فعل في الماضي لأحبابه جماعة الإخوان المسلمين. الدكتور سعد الدين إبراهيم كما هومعروف هو من سهَّل التقاء رئاسة الإخوان المسلمين والمسؤولين الأمريكان. وهو أيضًا من سهَّل هجرتهم إليها، وإلى غالبية الدول الأوربية. فهذا الرجل قلبه كبير لدرجة أنه من الممكن أن نسميه "روبن هود" المصري، فهو كان ومازال يقبض من ملك قطر والشرق الأوسط، أطال الله عمره، الملايين ليوزعها على الإخوان في الماضي، والآن سيقوم بتكلمه دوره الهام في معاونة الأقباط للخروج الآمن من مصر.
وأخيرا تحية خالصة لملك قطر وجزيرة العرب والشرق الأوسط وللمرشد العام وللرئيس المحبوب محمد مرسي، ورجال القضاء الشرفاء، الذين لم يرضوا عن ظلم الأقباط، حيث إنهم لم ولن يحكموا في قضية واحدة من آلاف القضايا التي راح ضحيتها أقباط.
أرجو من كل قبطي شريف أن يضم صوته لصوتي في توجيه رسالة شكر عميقة لكل هؤلاء الذين باتوا يفكرون في كيف يتخلصون من الأقباط مشكلة مصر، بخطوة لا يمكن أن توصف إلا بأنها خطوة عبقرية مخلصة لله وللوطن.
فلتحييا الحرية والعدالة والله الموفق.