اندراوس عبدالمسيح
هناك قول للقديس اغسطينوس مشهور وهو:
" نحن نشكر الهراطقة، لأنهم فيما هم يهاجمون كُتبنا المقدسة، يجعلوننا نغوص فى أعماقها لنرد عليهم، فنكتشف ما بها من لأليء وكنوز"

كتبنا المقدسة سواء الكتاب المقدس او التقليد الرسولي ممتئلة كنوز و لألئ فكلما فتشنا فيها كلما اكتشفنا عظمة وعمق الايمان المسيحي , كلما رأينا جمال التعاليم المسيحية التى تقود النفس الي الخلود والاتحاد بالله  .

ونحن في الفترة الاخيرة أهملنا دور اللاهوت العقيدي والدفاعي واللاهوت النظري  و انشغلنا كثيراً باللاهوت المقارن نظرا لهجوم البعض علينا
 حتى دق جرس انذار فيديوهات السوشيال ميديا التى تهاجم المسيحية

انها فرصة لكي ندخل الي العمق في اللاهوت الدفاعي والنظري والعقيدي ونتعاون معاً لمواجهه هذه الأفكار سواء من الداخل او من الخارج
 ونتعمق اكثر واكثر في المعرفة اللاهوتية والفلسفة المسيحية التى تقودنا الي النمو الروحي و الانشغال بالملكوت .

فرصة لكي يهتم المسئولون عن اجتماعات الخدام بالمناهج التى تؤهلهم لخدمة الكلمة , نعلم ان موهبة خدمة الكلمة ليست للكل فكما يقول الرسول بولس :
"وَلكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ،" (رو 12: 6).

ويستكمل ايضا
"أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ، أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ،" (رو 12: 7).
فهناك مواهب كثيرة منها موهبة التعليم ومنها موهبة الكلمة ومنها الخدمة بأنواعها المختلفة و منها الاهتمام بالطقس الكنسي والتاريخ الكنسي والحفاظ علي الحان الكنيسة وخدمة الفقراء وأخوة الرب وكثير من المواهب

فالكنيسة بصفتها جسد واحد فيها اعضاء مختلفون ولكنهم متحدون معاً في جسد المسيح الواحد . ومن هنا يمكن ان نشجع ونهتم بمن يملكون موهبة الدفاع او الحوار المنطقي الفلسفي ونعدهم لمجاوبة كل من يسأل عن سبب الرجاء الذى فينا .

بسبب الانترنت وانتشار المعلومات فأصبح من المنطقي وصول الفيديوهات القصيرة الي جميع ابنائنا وبناتنا وخاصة من في سن المراهقة فهل نحن مستعدون لحماية ابنائنا وبناتنا من تيار الشك والحروب الخارجية ؟

ان كنا غير مهتمين فشكر لهؤلاء لأنهم سوف يجعلوننا نهتم و نبحث وندرس ونعد الابحاث والردود التى استخدمها الاباء الأوليين علي هذه الأسئلة
وهذا يقودنا الي القول بأن جميع الاسئلة التى يستخدمها هؤلاء ضد المسيحية هي قديمة منذ ظهور المسيحية والاباء المدافعون قاموا بالرد عليها وما نحن نفعلة الان هو البحث والتنقيب عن هذه الاجابات في كتابات الاباء ونعيد صياغتها مره اخري بلغة بسيطة يفهمها ابناء هذا الجيل .

في فترة من الفترات هاجم طوائف غير ارثوذكسية المذهب الأرثوذكسي المستقيم فكان رد البابا شنودة علي هذا الهجوم :
(رأت الكنيسة أولادها أمام مجموعات ضخمة من الشكوك، توجه إلى الإيمان، من داخل ومن خارج..وكان لابد أن تعمل عملًا. والعمل بدأ من رئاسة الكنيسة. ولكنه لابد أن ينتشر في كل مكان، من أجل الإيمان)

ونفس الوضع في هذه الأيام أعلن البابا تواضروس بأننا ينبغي ان لا نهمل في أنفسنا  في القراءة في اللاهوت الدفاعي او الكتب التى ترد علي كل الأسئلة التى تهاجم المسيحية .

ختاماً ينبغي علينا نحن الخدام الاهتمام بالمعرفة اللاهوتية للإستعددا الدائم لمجاوبة عن كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا بوادعة وخوف ,
اندراوس عبدالمسيح