الأقباط متحدون - الهرم الاكبر اعجوبة الدهور والازمنة 1-5
أخر تحديث ٠٥:٢٦ | الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ | ٥ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الهرم الاكبر اعجوبة الدهور والازمنة 1-5


بقلم : لطيف شاكر

بمناسبة التطاول الغبي علي الاهرامات رمز الحضارة المصرية الخالدة وقمة الفن المعماري المصري واعجوبة كل زمان وخوفي علي الاهرامات  الشامخة وابو الهول الصامت  والتراث المصري  العظيم من  ايدي المجانين فاقدي العقل والبصيرة  شعرت  بالاسي والحزن  علي مصر بسبب هذه الترهات الاجرامية من  هذا السلفي  الخائن  وكل السلفيين المهابيل وصمت المسئولين الذين لم يتحركوا ساكنين  حني تاريخه وكأن هذا المجنون  يهذي في بلد اخري  وليس في مصر وهو يتجاوز الخطوط المقدسة  للوطن  ويعلن  ببجاحة منقطعة النظير بهدم  تراث الاجداد  فخر مصر وحديث العالم كله واكليل كل المتاحف الدولية ,لقد احسست  بالحنين الي هذه الامجاد واشفقت علي تراثنا الفخيم من هؤلاء الاوغاد   وشعرت كانني اريد ان احتضن الاهرامات  وابو الهول  في صدري واجري بهم خوفا  ان يلحق بهم  اذي او يلمسهم معاول السافلين وانقل هذه الدرر الي بلاد  عظيمة  محترمة تقدر قيمة هذه الجواهر ليرفعوا له القبعات ويعزفوا  احلي الالحان ويرشوا الارض  بالرمال الذهبية   ويفرشوا  بساط الملوك الاجلاء وينحنوا  لتراثنا  اجلالا واحتراما   . 

ان مشكلة هولاء ليس الدين فالدين منهم براء ولكن المشكلة الاساسية في الجهل بتاريخ وتراث مصر والانسان الجاهل عدو مايجهل بل اجزم بان مشكلة المشكلات انهم قفلوا امخاخهم حتي لايفهموا فيرجعوا عن غيهم  ويفيقوا  من غفلتهم  فلا يجدون مأوي لهم يلملمهم  او عملا يسترزقون منه ويتنطعون عليه انهم حقا  مجانينَ ومفقودينَ في بحرِ الظلمات ... دعونا اولا نتكلم عن الهرم الاكبر صخرة الدهور  .

لقد غزا العلماء الكواكب وصعدوا الي القمر  وعرفوا خفيات الامور بالتكنولوجيا الحديثة اما عن الهرم الاكبر فلم يعرفوا الا النذر القليل عنه ولم  ولن يدركوا اغواره ليعلم الانسان انه مهما  بلغ من العلم يظل عاجزا امام الهرم الاكبر وايضا  امام تبصير عمي الجهال لانه  جهلهم اثقل من الرمال والاحجار.
   الهرم الاكبر...أقدم عجائب الدنيا السبع وأخلدها علي الاطلاق بني  ليتحدي الزمن وهو يحتفظ بصفحات تاريخية مطوية تحيط بها الالغاز ويكتنفها الغموض.
جذب الهرم الاكبر انتباه المؤرخين والمفكرين علي مر العصور . وحاول كل من علماء الآثار والفلك والهندسة والرياضيات والفنون حل لغز الغرض من
انشائه كل في ناحية اختصاصاته ووسائل تخصصه . توصل كل منهم الي ماوصفه "بالحقيقة" وأعلن أنه قد  وضع يده علي مفتاح اللغز عندما كشف له الهرم علي الجانب الذي يهمه من أسرار المعرفة .
 
بينما حاول علماء التنجيم والغيبيات تفسير ما أجمعت عليه كثير من برديات الفراعنة ومتون الاهرام ومخطوطات المؤرخين القدماء بأن  الهرم ملئ بأسرار المعرفة والوجود التي ترسم مساره من أول الزمان الي آخره , واحتفظوا بين جدرانه بخفايا المعرفة والوجود التي ترسم مسار الحياة البشرية ومصيرها .
وقد  جمع المؤرخون والباحثون علي أن واجهات الهرم الاكبر كانت مكسوة بطبقة من الحجر الاملس المصقول يبلغ سمكها ذراعا هرميا وحددوا عدد أحجارها ب 2مليوم وستمائة كتلة حجرية وكانت الواجهات مصبوغة باللون الاحمر وتمتلئ بالنقوش والخطوط البيانية باللونين الاسود والابيض .
ويصف المؤرخ اليهودي يوسيفوس عندما زار الهرم أن واجهاته كانت مطلية باللون الاحمر  وتغطيها نقوش ورموز وخطوط بيانية جعلت من الهرم شبه مزولة كونية ضخمة كان المصريون يسترشدون بها كتقويم  يحدد لهم مواعيد الفيضان ومواسم الزراعة والري والحصاد لمختلف المحاصيل , وتاريخ أعيادهم الدينيةوالشعبية ويعرفون منها الشهور والايام والساعات تبعا لسقوط الشمس وضلالها علي واجهات الهرم .
وقد ذكر سنشيللو المؤرخ أن النقوش التي كانت تغطي واجهات الهرم الاكير كانت عبارة عن جداول فلكية رمز بها كهنة الفراعنة الي اسرار القبة السماوية , وكانوا يستخدمونها في التنجيم والتنبؤ بالمستقبل بدراسة أوضاع الكواكب ودوراتها بالنسبة للخطوط البيانية وسقوط اشعة الشمس علي أسطح الهرم اثناء انتقالها بين مختلف أبراجها . وهي من أسرار المعرفة الكونية التي كان يتوارثها ويحتفظ بأسرارها المقدسة كهنة معبد الشمس وكانت تقام لها طقوس معينة استمرت حتي اواخر الدولة الحديثة .
 
كما وصف نقوش واجهات الهرم من مؤرخي العرب عبد اللطيف البغدادي- هو الذي أكد علي حرق العرب لمكتبة الاسكندرية – التي شاهدها بنفسه بقوله ان واجهات الهرم كانت مكسوة بحجارة ملساء عليها نقوش وطلاسم لم أجد في مصر من يعرف منها شيئا .. وهي كتابات كثيرة تملأ عشرات الالوف من صفحات الكتب لمن يريد نقلها . كماذكر أن قراقوش هو الذي أزال حجر الكسوة لاستعماله في بناء قلعة صلاح الدين وأسوارها .
وذكر المؤرخ الرحالة بالدنسل الذي زار مصر في القرن الرابع عشر انه شاهد بعض احجار كسوة الهرم التي اسقطها الزلزال الكبير عام 1303م وكانت لاتزال احجار الكسوة التي تساقطت بعد قيامهم بنحتها وتقطيعها واستخدموها في بناء القاهرة وجوامعها التي تصدع معظمها بفعل الزلزال المذكور.
 ولاشك في ان اختفاء تلك الكسوة بما كان عليها من نقوش ورموز كان  العامل الاول الذي حول الهرم الاكبر الي لغز محير, ترك العلماء والمؤرخين يتخبطون بالاجتهاد الي حل اللغز كل في تخصصه وبما امكنهم استخلاصه عما كانت تعبر عنه تلك النقوش والرموز ممن شاهدوها وهي قائمة فوصفوها ولم يتمكنوا من قراءتها او فك رموز طلاسمها .
 
الهرم الاكبر ..بيت التنبؤات
كان التنجيم بالنسبة لكهنة معبد الشمس ( معبد أون- هليوبليس) جزءا من العقيدة الدينية وكان الفلك واسطة علم المعرفة بالغيب أو أسرار المعرفة الكونية عن طريق مراقبة القبة السماوية . وقد اثبت علماء الفلك والرياضيات والمصريات في دراستهم الحديثة نظرية ان الهرم الاكبر كان مرصدا فلكيا كونيا اقامه كهنة معبد هليوبوليس ( اون-عين شمس) لاله الشمس فوق هضبة منف . كان سطحه العلوي عند منسوب  ارضية غرفة دفن (ناووس) الملك عند نهاية البهو العظيم الذي أطلق عليه بهو التنبؤات والذي كان يتلقي فيه الكهنة رسائل السماء أو التنبؤات التي تحمل أسرار المعرفة ومصير البشرية وتعاليم الاله لتسجيلها والاحتفاظ  بها في ممرات الهرم واقبيته او خزائن الاسرار . وقد ورد ذكر الهرم الاكبر وعلاقته بالتنجيم واسرار الوجود  في كثير من المتون والبرديات والوثائق التاريخية  وقد وصف الهرم الاكبر بانه "كتاب اله السماء وبيت الاماكن الخفية".
 
كما ورد في احدي برديات منف  التي وررد ذكرها في بحوث عالم الفلك جون جريفر :أن الهرم الاكبر تجسيد  لكتاب الموتي (الخروج الي النهار )بمافيه من معرفة كونية وتعاليم سماوية وبه أسرار علاقة دورة الفلك  في السماء بدورة الحياة علي الارض وسيحتفظ بأسراره :لايكشف عنها الا لمن ينال الاذن الالهي" , كما وصف  جريفر  الهرم الاكبر بأنه بيت الحكمة الذي يحوي معاني سر الحكمة والعلم . 
وقد وجدت" بردية تحوت الي خوفو "عندما سلمه اسرار الهرم الاكبر تقول "لاتدع أحدا يطلع عليه أو يراه الا فرعون وشرحب (الكاهن الاكبر) لن يراه أحد أو يقترب من بهو المقدسات أحد إنه يحوي أسرار الوجود المقدسة لا يطلع عليه أحد أو يسمع عنه غريب ..لاتدع عيناه تراه أو أذنا تسمعه .. لاتنطق بما فيه لاحد ولن يسمع عنه الا انت نفسك ومن يفسر لك  تعاليمه وأقرب الناس الي قلبك ومن أمتلأت قلوبهم بذور الاله,لاتطلع أحدا علي مكان وجودها, ان مابه من أسرار تعطي لمن يكتشفها القوة التي ترفعه الي مصاف الالهة في الحياة وتكشف له الغيب وتنير له الطريق المؤدي الي عالم الخلود ستنير له طريق اليوم وتكشف مايخبئه الغد وتوضح له المصير ."
 
كما افردت له الكتب الدينية اليهودية وتعاليمهم السرية العديد من البحوث الخاصة بالهرم الاكبر الذي وصفوه بانه بيت المعرفة المقدسة والاسرار الخفية وذكروا ان معدلات أبعاده الهندسية ورياضيات تكوينه الانشائية ترتبط جميعا بعلم الارقام الذي يمكن بواسطته فك رموز أسرار الوجود وتحديد علاقة الارقام ودلالتها بدورة الفلك .(تلك العلاقة التي تعتبر مفتاح السر في قراءة طالع سيرة الحياة والتنبؤ بمستقبل البشرية).
 
لقد بدأ اهتمام العالم الغربي بالهرم الاكبر ومحاولة كشف القناع عن دوره في التنجيم والتنبؤات في اوائل القرن السابع عشر عندما قام جون جريفر عالم الفك الشهير بجامعة اكسفورد بوضع بحوثه ودراساته ونتائج بحوثه عن الهرم الاكبر التي استغرقت  مايقرب من ربع قرن وأطلق عليها اسم بيراميديا . وخصص جزءا كبيرا منها عن علاقة الهرم الاكبر بالتنجيم والتنبؤات . وقد زاد الاهتمام بالهرم اثناء الحملة الفرنسية خاصة بعد فك شفرة اللغة المصرية القديمة التي فتحت الباب لاكتشافات عديدة بهرت العالم كله وشجعت كثير من العلماء بالاستمرار في التنقيب والبحث بحماس شديد . 
 
وجذب انتباه جريفر ذلك التكوين الغامض للممرات والطرقات والدهاليز بابعادها واتجاهات سيرها والتي تشكل مايشبه الخط البياني  مما لاشك في انها ترمز الي سر معين يرتبط بتفسير لغز التنجيم والتنبؤات .
 
والعجيب ورد ضمن مخطوطاتهم السرية وتعاليم حكمائهم ان الهرم الاكبر يضم اسرار العقيدة وعلوم المعرفة التي نقلها النبي موسي عن المصريين كما ورد في سفر الخروج .
 
 واعتبر جريفر ان وحدة القياس تعبر عن سنة زمنية وكان عليه بعد ذلك ان يحدد نقطة الابتداء في مسيرة التاريخ او نقطة الصفر  في الخط البياني والتي تبدأ عند مدخل الهرم وبداية الممر المنحدر . فبعد عدة افتراضات انتهي بتحديدها بعام 2444ق.م وهو التاريخ الذي اتفق عليه اغلب علماء الاثار في ذلك الوقت علي الانتهاء فيه من بناء الهرم وبداية تسجيل تاريخ البشرية الذي يحتفظ بأسراره في قلب الهرم الاكبر .
يتبع

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع