الأقباط متحدون - الهرم الأكبر أعجوبة الدهور والأزمنة 2-5
أخر تحديث ٠٠:٤٨ | الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الهرم الأكبر أعجوبة الدهور والأزمنة 2-5

 بقلم: لطيف شاكر

وإذا استعرضنا شريط تاريخ البشرية كما سجله الهرم الأكبر على حوائطه وأرضياته وأسقف دهاليزه وممراته، لوجدنا أنه بدأ أول صفحةٍ في التاريخ بيوم الخلق أو بدء الحياة بعد الطوفان العظيم الذي تحدد بعام 9500 قبل بناء الهرم، ووصفه بأنه طوفان "نوح"، بينما يُرجح كثيرٌ من العلماء أن ذلك التاريخ ينطبق على تاريخ غرق قارة "الأطلنتس"، وهجرة حكمائها وكهنتها إلى مصر.
 
 وينتقل التاريخ إلى فتحة الهرم، أو بوابة النور، التي تعلوها شارة "الأفق المضئ"، ويرمز إلى نزول رسالة التوحيد الأولى، وعبادة إله الشمس الذي بنى الهرم كمعبد له ومرصد لتلقي رسالته، وتحدد بعام 6500 ق.م، وهو التاريخ الذي يؤكد بعض العلماء بأنه التاريخ الحقيقي لبناء الهرم في مرحلته الأولى.
 
يلي ذلك تاريخ إغلاق الهرم بعد أن أدى رسالته، واحتفظ في خزائيه السرية بأسرار العلوم والمعرفة والعقيدة وسجل تاريخ البشرية للأجيال القدمة التي تنجو من الطوفان الثاني الذي ذكرت كثير من الوثائق والمخطوطات القديمة أنه سيحدث بعد 350عامًا.
 
وقد وجد أن ذلك التاريخ قد سجله الهرم عام 2098 ق.م، أي قبل رسالة موسى وخروجه من مصر ب 630 عامًا، كما ورد في التوراة. ويسجل شريط التسجيل أو الخط البياني مجموعة من التواريخ بامتداد الممر المنحدر، ارتبطت جميعها بالعقيدة وتطوراتها وعلاقتها بالأحداث السياسية والحربية. كما سجلت تواريخ المجاعات وسنوات القحط وعصور الاضمحلال التي منعت فيها العبادة وأغلقت المعابد، ويستمر انحدار الممر حتى يتقابل مع الممر الصاعد والذي يعبر عن الانقلاب الروحي في حياة البشرية.
 
 وتشير نقطة التحول إلى عام 1360 ق.م، وهو تاريخ نزول رسالة التوحيد على إخناتون، ويستمر الممر فيما أطلق عليه منطقة الحواجز، وتنتهي عند بداية الممر الصاعد. وتشير بداية الممر إلى 1280 ق.م، وهو تاريخ خروج اليهود من أرض مصر، ونزول الرسالة على موسى النبي. وقد حدد تاريخ الخروج باليوم الرابع من شهر إبريل، وقد سجل الممر تاريخ سنوات التيه والأحداث الهامة التي ارتبطت بالعقيدة اليهودية، منها إقامة عرش سليمان عام 950 ق.م، وزلزال القدس الكبير الذي حطم الهيكل. وينتهي الممر الصاعد عند مدخل البهو الأعظم، أو قاعة النور، حيث يرتفع السقف من متر واحد إلى 8,7 متر، ويرمز إلى انقلاب روحاني عالمي وتحرر في العقيدة، وهو يتفق مع ميلاد السيد المسيح، بينما يميل حائط المدخل ليقابله السقف بعد 33,5 بوصة هرمية، والتي وجد أنها تعبر عن طول حياة السيد المسيح على الأرض وصعوده بعدما عبر السموات السبع، التي يمثلها سقف البهو الذي يرتفع على سبعة أفاريز بالحائط.
 
المدهش أنه بالرغم من أن علماء العالم كله بكل تخصصاته يبحثون ويدرسون كل يوم عن فك ألغاز الهرم الأكبر، وقد أفردوا له ميزانيات ضخمة للتنفيب عن سر الحياة المختبأ بالهرم الأكبر، الذي يقف شامخًا يتحدي كل عوامل الدمار، ويتصدى لكل معتدٍ غريب، إلا أن الغازي العربي عندما شاهد الأهرام، أراد هدمه طمعًا في الكنوز والثروات الموجودة داخله، وهذا يثبت بأن عند احتلال العرب مصر كانت الأهرام شامخة، ولم تكن أبدًا مطموسة كما ادعي السافلي مرجان.. وإليكم هذه القصة التاريخية.. وقبل سرد القصة العجيبة، أود ذكر هذه الحقائق عن الهرم الأكبر.
 
- ثبت بالدليل والبحث لأكبرعلماء العالم على مر الأجيال، وفي جميع التخصصات، أن موقع الهرم الأكبر هو مركز ثقل اليابسة، أي القارات الخمس بالضبط.
- موقع الهرم على سطح الكرة الأرضية.يقع على قمة مثلث يمتد ضلعاه إلى كل من القطب الشمالي ومركز محور الأرض، وتمثل أبعاده وزواياه أبعاد الهرم نفسه.
- اتجاه محور الهرم في اتجاه القطب المغناطيسي، وليس للاتجاهات الأصلية.
- محيط قاعدة الهرم (مجموع أضلاع قاعدته) 3652426 بوصة هرمية، وتعبر عن الدورة الزمنية للشمس بكل دقة، والتي حددت السنة الشمسية بـ365 يومًا وربع يوم بفارق عدة دقائق عن التقويم المعمول به في العالم، وقد ثبت فلكيًّا وعِلميًّا صحة التقدير الفرعوني القديم + وزن الارض يساوي 100مليون مرة وزن الهرم.
 
وبعد أن أوضحت عظمة وروعة الهرم وتاريخه، أقص عليكم قصة أغرب من الخيال، تدل على حماقة المحتل العربي الغريب الذي لا يبالي بالتراث المصري وبعظمة ومجد الأهرام:
 
يقول المقريزي:
 
"إن العزيز عثمان بن يوسف الأيوبي 1196م، أمر رجاله وجنوده بهدم الهرم الأكبر، وأرسل حملة من رجال المحاجر والعمال والجنود تحت قيادة أحد الأمراء ليقوموا بهدمه، وأقاموا حوله معسكرًا، واستحضروا له عمالاً من جميع البلاد، وأعدوا المعدات والروافع، وعملوا ثمانية أشهر كاملة، لم يتمكنوا خلالها من إزالة أكثر من حجرين في اليوم، فتوقفوا عن العمل، وقاموا بجمع الأحجار من المقابر المتداعية والأهرام الصغيرة..!! هل رأيتم أغبى وأجهل من هذا؟!!
 
وفي كتاب "القوة الخفية للأهرامات"، يقول المؤلف "شول" إن الهرم بقي سرًّا مغلقًا لا يعرف له أحد منفذًا للعديد من القرون. وفي عام 820م، وصل إلى علم الخليفة المأمون نبأ وجود كنوز عظيمة ومحتوياته لا تقدر بثمن مدفونة داخل الهرم, فنظم المأمون حملة من المهندسين والمعماريين والبنائين ونحاتي الأحجار؛ ليستولي على الكنوز. وقد قاموا بمحاولات عديدة لشق أنفاق داخل الهرم بطريقة بدائية تخريبية لم يكن همهم سوى الوصول إلى هدفهم فقط، ولو على حساب أكبر أثر وأعظمه في العالم كله.
 
وقد ورد ذكر لغز الهرم الأكبر في مخطوطات كُتاب العرب، فيما روي في تاريخ أحمد بن طولون 875م أن رجاله وهم يحفرون حول الهرم الأكبر بحثا عن أبواب كنوزه السرية، وجدوا في الحفر لوحًا من المرجان نقشت على إحداها سطور باليونانية القديمة، فأحضروا من يعرف ذلك القلم، فإذا هي أبيات شعر تمجد باني الهرم، وتؤكد على موته، وبقاء الأهرام وكنوزه وعجائبه.
 
عندما درس علماء الآثار الآهرامات المصرية وجدوا فيها العديد من الأمور الغريبة والمدهشة، أذكر قليلاً منها:
 
- الجهات الأربع لهرم خوفو: يتجه إلى الجهات الرئيسة الأربع بشكل غاية في الدقة، تفوق دقة اتجاه بعض المراصد العالمية، لو أخذت المسافة بين هرم خوفو ومدينة بيت لحم وقسمناها على ألف سيكون الناتج 2138، وهو عدد السنين التى سبقت ميلاد السيد المسيح أثناء بناء الأهرامات.
- نسبة مجموع وزن حجارة الهرم إلى كتلتها يماثل نسبة مجموع وزن الأرض إلى كتلتها.
- الظل الساقط من هرم خوفوا يتحرك في كل يوم مقدار درجة واحدة (بسبب انتقال موقع الشمس الظاهري في كل مقدار درجة واحدة)، ولو حسبنا مقدار هذه الدرجات لوجدنا أن الظل يكمل 365 مرة في السنة، وهو عدد أيام السنة الشمسية.
 
- اكتشف مؤخرًا أنه يوجد ممر أو (كردور) في الهرم الأكبر، من خلاله نستطيع رصد حركة70% من حركة النجوم والأجرام السماوية.
 
- أطلانتس أو الأتلانتيد، قارة تحدثت عنها أقاصيص الشعوب القديمة وحضاراتها.. وأفاضت بوصفها مؤلفات كلاسيكية، وأفلام وثائقية حديثة، وتناقلت ذكراها شعوب عدة.. و بحثت العلوم الأكاديمية في آثارها المكتشفة وما تزال. أما علوم باطن الإنسان "الايزوتيريك"، فتؤكد بأنها حقيقة تاريخية إنسانية كبرى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter