قالت مجلة ''تايم'' الأمريكية إنه على الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه في انتخابات الرئاسة التي فاز بها الأول لم يذكرا شيئا شبه جزيرة سيناء خلال حملتيهما الانتخابيتين، إلا أنه إذا سُئل أيا من الخبراء في السياسة الخارجية الأمريكية عن مصدر خوفهم القادم في الشرق الأوسط، فيسكون ردهم سيناء لا إيران ولا سوريا.
وأضافت المجلة العريقة، في تقرير نشرته في عددها الأخير، أن هؤلاء الخبراء سيشيرون بالضرورة إلى الهجمات المتبادلة بين غزة وإسرائيل، كدليل على اشتعال المنطقة.
وذكرت ''تايم'' أن سيناء التي تشتهر بثلاثة أشياء هي: قناة السويس، وجبل سيناء (جبل الطور) الذي تلقى موسى (عليه السلام) الألواح العشرة، ومنتجع شرم الشيخ، باتت تحت سيطرة المهربين، الذين قالت المجلة إنهم يتاجرون في كل شيء بداية من المخدرات إلى الأسلحة والبشر، إضافة إلى متطرفين تابعين للقاعدة.
ونقلت المجلة قول بروس ريدل، زميل في مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة بروكينجز ''بعد الثورة (ثورة 25 يناير) تعاونت قبائل البدو الساخطة في سيناء مع الجهاديين الذين كانوا في السجون إبان حكم مبارك، وبدأوا في شن هجمات على المنشآت الأمنية، وخط الغاز الموصل لإسرائيل''.
وأضاف ريدل أن ''الجهاديين في سيناء يدينون بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي كرر ثناءه على هجماتهم على الأهداف الإسرائيلية''، ملفتا إلى أن الأسلحة الليبية وجدت طريقها إلى سيناء.
وتطرقت ''تايم'' إلى أنفاق التهريب المنتشرة على الحدود بين سيناء وقطاع غزة، (14.5 كيلومتر)، هناك نحو 400 نفق تديرها حماس المسيطرة على القطاع وتستخدمها في تهريب صواريخها، على حد قول المجلة، التي أشارت أيضا إلى أن هناك ''متشددين فلسطينيين آخرين'' يعملون في غزة مثل حركة الجهاد الإسلامي.
ولفتت ''تايم'' إلى أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل يأتي بعد أن اغتالت الأخيرة أحمد الجعبري قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس الأربعاء الماضي، وشنت إسرائيل بعدها غارات جوية قتل عشرات الفلسطينيين، موضحة أن نحو 200 صاروخا أطلق من غزة، أدوا إلى مقتل 3 إسرائيليين وجرح آخرين.
ورأت المجلة أن التعقيدات تأتي من جانب مصر، حليفة الولايات المتحدة، موضحة أن الرئيس أوباما تحدث هاتفيا الأربعاء مع نظيره المصري محمد مرسي، الذي أكد احترام القاهرة علاقاتها مع واشنطن، إلا أنه صبيحة الخميس الماضي شدد على رفضه الكامل للهجوم على غزة، ونزيف الدم وحصار الفلسطينيين.
وذكرت ''تايم'' أن الرئيس محمد مرسي عمل خلال الأسابيع التي سبقت اغتيال الجعبري على تهدئة التوتر بين حماس وإسرائيل، ويقول مدير معهد كارنيجي بول سالم إن ''مرسي، شأنه شأن مبارك، معني بالتهديد الأمني في سيناء.. وهو قالها بوضوح لحماس أنه لو أن مصر ستعمل معها لتحسين الأوضاغ في غزة فإن على حماس أن تغلق الأنفاق وأن تتعاون مع مصر لوضع حدا للتهريب والشبكات الإرهابية في سيناء''.
ورأت المجلة أن ''الجماعات الإرهابية'' تفضل سيناء لأنها تستطيع بسهولة إطلاق القنابل على إسرئيل، التي – بحسب ''تايم'' – لا تستطيع الرد خوفا من خرق معاهدة السلام مع مصر، التي زادت آلياتها العسكرية في سيناء بناءً على طلب إسرائيل.
وقالت المجلة إن الهجمات الإسرائيلية على غزة ليست رسالة لحماس والمتشددين الفلسطينيين، بل أيضا للجماعات الجهادية في سيناء وللمصريين الذين يتحكمون فيها''.
ونقلت ''تايم'' في ختام تقريرها تعليق مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مايك سينغ، ''سيناء تهديد كبير، فهناك جماعات جهادية قادرة على التحرك بحرية في سيناء وغزة، وذلك يعطيهم عمق استراتيجي.. وسيناء جزأ لا يتجزأ من نفس التهديد الذي تشكله غزة، ونحن نريد أن نرى القاهرة وحماس جادين في السيطرة عليها (سيناء)''.