السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٢ -
٢٩:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
فعلا واهم من المصريين من ينتظر خيرا من حكم الإسلاميين الذي يقوده الرئيس محمد مرسي فهولاء الناس تصرفاتهم غير منطقية ومستفزة للغاية وتؤكد أن انتمائهم الأساسي للدول للإسلامية والعربية في المقام الأول وليست للشعب المصري الشقيق فعندما حدث الاعتداء الإسرائيلي ضد غزة وأسفر عن بعض من الضحايا الأبرياء ومن بينهم أطفال .
وأنا أدينه بكل قوة كما أدين أي عنف ضد أي شخص في العالم كله ويدينه معي شعوب العالم المتحضر بعض النظر عن دين وجنسية الضحايا فالخطأ هو الخطأ والجرم هو الجرم سواء ارتكب ضد بوذي أو مسيحي أو مسلم أو من لا دين له
ولكن ما استرعي انتباهي وتوقفت أمامه طويلا هو الاهتمام الكبير الذي ناله قطاع غزة من الرئيس محمد مرسي والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري الذي يفوق اهتمامهم بالقضايا الداخلية
فرئيس الجمهورية أفرغ نفسه لعدة أيام لدارسة مستجدات الأمور في غزة لحظة بلحظة ففور الاعتداءات علي قطاع غزة عقد الرئيس اجتماع وزاري مطول لدراسة المستجدات أعقبها سحب السفير المصري من إسرائيل ثم إجراء اتصالات دولية علي اعلي مستوي بقادة ورؤساء العالم.
وبالطبع انتقل الاهتمام المبالغ فيه من الرئيس إلي باقي الحكومة أعقب ذلك زيارة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء لقطاع غزة وهو محاولة بالطبع لرفع شعبية وزارته المتدنية للغاية في الشارع المصري
هذا الاهتمام الكبير جعلني اعتقد وكأن غزة هي محافظة مصرية بل لو كانت محافظة مصرية لم تكن تنال هذا الاهتمام فكم من الضحايا الأبرياء يسقطون يوميا في حوادث الطرق فضحايا حوادث الطرق علي سبيل المثال خلال أسبوع واحد يفوقون ضحايا قطاع غزة علي مدار أعوام فأيهما أولي المئات من ضحايا حوادث الطرق المصريين الذين انتخبوا مرسي ليراعهم ويحافظ علي حقوقهم ويحقق لهم طموحاتهم وأمالهم أم بعض من ضحايا غزة المواطنين الفلسطينيين فاهتمام مصر بقطاع غزة فاق اهتمام السلطة الفلسطينية التي يتبعها قطاع غزة
فاتمني من الرئيس محمد مرسي فور الانتهاء من حل مشاكل قطاع غزة وان وجد وقت لديه أن يولي نفس الاهتمام والحماس للإخوة المصريين الأشقاء ويسعي بنفس الحماس لحل مشكلة رغيف الخبز المدعوم الذي أصبحت الحيوانات لا تستطيع أن تأكله ومشكلة السولار والبنزين التي أصبحت تؤرق منام السائقين وأصحاب السيارات ومشكلة النظافة التي أصبحت مصدر إزعاج وقلق لغالبية الشعب المصري وأصبح التخلص من مخلفات المنازل من القمامة من المشكلات الكبيرة اليومية وأصبح السير في الشارع أو علي الطرق الزراعية والصحراوية بعد الساعة العاشرة مساء فيه مخاطرة كبيرة وان توجه حكومة قنديل المساعدات المادية والعينية والأدوية إلى سكان القبور والعشوائيات وأطفال الشوارع المصريين
أنا لا ارفض أبدا أن تقدم مصر المساعدة ويد العون لكل محتاج ولكن الشعب المصري يجب أن يكون رقم واحد في اهتمامات رئيسة وان توضع إمكانيات مصر لخدمة المصريين أولا بعيدا عن الشعارات الكذابة فمصر ليست اغني من دول الخليج ولا من تركيا
وانا أؤكد أن قطاع غزة أذا ظل الرئيس علي اهتمامه به المبالغ فيه واعتقد أن حامي حمي الوطن العربي وانصاع لمطالبات العائدين من أفغانستان واليمن وباكستان الذين اعتادوا علي الحروب ستجر مصر بكل تأكيد إلى حرب نحن الآن غير مستعدين لها ولا إمكانيتنا المادية تسمح بذلك
وفي النهاية أقول أن اليابان بعدما خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة متهالكة أغلقت علي نفسها لعدة سنوات وخرجت لنا اليابان الحالية العملاق الاقتصادي فهل يحدث ذلك في مصر أم أن نهاية مصر ستكون علي يد الإسلاميين