الأحد ١٨ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
كلما خفتت أضواء المعرفة وتوارت أنوار الحقائق ، أو بالأحرى تم فرض حالة من التعتيم والتغييب نتوغل في السير نحو سكة الندامة ودروب التوهان والضياع .. عند فرض تلك الحالة على البلاد والعباد هل لنا أن نتحاور عبر طرح علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها أو من ينفي الأساس المعلوماتي الذي فرض وجودها .. وعليه أعرض البعض منها لنتحاور على صفحات موقعنا البديع ليس بغرض النزال العصبي ولكن بغرض توسيع دوائر الفهم وتنويع سبل وزاويا التناول ..
هل الدماء الفلسطينية هي الأغلى والأعظم عربياً وإسلامياً وقبل كل ذلك إنسانياً حتى نرى تلك الانتفاضة المصرية الهائلة ( والمستحقة ) بعد يوم واحد من العدوان الاسرائيلي والذي راح ضحيتها العشرات ، بينما الدماء السورية وهي عربية وإسلامية أيضاً ولكنها من وجهة نظر من انتفضوا وسافروا إلى غزة برئيس وزرائهم ونقاباتهم وكل الأحرار العرب ، بينما الدماء السورية لا يرونها دماء ينبغي البكاء أو الصراخ والغضب من أجلها ، على مدى أكثر من عام يتم سقوط المئات من القتلى والجرحى ، والأغرب أن الجاني عربي ، ولم يكلفنا الأمر سوى بيان وبضع كلمات مواساة..؟!!
ماذا يمكن أن نعلق على الخبر التالي : هدد 3 سلفيين ممن يعتبرون أنفسهم «داعين للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» الإعلامى وجدى الحكيم بحرق مكتبه، أمس، ما لم يغير اسم المكتب «الحكيم» ويرجع إلى الله، حسب روايته. وقال «الحكيم» لـ«الوطن» إنه استقبل السلفيين الثلاثة فى مكتبه، دون معرفته بهويتهم، وفوجئ بحديثهم معه بلهجة حادة لا تخلو من التهديد، اعتراضاً على اسم مكتبه «الحكيم»، معتبرين أن ذلك يعد «تعرضاً للذات الإلهية»، قائلين: «ينبغى عليك يا أخ وجدى أن تغير اسم مكتبك لأنك بذلك تتعدى على الذات الإلهية، وهذا نوع من الكفر»، ويضيف الإعلامى الكبير أن السلفيين الثلاثة اعترضوا على احتواء مكتبه على صور ومكتبته الفنية على كتب لذكرياته مع عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، وقالوا له: «أليس هذا عبدالحليم الذى كفر بالله قائلاً: قدر أحمق الخطى؟ وأليست هذه أم كلثوم التى غنت: هل رأى الحب سكارى؟ فكيف تحتوى مكتبتك على مواد لمن كفروا بالله؟»...؟!!!
في مقال للدكتور محمد عمارة الباحث الإسلامي الشهير : لقد جاء الامام محمد عبده، لينطلق من تراث الاسلام الذى رفع الحرج عن الفنون الجميلة. وليطرق باب الموقف الشرعى من الفنون التشكيلية. وليقول: «إن الرسم: شعر ساكت، يُرى ولا يُسمع، كما ان الشعر: رسم، يُسمع ويُرى. وحفظ الآثار ـ بالرسوم والتماثيل ـ هو حفظ للعلم بالحقيقة، وشكر لصاحب الصنعة على الإبداع فيها. والشريعة الاسلامية. أبعد من أن تحرم وسيلة من وسائل العلم، بعد تحقيق أنه لا خطر فيه على الدين، لا من جهة العقيدة ولا من جهة العمل. وليس هناك ما يمنع المسلمين من الجمع بين عقيدة التوحيد ورسم صورة الإنسان والحيوان لتحقيق المعانى العلمية وتمثيل الصور الذهنية»...وإذا كان شيخ الاسلام حسن العطارقد كان خبيرا بأصول الألحان، وله ولع بفنون السماع فإن الفقيه الاصولى القرافى ـ أحمد بن إدريس ــ [684هـ 1285م] قد مارس فنون النحت والتصوير، هكذا فتح الإسلام ابواب المشروعية أمام الفنون الجميلة، التى تتغيا بين الحياة الإنسانية بالجماليات، التى هى بعض من الطيبات التى أمر الله سبحانه وتعالى ـ الإنسان ألا ينسى نصيبه منها.وهكذا ميز الاسلام بين النفوس التى تحقق ـ مع الجمال ـ الأخلاق الفاضلة. وبين تلك التى تشيع والفسق والفجور في المجتمعات ... هل من أحد يقول تلك المعاني للشيخ صاحب فتوى هدم الأهرامات وأبو الهول وغيرها من معالم الحضارة الإنسانية ؟!!
ونقرأ الخبر التالي " احتشد عشرات العاملين بقطاع السياحة أمام مكتب النائب العام، المستشار عبدالمجيد محمود، اليوم الثلاثاء، لتقديم بلاغات ضد الشيخ مرجان الجوهري، صاحب فتوى هدم الآثار المصرية والأهرام ووصفها ب"الأصنام"، ووصف العاملين بالقطاع السياحي بأنهم "يعملون بالدعارة والفجور"، فضلا عن مطالبته بإلغاء وزارة السياحة، كما تقدم "ائتلاف دعم السياحة" ببلاغ منفصل ضد الرئيس محمد مرسي لسماحه بعودة نحو ثلاثة آلاف متطرف من أفغانستان واستخدامهم في ترويع الشعب.وقال عادل عبدالرازق، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد الشيخ مرجان الجوهري بتهمة السب والقذف، بعد أن وصف العاملين بصناعة السياحة بأنهم "داعرين وتجار خمور".وأوضح إيهاب موسى، رئيس ائتلاف دعم السياحة، أن البلاغ شمل عدداً من الاتهامات لصاحب الفتوى، من بينها إعلانه الانضمام إلى تنظيم إرهابي (القاعدة) ومشاركته في هدم تمثال بوذا في أفغانستان، علاوة على اتهامه بتكدير الأمن والسلم العام بإعلانه هدم الآثار والأهرامات، وهو ما يمثل تهديدا للأمن القومي" خير اللهم اجعله خير أين الدولة .. لا حس ولا خبر ولا تعليق .. توهان !!!!
والخبر التالي " يبدو انها اصبحت وسيلة المواصلات الأقرب إلى الموت حيث اصبحنا نسمع اليوم كثيرا عن حوادث القطارات فى مصر حيث من ايام قليلة سمعنا عن قطار الفيوم واليوم نسمع عن قطار اسيوط حيث حادث مؤلم جدا راح ضحيته 50 تلميذاً فى محافظة اسيوط. وقد انتشر هذا الخبر بسرعة البرق فى مواقع التواصل الاجتماعى نظرا لبشاعة الحادث وقد تساءل الكثير من المصريين عن أسباب تصادم قطار اسيوط باتوبيس المدرسة .. " .. إنها دماء ليست بقدر وعزة دماء البشر في غزة التي بكاها هشام قنديل !!!
لقد أبكاني تعليق المهندس البرلماني العظيم حمدي الطحان عندما قال أقدم التعازي في " الأمل "...