الأقباط متحدون - حُكام مصر وتطوير وسائل النقل والمواصلات
أخر تحديث ٠١:١٩ | الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ | ١١ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حُكام مصر وتطوير وسائل النقل والمواصلات

 د.ماجد عزت إسرائيل

كانت الطرق في مصر أول القرن التاسع عشر مهملة وغير ممهدة، وكان النقل فيها بواسطة دواب الحمل وبخاصة الجمال والحمير، وكان المسافرون فيها يسيرون في قوافل، رغبة في حماية أنفسهم من قطاع الطرق نظرًا لاختلال الأمن إذ ذاك. 
 
وبتولي محمد على حكم البلاد تغيرت حالة الطرق بكل أنواعها، فأصلح الطرق البرية القديمة وأنشأ طرقًا جديدة، منها ما عرف باسم الطرق السلطانية، وأنشأ محطات على الطرق البرية لتزويد المسافرين والخيول بالمؤن اللازمة، كما اهتم بتقوية جسور النيل والترع والحياض وغرست الأشجار على حافتيها؛ فأفادت كطرق للنقل البري، وقد استتب الأمن فأصبحت الطرق البرية في مأمن من هجمات اللصوص وقطاع الطرق؛ مما أدى إلى رواج التجارة الداخلة والخارجية. 
كما اهتم الباشا بالطرق المائية، وكانت أولى الخطوات التي اتبعها هي العمل على استتباب الأمن بالقضاء على القراصنة، كما كانت الخطوة الثانية توصيل الإسكندرية بنهر النيل بفرع رشيد عند العطف بحفر ترعة المحمودية سنة 1235هـ/ 1819م، أما الخطوة الثالثة في سبيل هذا التطوير فقد كانت زيادة عدد المراكب الشراعية والتجارية العاملة في النيل وفروعه وترعة الصالحية للملاحة إلى عدد يمكن من وصول المنتجات الزراعية والصناعية إلى الإسكندرية باعتبارها الميناء الرئيسي للتصدير، وبذلك يعمل على رواج تجارة مصر الخارجية وفى نفس الوقت يتمكن من إيصال الواردات إلى داخل البلاد بسهولة. 
أما عباس الأول، فقد أصلح الطرق البرية ورصفها بالحجارة، فأصبحت معبدة، تسير فيها العربات بسهولة، وأخذت حركة مرور المسافرين والبريد والبضائع تزداد، حتى أدت هذه الزيادة إلى إنشاء السكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية. 
 
وبتولي محمد سعيد باشا عمل على الاهتمام بالطرق البرية والمائية، فأنشأ طريقًا زراعيًا معبدًا عرضه عشرة أمتار على ضفة ترعة المحمودية بواسطة الردم الذي نتج عن تطهيرها، وإذ كان الطمي قد سد قاعها وكان يفسد استعمالها للملاحة، كما أنشأ إدارة للملاحة النهرية سميت "مصلحة الانجرارية" ابتاع لها كثيرًا من المراكب الشراعية العاملة في النيل واستخدم فيها بعض الضباط والبحارة الذين كانوا يخدمون بالأسطول، كما واصل استكمال خط سكة حديد الإسكندرية القاهرة. 
 
وواصل إسماعيل الاتجاه نحو إصلاح الطرق، فأعلن عزمه على إدخال الإصلاحات الضرورية على مرافق البلاد، وحقق بعض النجاح في هذا السبيل، كاستكماله شبكة المواصلات البرية بإمداده خطوط السكك الحديدية في الوجهين البحري والقبلي (وقد زاد طولها على الألف ميل) وأقيمت شبكة هامة للبرق والهاتف زادت أطوال خطوطها على خمسة الآف ميل. 
 
وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على اهتمامه بطرق النقل البري والبحري، حيث أصدر أمره إلى" حليم باشا" في 29 شوال 1280هـ/ 7 إبريل 1863م بتسيير السفن بالنيل، وربط جنوب مصر وشمالها بالمواني الأوروبية،وقام بافتتاح قناة السويس وبناء المواني كميناء السويس و إصلاح بعضها مثل الإسكندرية وإنشاء الفنارات على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وخليج عدن وإنشاء شركة مصر للملاحة البحرية. 
 
وبتولية توفيق، أنشأ الطرق الزراعية لتسهيل النقل بين المدن والقرى وأدى استخدام السيارات في الطرق البرية إلى سهولة النقل وزيادة النشاط التجاري، كما سعت سلطات الاحتلال البريطاني لمصر إلى تأمين هذه الطرق لخدمة مصالحها التجارية فارتفعت الصادرات والواردات بنسبة 60٪. 
 
 على أية حال، هذه لمحة سريعة عن أهم الطرق التجارية في مصر بصفة عامة،  لأن الطرق من العوامل المهمة التي لها تأثيرها الفعال على حركة التجارة بشقيها صعودًا أو هبوطًا، فتتأثر التجارة بمدى تقدم أو تأخر المواصلات ولا يخفي أن لطرق المواصلات تأثيرًا كبيرًا في أسعار الموارد الاقتصادية، كــما أنها من العوامل المهمة التي توجه اليد العاملة إلى الاهتمام بأحد الموارد الاقتصادية على حساب موارد أخرى، بالإضافة إلى أنها قضت على فكرة تسيد الموقع والمناخ في تحديد نوع الحاصلات الزراعية بظهور التبـادل التجاري، وإذا كانت التجارة فى مصر، قــد شهدت تطورًا حثيثًا في القرن التاسع عشر، فإن ذلك يرجع إلى تعدد وسائل الطرق في تلك الفترة. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter