Oliver كتبها
-انا شامر الحداد .أو شامر نافاخ. عملى أن أسمر الذين حكم عليهم بالصلب و أسمر تهمتهم فوق رؤوسهم على الصليب لذلك يدعوننى( آفال كاتلانى) أى الحداد القاتل.أنا الذى أصنع المسامير لأضمن صلاحيتها للصلب.كنت أصنعها طويلة فتصلح لتثبيت جسم المصلوب على الصليب.كان طول مساميري يصل إلى 18 سم و كنت أجعل رأسها مربعاً و ليس مستديرا حتى لا يخترقها كف المصلوب.كنت أسمر ثقيلي الوزن فى سواعدهم ليتحمل الصليب ثقلهم بينما كنت أصلب الآخرين فى اياديهم لأن كفوفهم تحملهم و كنت أسمر أقدامهم أيضا لكي تساعد على حمل أجسامهم على الصليب.لم أكن أهتم بتهذيب المسامير من نتوءات الحديد فيها لكى تساعد على إختراق الأطراف.

-فى أيام السنة العادية كانت تأتينا الجنود بالمصلوبين فجأة فكنا لا نسمرهم.بل نشد أذرعتهم بقوة حتى تتفسخ أذرعتهم على الصليب.لكن أوقات المناسبات و أعياد اليهود كنا نجهز المسامير للمصلوبين  إذ لم يكن الصلب مفاجأة فى تلك الأوقات. إعتدنا فى تلك الأيام أن نصلب المجرمين بالمسامير لكى يراهم الشعب فيعتبرون و يهابون هيرودس.كان طريق إبيان أشهر أماكن الصلب حيث يجتازه الكثيرون .لكن وقت الأعياد كنا ننقل أنشطتنا خارج أسوار أورشليم  بالقرب من دار بيلاطس مقابل الهيكل.

- كنا نثقل على المصلوبين بحمل صلبانهم لكي ينهكهم ثقل الصليب فيموتون أسرع و كلما وقع المصلوب تحت صليبه أفرح لأنه سينزف فيسهل على تسميره دون أن ينفجر دمه في وجهى.لكن ما أن دققت المسمار فى كفه تفجر دمه متناثرا فى كل جسمى كأننى من دمه تحممت.

- كنت أبقى بجوار المصلوبين حتى يموتوا فأنزلهم .لكن بعض الأيام ما كنا ننزل المصلوبين من على صلبانهم ,لأنه لا أحد يطلب المصلوب.لذا كنا نتركهم يتحللون حتى لا تتبقي سوى عظامهم فنقذف بها من فوق التل نحو وادى يهوشافاط.لأننا نؤمن أن الدينونة ستتم هناك.عندى يقين كالسامرىين  أننا كلنا ذاهبون إلى وادى يهوشافاط .

- اليوم جلبت معى زوجتى و أولادى من الجليل.لكى بعدما أنتهى من الصلب نعيش سوياً بهجة العيد.

-جاءوا لى عند التل بثلاثة لأصلبهم.كنت أعرف إثنين منهم لأننى صلبت رفقاءهم المجرمين من قبل.أما الثالث فلم أكن أعرفه لم أر رفقاءه .الشعب يصرخ فى وجهى كى أصلبه بقسوة .وجدته نحيلاً فثقبت يديه و رجليه و جلست على حجر بجواره أنتظر موته.وقتها إرتعشت عظامى و إرتخت يداي  بلا سبب.
-أتذكر أننى سمرت آلاف التهم فوق رؤوس المصلوبين غير أننى أتعجب للرجل الذى لم تكن له تهمة سوى أنه ملك اليهود.لم أعرف أن (ملك اليهود) تهمة إلا يوم الفصح .هو أعجب مصلوب أراه.

-على الصليب كان المسيح و بجوار الصليب كنت أنا.سمعت كلماته القليلة.كل ما قاله يسكننى.سمعته يكلم الآب من أجلى قائلاً: يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون .فيما كان يطلب لى الغفران كنت أنا واقف أتعجل موته.أنا حزين أكثر منكم لأننى صلبته بنفسى. أطلب منه مزيدا من الغفران.
- مسيحكم مات سريعاً هذه شهادتى.كأنه يتعجل خلاصكم.مسيحكم لم نحتاج لكسر ساقيه بل أنا أنزلته بنفسي من على الصليب.حين جاء الرامى و دس فى جيبي بعض الشواقل.صلبته بعنف لكننى أنزلته برفق لأن إظلام الشمس أخافنى.الزلزلة أرعدتنى.رأيت إنشقاق الهيكل خلف الأسوار فإرتعبت.هذا المصلوب ملك اليهود حتماً سيقوم.كل شيء يشهد أنه أقوى من الموت.الطبيعة خائفة منه فكيف أنا لا أرتعد.فككت المسامير و دسستها فى أكفان الرجل و تركتهم مرتجفاً فأخذوه من هناك.

- ذهبت متلهفاً كى أجد أين زوجتى و أولادى.وددت أن أغادر المكان بأقصى سرعة.أنا خائف مما صنعت.بيلاطس خائف أيضا .الشعب عائد فى الطريق مثلي قارعا الصدور.لا أحد مطمئن.لا أحد يعيد الفصح كما كان يتمنى.قبضت أيدى أولادى قائلا لهم سنرى ماذا يصنع المصلوب.و مضينا.