الأقباط متحدون - على ماذا يتصارع الفلسطنيين واليهود؟
أخر تحديث ٠٢:٥١ | الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

على ماذا يتصارع الفلسطنيين واليهود؟


بقلم: صبحي فؤاد  
مرة اخرى سقط العشرات من الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى قتلى وضحايا لصراع لا يبدوا ابدا انه سوف ينتهى.
مرة اخرى قصفت الطيارات الاسرائيلية الحديثة خلال الايام الماضية مئات المواقع الاستراتيجية والمبانى والمرافق الحيوية داخل قطاع غزة - الذى تسيطر علية المقاومة الاسلامية المعروفة باسم حماس- ردا على الصواريخ التى اطلقها القلسطنيين على المدن والقرى الاسرائيلية .
مرة اخرى وجدنا الدول الغربية بلا استثناء تتعاطف مع اسرائيل وتقف بجوارها مدعمة ومؤيدة بينما رأينا الدول الاسلامية والعربية تقف مع الطرف الفلسطينى وتدعمة ماديا ومعنويا وسياسيا.
 
ومرة اخرى وجدنا القلسطنيين يخرجون الى شوارع غزة يرقصون ويعلنون للعالم انهم انتصروا على اسرائيل رغم كل الضحايا الذين قتلوا منهم والخراب والدمار الذى لحق بمرافقهم نتيجة القصف الاسرائيلى .. وعلى النقيض رأينا العكس تماما من الطرف الاخرى بل رأينا الشعب الاسرائيلى يتهم حكومته بالعجز والفشل لان بعض الصواريخ التى اطلقت من غزة فشل جيشهم القوى فى تدميرها قبل ان تصل الى مدنهم .
ومرة اخرى راينا الامم المتحدة والجامعة العربية والقيادات المصرية ودول العالم شرقا وغربا يتحركون محاولين وقف نزيف الدم بين الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى!!
 
ومرة اخرى نجد عقلاء البشر يتسائلون فى حيرة : الى متى يستمر هذا الصراع ونزيف الدم ومواكب الشهداء والضحايا من الطرفين؟
والى متى يتصور كل طرف منهما انه يمكنه ابادة ومحو الاخر بل وازالته من الوجود؟ 
 
للاسف لقد كانت هناك العديد من الفرص للوصول الى سلام دائم وعادل وانهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلى ولكن هناك اطراف عدة لاتريد للشعبين العيش فى سلام بل يريدون استمرار الحروب والقتال للحفاظ على مصالحهم الخاصة ومكاسبهم والامتيازات التى يحصلون عليها. واذكر على سبيل المثال ان الرئيس الراحل عرفات كان على وشك ابرام معاهدة سلام دائمة مع الاسرائيلين الا ان الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك جن جنونه عندما علم وقال ان عرفات لا يملك التفاوض بخصوص القدس لانها ارض المسلمين وليست ارض الفلسطنين. واضطر وقتها عرفات الى التراجع والانسحاب من المفاوضات مع الاسرائيلين نتيجة ضغوط مبارك . وغير مبارك كان – ولايزال-  هناك بعض الحكام العرب يمارسون ضغوطا هائلة على الفلسطنيين لاستمرار الحرب ونزيف الدم حتى يشغلوا شعوبهم بهذه القضية الى الابد كنوع من التغطية على عجزهم وفشلهم وخيبتهم فى حل مشاكل بلادهم ورعاية شعوبهم وتحقيق مطالبهم. ناهيك عن بعض القيادات الفلسطنية التى اثرت على حساب المتاجرة بالقضية واصبحوا يعيشون عيشة الملوك من وراءها.
 
ولكن الشىء المخزىء حقا ان "البعض" فى الدول العربية والاسلامية نجحوا فى تحويل الصراع بين الفلسطنيين والاسرائيلين الى ما يشبه صراع دينى طرف منه مسلم لا يدافع فقط عن ارضه المحتلة بل ايضا عن الاسلام وكرامة المسلمين فى كل انحاء العالم وطرف اخر يهودى كافر يستحق الموت والابادة من وجهة نظرهم العنصرية المتطرفة.
 
وبالمقابل وجدنا الطرف الاخر الاسرائيلى يقبل بتدين الصراع ويرفع الهوية الدينية ايضا معلنا ان ارض فلسطين هى ارض الميعاد التى وعد بها الله الشعب اليهودى فى العهد القديم بل وسمعنا بعض اليهود يطالبون باحتلال كل الاراضى التى تقع ما بين نهرى النيل والفرات لتحقيق وعد الله لهم !!
وحتى لا اطيل فاننى لا ارى فى الافق القريب او البعيد نهاية لهذا الصراع الدموى بين اليهود والفلسطنين طالما ان كل طرف منهما اصبح يعمل جاهدا على تحويله الى صراع دينى بين الاسلام واليهودية ..صراع بين اليهود والمسلمين وليس صراع بين فلسطنيين واسرائيلين على ارض محتلة يسعى اصحابها الى استردادها بينما الطرف الاخر يصر على التمسك بها.
 
اخيرا اود ان اقول للفلسطنين والاسرائيلين على ماذا تتصارعون وتتقاتلون ؟ والى متى لا تدركون ان ارض الله واسعة يمكنها استيعابكم جميعا اذا اردتم العيش بسلام ووئام وتفاهم على ارض متجاورة او ارض واحدة ؟
اما للرئيس مرسى العياط فاقول له محذرا اياك ان تقبل بترحيل الفلسطنين من غزة الى سيناء تحت اى ظرف من الظروف لان مصر لديها ما يكفيها واكثر من السكان والمشاكل ايضا.
 
استراليا
sobhy@iprimus.com.au

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter