عيد اسطفانوس
فى خضم سُعار  السلطه الذى أصابه نسى اليمينى المتطرف أن شعبه يعيش وسط بحيره بل بحر عميق من الكراهيه  صنعه بنفسه وبمعاونة  كل المتطرفين المتحالفين معه ، ففى غمار الصراع على السلطه لم يكن هناك فرصه لأى تيار مخالف  يتواجد على الساحه ،

فقد  صُدرت اوهام القوه التى لاتقهر  للشعب الاسرائيلى وأنها الضمانه الوحيده  لبقائه وأمنه ، فانفرط عقد كل من كان يؤمن ولو نسبيا بالسلام والتعايش وقبول الآخر وولى عهد  رابين وبيريز ، وفى المقابل وبرحيل عرفات ارتفع جدار الكراهيه الى عنان السماء  واتخذت القضيه منحى دينى يمينى متطرف ،وتولت حماس وتفرعاتها السلطه  فى غزه وأصبحت القضيه  بين أيدى المتطرفين على الجانبين الذين لا يؤمنوا بأى حلول وسطى   فما لا يدرك كله يترك كله ، فاسرائيل بطائراتها ودباباتها وقوتها النوويه تعتقد أنها فى حماية القوه،

وحماس بآياتها وشعاراتها تعتقد أنها فى حماية السماء ،وفى الاحداث الأخيرة ثبت بما لا يدع مجالا للشك كذب الطرفين ، فبضع عشرات بأسلحة بدائية مرغوا وهم قوه اسرائيل الخارقه فالوحل ، اقتحموا الاسوار العاليه المكهربه المراقبه بالكاميرات  وأسروا وقتلوا  المئات ودخلوا البيوت وقتلوا ساكنيها بينما يغط الموساد والشين فين والجيش الاسرائيلى كله فى نوم عميق ، ولم يجد نتنياهو ردا الا سُعار القوه وسفك الدماء ، قام بابشع تدمير لمدينه بكاملها منذ الحرب العالميه الثانيه ودفن تحت أنقاضها أكثر من عشرة آلاف انسان بدعوى الانتقام ،وجرى أكبر مثال لسُعار القوه الذى سبق وأصاب أمم كثيره وظنوا أنه لا سقوط وقد سقطوا سقوطا مدويا مذللا والأمثله كثيرة  ، ونحن أمام حاله فريده من سُعار القوه وجنونها ساعدها محيط جغرافى وديموجرافى مهلهل ،

وساعدها ايضا  دعم دولى مطلق وغير مشروط ،وتعيش المنطقه كلها على حافة هاوية والنتيجه لا شئ ،كلٌ يدعى النصر والحقيقه أن أحدا لم يحقق نصرا ، فاسرائيل بتدمير غزه عمقت بحر الكراهيه وبدأ المجتمع الدولى يعارض بقوه هذه الابادة الغاشمه التى لا يقبلها عقل ولا منطق ، وحماس حصدت نفور الرأى العام الدولى كله بهذه الفعله غير المحسوبة وغير المدروسه ، بالاضافه الى آلاف الضحايا الابرياء وتدمير مدينه بكاملها تم تسويتها بالأرض ،والآن وبينما ننقر حروف هذا الطرح يتم تبادل الأسرى وادخال بعض المساعدات ،وربما يتوقف القتل الى حين ويسدل الستار عن فصل جديد ومتكرر منذ خمس وسبعون عاما ليخمد بركان الكراهيه قليلا ،ولا شك سيعود ليقذف حممه بعد قليل ويحصد أرواح بريئه ، والمجتمع الدولى يقف عاجزا مكتوف الأيدى فقد تصدر المتطرفون المشهد ووضعوا العراقيل أمام أى حلول تعيد السلام الى هذه المنطقه المنكوبة من العالم.
عيد اسطفانوس