محرر الأقباط متحدون
تتواصل في دبي أعمال مؤتمر COP28 حول المناخ، والذي يستمر لغاية الثاني عشر من الجاري، ويشهد اللقاء مرحلة حرجة من المفاوضات التقنية لوضع نص نهائي يجب أن يتم اعتماده بالإجماع. وشاركت في الأعمال السيدة إميلسي كودا، أمينة سر اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية، التي شددت على الحاجة الملحة للابتعاد عن نموذج الإنتاج الصناعي الذي "يقتل"، كما لاحظ البابا فرنسيس.

هذا الحدث، الأكبر من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ، انتقل من التصريحات الأولية لقادة العالم إلى مناقشات تقنية معقدة. وتؤكد الوثيقة الأساسية التي أعدتها المملكة المتحدة وسنغافورة، والتي تشكل أساس هذه المفاوضات، على ضرورة تخطيط الدول لـ "تقليص استخدام أو الخروج من الوقود الأحفوري". سيحدد هذا النص اتجاه السياسات للدول المائة والسبع والتسعين بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، الموقعين على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

إن اختيار الكلمات في هذا النص النهائي حاسم، حيث سيبعث بإشارة واضحة إلى الأسواق والمجتمع التجاري حول نهاية عصر الوقود الأحفوري المرتقبة والانتقال إلى نظام طاقة جديد يعطي الأولوية لكفاءة الطاقة والطاقات المتجددة. تشير لولا فاليخو، مديرة برنامج المناخ في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية، إلى أهمية هذه الوثيقة في سياق أوسع لاتفاق باريس حول المناخ وتقييم الأمم المتحدة الذي يشير إلى أن الإجراءات الوطنية الحالية غير كافية للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.

من بين المشاركين في النقاشات السيدة إميلسي كودا، أمينة سر اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية، وأستاذة جامعية في اللاهوت الأخلاقي والاجتماعي، وكاتبة أرجنتينية، والتي أدلت بتصريحات مهمة خلال مؤتمر دبي. فقد أكدت على ضرورة "الانتقال العادل"، وهو مفهوم يدعمه كل من الكرسي الرسولي والأمم المتحدة. وفي مناقشتها في إحدى الجلسات في دبي ولاحقًا في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان – فاتيكان نيوز، شددت كودا على الحاجة الملحة للابتعاد عن نموذج الإنتاج الصناعي الذي "يقتل"، كما لاحظ البابا فرنسيس. كما تحدثت كودا عن أزمة المناخ، ووصفتها بأنها "حرب التكنوقراطية ضد الإنسانية". هذا التصور يتماشى مع النهج الشامل لحماية البيئة، الطبيعية والبشرية على حد سواء.

تؤكد المسؤولة الفاتيكانية أن النهج الشامل لمشكلة حماية البيئة، سواء الطبيعية أو الإنسانية، هو جزء من العقيدة الاجتماعية للكنيسة وتم إعادة إطلاقه بواسطة الرسالة العامة "كن مسبحا" للبابا فرانسيس، قد تم استيعابه من قبل المشاركين في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين. وتعتبر كودا أن رسالة الفيديو التي أرسلها البابا إلى المؤتمرين لمناسبة افتتاح جناح الإيمان مهمة جدًا. ولفتت في هذا الصدد إلى أن البابا يتحدث عن السلام، ولا أحد هنا يرى تغير المناخ كجزء من الحرب العالمية الثالثة المجزأة، ولكن في الواقع، هي حرب التكنوقراطية ضد الإنسانية. حرب لا تؤدي إلى الموت العنيف والفوري، بل إلى موت بطيء لكن مؤكد.