الأقباط متحدون - ديموكتاتورية ما بعد 25 يناير
أخر تحديث ١٧:٠٨ | الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٦ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ديموكتاتورية ما بعد 25 يناير

بقلم: عايدة نصيف
عشت ورأيت ديموكتاتورية مبارك، ولم أكن أتصور أن ديموكتاتورية مبارك تمثل زمن الحرية بالنسبة لديكتاتورية النظام الحالى الذى يدَّعى الديمقراطية، يدَّعى الحرية وتحقيق المطالب الثورية وهو فى الواقع يرجع بنا إلى الوراء إلى عهود التخلف الفكرى والصياغة الدينية الوهمية التى تبعد بُعد السماء عن الأرض عن صحيح الدين، وانتظرنا كثيرًا لتُخرج لنا الجمعية التـأسيسة دستورًا يعبر عن جميع اطياف الشعب وعن وثيقة محترمة للأجيال القادمة وفوجعنا بما تنص عليها مسودة الدستور، من نصوص تُكبل الحريات وتضع مصر فى مصاف الدول الفاشية فى التاريخ وتذكرت قراءتى عن شخصيات ديكتاتورية كبلت العالم وتذكرت مواقف موسولينى فى نشر الفاشية عندما كان الفاشيون ينظمون غارات في الأرياف وهم في شاحناتهم، يدخلون المزارع المعروفة بانها اشتراكية، فيقتلون الناس أو يعذبونهم. فبعد أن شتتوا الحزب الشيوعي واغتالوا العديد من قادته، وأزاحوا مؤسساته النقابية وجمعياته التعاونية، بدأوا حربهم الثقافية، في طبخ كل النزعات والاتجاهات والأساليب في الأدب والفن في وعاء الاتجاهات القومية، الذي تختلط فيه الفنون والآداب والدعاية، باتجاه منغلق ومعاد لأية قومية أخرى، أو اتجاه آخر وبهدف معلن هو تحرير الثقافة الإيطالية وتوحيد اشكالها ومقاييسها لتتطابق وتتجانس مع فكر موسولينى واخيرا مات حرقا. 

ولكنى تجاهلت هذه القراءة فى ذهنى لان مصر هى مصر التى تجمعت على قلب رجل واحد فى جمعة الغضب الثانية لترفض اى نزعة سلطوية فقد انسحبت كل القوى السياسية والمجتمعية ما عدا الاخوان والسلفيين من الجمعية التأسيسة للدستور وبالرغم من ذلك خرج علينا الرئيس مرسى بقرارت محصنة للجمعية التأسيسة ومجلس الشورى وهى قرارت مُحصنة فى الحقيقة للسلطة الحاكمة التى تريد ان تضع فى يدها ثلاث سلطات من تشريعية وتنفذية وقضائية، وكأن لم نقُم بثورة وكأن لم يمُت لنا شهداء فى انحاء مصر من ميدان التحرير مرورًا بمحمد محمود ومذبحة ماسبيرو ومحمد محمود مرة اخرى وموت جيكا الذى انهال عليه الرصاص سبع رصاصات فى الرأس والعنق والبطن إلى ان يلفظ انفاسه الاخيرة معبرا عن موت هذا النظام الديكتاتورى وينتفض الشعب فى جمعة غضب ثانية وتحيا الثورة من جديد وينتفض القضاء الذى أُهين ويعلن ان القرارت الاخيرة للرئيس مرسى هى انتهاك وقضاء على شرعية القانون وهذه واقعة لم تحدث فى تاريخ مصر 
 
نعم رأيت ديكتاتورية فى صورة ديموكتاتورية مقنعة وتعجبت من انها تعمل ضد نفسها تنتهك الثوار وتضرب الرموز رأيت ابو العز الحريرى المناضل الذى وقف بجانب القوى الشعبية بل ومع الاخوان فى عهد مبارك لتحقيق الديمقراطية ليُضرب ويهان على يد من وقف بجانبهم. 
 
لست ادرى لماذا لم ينتهز د محمد مرسى الفرصة ليكون رئيسا لكل المصريين وليس رئيسا لجماعة بعينها فكنت اتمنى ان يخرج على التحرير يخاطب عموم الشعب بدل من ان يخاطب اهله وعشيرته، ومازال حتى هذه اللحظة التى اكتب فيها مقالى تدار المناوشات بين الثوار المعتصمين من اجل كرامة وطن فى محمد محمود وفى القصر العينى وبين الأمن واتسأل هل يتراجع الرئيس عن هذه القرارت ام يدخلنا فى دولة فاشية وفى بحر من الدماء 
 
فالمصريين بطبيعتهم وتقاليدهم وتراثهم مختلفين عن اى تجربة ثورية فى العالم فطبيعة مصر تتغلب على اى فصيل يريد ان يتحكم فيها والتاريخ يشهد على ذلك ، فكم من غزوات وكبوات وحكام واستعمار من دول مهيمنة ومستكبرة ارادت النيل من مصر وخرجت مصر قوية بأولادها ورموزها وشعبها والخاسر دائمًا هو الديكتاتور الذى يهين مصر. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter