الأقباط متحدون - الي آبينا البطريرك : الشعب يريد يثرون!
أخر تحديث ١٨:٢٧ | الاثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الي آبينا البطريرك : الشعب يريد يثرون!


وجدى خليل
"يثرون" هو حمو "موسي" النبي أبو "صَفُّورَةَ" زوجه أبينا موسي النبي . وبعد خروج الشعب العبراني من مصر تحت قياده "موسي" النبي  يقول الكتاب أن يثرون حميه أخذ أبنته (زوجه موسي) وحفيديه وجاء الي "موسي" في الصحراء و عندما سمع "موسي" بخبر مجئ حميه اليه " خَرَجَ مُوسَى لاسْتِقْبَالِ حَمِيهِ وَسَجَدَ وَقَبَّلَهُ. وَسَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ عَنْ سَلاَمَتِهِ، ثُمَّ دَخَلاَ إِلَى الْخَيْمَةِ" خروج 18 :7 أما "يثرون" فقد كان يتمتع بحس أداري فاق زمانه بكثير فيذكر الكتاب عنه أنه" َحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ مُوسَى جَلَسَ لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ. فَوَقَفَ الشَّعْبُ عِنْدَ مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ. فَلَمَّا رَأَى حَمُو مُوسَى كُلَّ مَا هُوَ صَانِعٌ لِلشَّعْبِ، قَالَ: «مَا هذَا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتَ صَانِعٌ لِلشَّعْبِ؟ مَا بَالُكَ جَالِسًا وَحْدَكَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ وَاقِفٌ عِنْدَكَ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ؟»خروج 18 :13 فأجابه موسي قائلا  "إِنَّ الشَّعْبَ يَأْتِي إِلَيَّ لِيَسْأَلَ اللهَ. إِذَا كَانَ لَهُمْ دَعْوَى يَأْتُونَ إِلَيَّ فَأَقْضِي بَيْنَ الرَّجُلِ وَصَاحِبِهِ، وَأُعَرِّفُهُمْ فَرَائِضَ اللهِ وَشَرَائِعَهُ " خروج 18 :15 أختص "موسي" لنفسه أن يقضي بين أفراد شعبه وأقتضي ذلك أن كل من كان له شكوي او مشكله أو أحتياج أن يقف علي باب "موسي"  أنتظارا لمقابلته وعرض الأمر عليه و نتيجه لذلك كان الشعب يتراكم خارجا يوما بعد يوم وتتراكم معه مشاكله ولا شك أنه كان هناك من تململ من الأنتظار أو من فقد صبره فرجع الي حال سبيله أو من وجد مخرجا للمشكله بطريقه قد ترضي الرب أو أخري لا ترضيه  ناهيك عن "موسي" نفسه أذ كان عليه أن يتحلي بقوه صبر وأحتمال تفوق طاقه البشر لكي يستمع لكل واحد من هؤلاء ويجد حلا له أو أجابه لشكواه . ولم يعجب الحال "يثرون" ولم يرق له مايراه فبادر "موسي" قائلا " لَيْسَ جَيِّدًا الأَمْرُ الَّذِي أَنْتَ صَانِعٌ. إِنَّكَ تَكِلُّ أَنْتَ وَهذَا الشَّعْبُ الَّذِي مَعَكَ جَمِيعًا، لأَنَّ الأَمْرَ أَعْظَمُ مِنْكَ. لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصْنَعَهُ وَحْدَكَ " خروج 18 : 17 حكمه هذا الرجل تتجلي في هذه العباره " لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصْنَعَهُ وَحْدَكَ" وهي نظره أداريه ثاقبه وراقيه وفاقت زمن الرجل بكثير وأقترح علي موسي حلا يسمونه الأن في علم الأداره الحديث بمبدأ "الأسناد" وهو أن يقوم كل قائد روحي كان أو علماني بأسناد المهام علي العاملين معه ولا يستأثر بالمهمه وحده ظنا منه أنه علي درايه أكبر أو صاحب خبره أطول أو يتمتع بأيمان أعمق! وقد تكون كل هذه الأسباب حقيقيه يتمتع بها صاحب الشأن ولا شك فيها ولكن الأستئثار بالأداره والتحكم في صنع القرارات ومركزيتها من أول أسباب ضعف الخدمه والأداء داخل الكنائس أو خارجها ويفقد أفراد الشعب رغبتهم في الخدمه ويضعف ولائهم لبرامج كنيستهم مهما عظم شأن هذه البرامج ومهما تكلفت من جهد وأموال لأنهم لم يشاركوا في وضعها . مركزيه الأداره سببا رئيسيا لهروب أصحاب المواهب من الخدمه وسببا لسكون وخنوع وأضمحلال الأرواح النشطه المتوهجه نارا لكي تخدم . أما "يثرون" فقد أشار علي "موسي"بقوله " اَلآنَ اسْمَعْ لِصَوْتِي فَأَنْصَحَكَ. فَلْيَكُنِ اللهُ مَعَكَ. كُنْ أَنْتَ لِلشَّعْبِ أَمَامَ اللهِ، وَقَدِّمْ أَنْتَ الدَّعَاوِيَ إِلَى اللهِ،  وَعَلِّمْهُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ، وَعَرِّفْهُمُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَسْلُكُونَهُ، وَالْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُونَهُ. وَأَنْتَ تَنْظُرُ مِنْ جَمِيعِ الشَّعْبِ ذَوِي قُدْرَةٍ خَائِفِينَ اللهَ، أُمَنَاءَ مُبْغِضِينَ الرَّشْوَةَ، وَتُقِيمُهُمْ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ، وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ، وَرُؤَسَاءَ خَمَاسِينَ، وَرُؤَسَاءَ عَشَرَاتٍ،  فَيَقْضُونَ لِلشَّعْبِ كُلَّ حِينٍ. وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ الدَّعَاوِي الْكَبِيرَةِ يَجِيئُونَ بِهَا إِلَيْكَ، وَكُلَّ الدَّعَاوِي الصَّغِيرَةِ يَقْضُونَ هُمْ فِيهَا. وَخَفِّفْ عَنْ نَفْسِكَ، فَهُمْ يَحْمِلُونَ مَعَكَ.  إِنْ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ وَأَوْصَاكَ اللهُ تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ. وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ أَيْضًا يَأْتِي إِلَى مَكَانِهِ بِالسَّلاَمِ" خروج 18 : 23-19 كان علي "موسي" الأهتمام بالمواضيع الأكثر أهميه أما الفروع والخدمات الأصغر فوجب عليه أسنادها لمن يتم أختيارهم حسب أمانتهم. وماأجمل هذه العباره التي قالها يثرون " خَفِّفْ عَنْ نَفْسِكَ، فَهُمْ يَحْمِلُونَ مَعَكَ" . هكذا نكتشف المواهب داخل الكنيسه وهكذا ننميها من رئيس عشره الي رئيس مائه ثم الي رئيس ألف ولا نخاف ولا نخشي علي شئ لا علي سلطه ولا علي مركز فالكنيسه كنيسه الله هي ستبقي ونحن سنرحل . أما كليم الرب ونبيه العظيم فيقول عنه الوحي الآلهي أنه " سَمِعَ مُوسَى لِصَوْتِ حَمِيهِ وَفَعَلَ كُلَّ مَا قَالَ" خروج 18 :24 ماأحوج كنائسنا يا آبينا البطريرك لتعاليم يثرون ولطاعه موسي  .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع