الأقباط متحدون - متألهين وليسوا متأسلمين
أخر تحديث ٠١:٣١ | الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٨ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

متألهين وليسوا متأسلمين

 كتب: مينا ملاك عازر


كنت أخطط لكتابة مقال أعنونه بـ"كما كان هكذا كائن"؛ لأرصد فيه كيف أن أفعال المرشد الرئيس الخفي لمصر، أو أفعال "مرسي" الرئيس الظاهر لمصر، تتطابق تطابقًا فجًّا مع أفعال الرئيس الذي خلعته الثورة في كل شيء، في ضربهم بأحكام القضاء عرض الحائط، في إغلاقهم القنوات والجرائد، وقمع الصحفيين، وعدم الاكتراث بآراء معارضيهم، إلا أن إصدار "مرسي" إعلانه الإلهي منعني عن أن أقترف ذلك الذنب العظيم في حق الرئيس المخلوع، الذي مهما بلغ بديكتاتوريته، لم يقترف ذلك الذنب العظيم في حق القضاء، مقتنصًا إياه ومغتصبًا لسلطاته، فحينها قررت أن أنحي فكرة المقال جانبًا، وأتجه لكتابة المقال سابق النشر، والذي عنونته بـ"كفر اللذين قالوا إن مرسي إلهًا"!
 
كتبتُ مقالي السابق، ونُشِر والحمد لله، لكنني وجدت بعض الأمور التي تحتاج التأمل فيها، وهي أن "مرسي" يعترف من خلال إعلانه الإلهي بعجز  مستشاريه ومستشاري المرشد القانونيين في إصدار قرار واحد سليم لا يُطعن عليه أمام القضاء، ولا يُسقطه القضاء لعلة فيه، ولكي يضمن أن يُصدروا قرارًا صريحًا، أنصحه أن يحثهم أن يجعلوا مصلحة الوطن نصب أعينهم، وليس مصلحة الجماعة، حينها وحينها فقط، سيصدرون قراراتٍ لا يطعن عليها أحد؛ لأنها ستكون متفقة مع صحيح القانون، نعم القانون الذي تريد الجماعة كسره؛ للإسراع بسرقة واختطاف البلد؛ ولأنه يعرف أنه مستحيل أن يفعلوا ذلك، ومستحيل أن ينصحهم بهذا؛ لذا اضطر لتحصينها بأوامر إلهية متعللاً أن ذلك من أعمال السيادة، وأنا أفهم أن أعمال السيادة منها إعلان الحرب، هذا أقبله في أنه يعترف أن ما فعله لا يزد عن كونه إعلان حرب على قوى المعارضة، هنا يكون قراراته في هذه الحالة من أعمال السيادة.
 
يتعلل الرئيس المنتخب المدني برغبته في إتمام بناء كل المؤسسات والسلطات بسرعة؛ لذا أصدر ذلك الإعلان الدستوري الذي ينصِّبه إلهًا مع أنه وهو المهندس يفهم أن بناء أي مبني على أساسات غير سليمة، حتى ولو كان الغرض التعجل في إنهائه لستر أُناس ليسكنوا فيه حتى وإن كانوا بلا مأوى، وهو غرض في ظاهره نبيل، أقول إن التعجل في إتمام ذلك البناء على أسس غير سليمة يؤدي إلى السرعة في سقوطه، وعودة أولئك الناس إلى الشارع، وعودتهم إلى حالة الـ"بلا مأوى"! هل يريد الدكتور المهندس "مرسي" أن يبني بناءً يسقط سريعًا كما يبنيه سريعًا!؟ أم أن يتمهل ليبني بناءً يبقى طويلاً، بلاش مثال البناء لعله لا يعرف في المعمار. نحدثه عن الفضاء والصواريخ، هل تعجلك في تصميم صاروخًا يصعد للفضاء يؤدي لسرعة إتمامه أم أنه قد يؤدي لسقوطه قبل وصوله للهدف محدثًَا تفجيرًا هائلاً من شأنه قتل من به، وقتل من يسقط عليهم؟ أظنك أدركتَ يا دكتور هذا المثل لعلمي إذ اشتغلت بهذا المجال كما قلت في سيرتك الذاتية.
 
إن اعترف الرئيس أن القرارات الصادرة باسم الرئاسة كلها لا تخرج من عقل الرئاسة وإنما من مكتب الإرشاد إلى الرئاسة لوضع ختم الرئيس عليها، وذلك باعتراف كل مستشاريه الذين أكدوا أنهم لم يعرفوا شيئًا عن تلك القرارات التي تدعي فيها الثورية، وعن ذلك الإعلان الدستوري المؤلِّه لك، أقول إذا اعترف بأن مكتب الإرشاد هو كاتب قرارات الرئاسة وإعلاناتها الدستورية ومخطط خطتها ومحرك خطاها يكون بذلك قد أثبت على أعضاء جماعته التي ينتمي إليها وينفذ أوامرها من منطلق السمع والطاعة، أقول يكون قد أثبت على نفسه وعن أعضاء جماعته، وبالأخص مرشدها، أنهم متألهون وليسوا متأسلمين.
 
المختصر المفيد.. يسقط يسقط حكم مدعي الألوهية.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter