الأقباط متحدون - دولة القانون
أخر تحديث ١٣:٢٦ | الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٨ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

دولة القانون


بقلم: مدحت ناجى نجيب


مصر لا يمكن أن تسقط أبداً ، لأنها فى يد من باركها قديماً وقال عنها " مبارك شعبى مصر " ، نعم هى محفوظة بيد القدير ، لكن أيد الجهلاء أفسدوها ، يريدون أن يوصلوا للسلطة والسلطة ليس لها طريق مستقيم بل منحدرات ومنحنيات هى " أكتاف وجتت المواطنين " ، طريق السلطة ليس طريقاً مرصوفاً بقدر ما هو طريق مطبات ، يجب أن يهدى عنده السائق ، السلطة كا لاخطبوط لها أرجل كثيرة ، تتلون كالنعامة عند المواجهة ، السلطة تجعل من يمتلكها ديكتاتوراً ، حاكم بأمر الله ، ينسى وجود الله ، يشعر بأنه إله على الأرض ، عندما يختفى من امام الحاكم " إعلاء دولة القانون " يكون قد بنى بنفسه " قبور الفوضى " التى تبتلع المواطنين الفقراء وسكان العشوائيات ، السلطة لا تصفى حساباتها مع الكبار بل الصغار الأكثر ضرراً ، السلطة  عندما تكون فى يد من يعبث بها تهين كرامة المحكوم ، السلطة لا يجب أن تبنى على الأمر والطاعة ، بلى تبنى على حسن الإصغاء للغير ، السلطة دائماً تنهار من الرأس عندما لا تستطيع الأرجل " المواطنين " السير ، السلطة كالنسر عندما يكبر يتساقط ريشه ، وكالحصان فى الشرطة عندما يكبر يموت بالرصاص ، الحاكم الديكتاتور إذا تشبه بالنسر أو الحصان فمصيره مثلهم ، السلطة ليست للأمر والنهى ، بل للسمع والإستجابة لطلبات المواطن البسيط ، إذا أردت أن تنشر الفوضى : أضرب دولة القانون ، حينئذ ترى الفوضى سلعة تباع بدون سعر ، وعندما تنتشر الفوضى يصبح كل فرد بمثابة حكومة لنفسه ، لا يحاسب إلا من نفسه ، إذا أردت أن تكون حاكماً ، لا تجعل المحكومين يشعرون بأنك ظالم ، تحصد من حيث لم تبذر ، الحاكم الجيد هو الذى لا يجعل راحته على تعب الآخرين ، بل يجعل نفسه خادماً للكل ، دون أن يمل أو يكل ، القانون هو المظلة التى يلجأ إليها الجميع عندما يطلبون العدل ، إذا أردت أن تقيم العدل .. فأنزع الظلم أولاً ... وإذا أردت أن تنهض بشعبك .. أبدأ بنفسك .. أغرس شعور العمل الجاد فى الكل ... السلام الذى يرجوه الشعب الآن يهدف إلى هل نكون فوق القانون أم تحته ، الكل مطالب أن يحترم القانون ، لا تجعلوا مصر تسقط بكثرة الصراعات ، فالإصلاحات لا تبدأ بالقصاص الموجه ضد فئة معينة ، الإصلاحات تجعل الخلافات فى الخلف والعمل الجاد فى المقدمة ، لا تجعلوا عجلة الانتقام تسبق عجلة الإصلاح ، الإصلاح لا يبدأ إلا من الداخل وحينئذ ينتشر كالوباء وكالعدوى .
 
أخيراً " إذا سقط القانون ، أنتشرت الفوضى ، ومن يستطيع أن يجمعها " 
 
إلى الشباب فى كل مكان : أرفعوا صوت الحكمة ، لا تجعلوا الدم والإنتقام وسيلة التعبير الوحيدة عن الحق ، أرفعوا صوت السلام ورددوا ترانيم وتراتيل المحبة " ...إلى هنا اعاننا الرب .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع