بقلم عصام نسيم
لم يكن احد يتخيل ان يخرج الشعب المصري بعد حوالي 5 شهور ففقط ينادي بسقوط النظام ويرفض الاعلان الدستوري بهذا الشكل وان يمتلئ ميدان التحرير بشكل لم يتكرر منذ ثورة 25 يناير ليرفض قرارات الرئيس المنتخف الاول في تاريخ مصر !
لقد جاءت الفرصة الذهبيه للاخوان والرئيس مرسي عندما تولى حكم مصر ليستغلوها وليقدموا نموذجا ديمقراطيا في حكم البلاد ويسعون في المصالحة الوطنية وبناء وطن جديد لا يفرق بين احد نظام يبتعد عن الاستبعاد والظلم الذي كثيرا ما عانى منه الاخوان المسلمون لكنهم للاسف فشلوا فشلوا زريعا في تحقيق هذه المعادلة وانهارات شعبيتهم سريعا بل تهاوت بعد شهور قليلة من اعتلائهم الحكم بسبب الممارسات الفاشية والاستبعاد والانتقام لكل من يخالفهم !
لكن قام الاخوان المسلمون في فترة وجيزة باستعداء شرائح عريضة ممن كانوا يؤيدوهم من قبل بل كثيرا ممن يعارضوهم اليوم كانوا من ضمن من كانوا يساندون الرئيس مرسي في حملته الانتخابية ويتغنى فيه ويقدمه على انه مرشح الثورة وهو الذي سينهض في مصر ويبنى نظام ديمقراطي جديد يكون مثل وقدوة لكل بلدان المنطقه التي تشهد الحرية .
وكما قلنا فشل الاخوان في كل هذه الاحلام الوردية التي كان ينتظرها كثير من مؤيدوهم والسبب هو ان هذه الجماعة ليس همها او شغلها هو خدمة الوطن او النهوض به كما سبق وصدعونا بمشروع النهضة وانسان النهضة وطائر النهضة هذا الكائن الخرافي الذي اكتشفنا انه لا يوجد الا في خيال الاخوان وكان كل هدفهم هو الاستيلاء على السلطه هذا الحلم الذي راودهم منذ اكثر من ثمانين عاما واخيرا تحقق على اكتاف ثورة خرج فيها الملايين لاسباب كثيره بالطبع ليس منها ان يعتلي الاخوان الحكم , وقد قام الاخوان في سرعة اسرع من الضوء في السعي للاستيلاء على كل مفاصل الدولة بشكل عجيب غريب واستبعاد كل من يخالفهم الرائ بل وخالف الرئيس مرسي معظم ما قاله اثناء فترته الانتخابية بأنه سيكون رئيس المصريين ومن اول يوم عندما ناشد الشعب المصري – بأهلي وعشيرتي – ادرك المصريين انه رئيس لاهله وجماعته وعشيرته وليس رئيس المصريين وحتى الاعلان الدستوري الاخير وما سبقه من خطاب الجمعة الماضية امام مؤيديه من الاخوان والسلف الذي تم شحنهم ( كما يحدث في كل مظاهره لهم ) بالاتوبيسات من معظم محافظات مصر ليهللوا للرئيس ويصفقوا له حتى قبل ان يتكلم ! فهؤلاء مدربون على هذه الامور الذي ينفذوها بلا وعي كأنسان حافظ وليس مدرك او فاهم !
فشل الرئيس مرسي ويفشل في ادارة البلاد وفي ان يثبت انه رئيس كل المصريين فكل قراراته التي اتخذها ورجع في بعضها بشكل مهين لرئيس دولة سعيا في تمكين جماعته حتى لو كان على حساب القانون وعلى حساب الدولة كلها لم يفكر بذلك ولكن كان كل سعيه ان يمكن جماعته والتي نجحت بالفعل في السيطرة على كثير من مفاصل الدولة ولكن هل نجحت تجربة الاخوان سواء لهم او لمصر ؟! بالطبع واضح ان مصر ليست في حساباتهم ولذلك فالتجربة اضرت بمصر ضرر عظيم وسوف تضر اكثر واكثر اذا استمر الحال هكذا وحتى للاخوان انفسهم فقد فشلت تجربتهم في خدمة مشروعهم وتحقيق احلامهم ففي كل قرار يتخذه الرئيس وفي كل مرة يتكلم احد قيادات الاخوان وفي كل مرة يؤكد الرئيس انه رئيس جماعه وليس رئيس بلد يخسر ويخسر الرئيس وجماعته من شعبيته ومن مؤيديه ولا يبقى له سوا من تربوا على السمع والطاعه وعدم المناقشة ومن يدافعون بشكل تكراري وكلام تبريري لا يقبله منطق ولا عقل من ينتمون فعليا للاخوان وبالطبع السلفيين لان لهم نفس المشروع الديني هؤلاء هم فقط الذين اصبحوا يؤيدون قرارات الرئيس وجماعته اما باقي عموم الشعب المصري اصبح يرفض هذا النظام ويرفض هذا الاسلوب في الحكم ويرفض انحياز الرئيس لجماعته ومصالحها وليس للشعب المصري ومصالحه لذلك فقد بدء تهاوي النظام بمليونية اليوم الذي اثبتت للاخوان وغيرهم ان صناع الثورة الحقيقيون مازلوا احياء يرزقون واثبتوا ان الاخوان ليس هم الثورة او صناع الثوره كما يدعون منذ الثوره وان الرئيس مرسي ليس هو مرشح الثورة وليس رئيس الثوار وبالتالي قرارته ليست قرارات ثورية ولكنها قرارات ديكتاتورية تخدم فقط الرئيس وجماعته لذلك خرج المتظاهرون الحقيقيون والثوريين الاصليون اليوم ليقلوا –لا – بكل قوة للرئيس ويطالبونه بأن يكون رئيس لكل المصريين وليس رئيس جماعه فقط فهل يدرك الرئيس وجماعته الدرس والرسالة والرسالة التي ارسلهتها مليونية اليوم ام سوف نرى مأساة مبارك ستكرر مرة اخرى ؟!!! جواب سوف تجيب عنه الايام والشهور القادمة