محرر الأقباط متحدون
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن أمنياته بأن يكون عام ٢٤ عامًا مليئًا بالخير والحماية مشيرًا إلى الآية الواردة في الأصحاح الـ ٢٤ من سفر إرميا وهو أيضًا السفر رقم ٢٤ في الكتاب المقدس القائلة: "أَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلْخَيْرِ" (آية ٦)
وهي تعطينا ثقة في حماية الله وأن خيره سيأتي.
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها قداسته من المقر البابوي بالقاهرة لبرنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على التليفزيون المصري بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
وعن الدعوة للتفاؤل قال قداسة البابا:
تداول الأخبار السيئة بيننا يُسبب إحباطًا لدى الإنسان، لذلك يجب أن نفكر بطريقة متفائلة وإيجابية ويكون حضورنا مع الآخر وكلامنا عن التفاؤل والإيجابية، فحياتنا بها أشياء إيجابية كثيرة جدًّا، مثل الشمس والماء والأمن والاستقرار، بينما توجد بلادًا محرومة من العبادة في كنائس أو مساجد أو معابد ولكننا لدينا هذه الأماكن، لذلك نشكر الله على نِعمه الكثيرة مثل الصحة والستر والرزق، وهي نِعم كبيرة.
كما تحدث قداسته عن الاستجابة التي تناولها في عظة قداس العيد:
كلنا نختم صلواتنا بكلمة "آمين" والتي تعني "استجب يا رب"، فالله يستجيب، ويقول: "ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي" (مز ٥٠: ١٥)، ولكن هل الإنسان يستجيب لصوت الله؟ الإنسان لديه قلب وأذن، وكلمة قلب بالإنجليزية Heart تحوي بداخلها كلمة "أذن" بالإنجليزية Ear، مما يعني أن أذن الإنسان توجد داخل قلبه، وهذا يعني وجود أذن خارجية وأذن أخرى داخلية، والأذن الصحيحة هي التي تستجيب لصوت الله، والحكمة والعقل والنصيحة، أما الأذن التي لا تستجيب مثلما يحدث في أحداث فلسطين، فالأمم المتحدة تتكلم ولا أحد يسمع، والدول تجتمع وتتكلم ولا أحد يسمع، والشعوب تنطق، ووجود الضحايا والمصابين، ولكن لا أحد يسمع، وكأن الأذن هنا صماء، للأسف الشديد.
ووجه قداسته رسالة بخصوص ما يحدث في غزة جاءت كالتالي:
أولًا كلمة للمسؤولين: كُن إنسانًا، وأن تكون مشاعر الإنسانية حاضرة، فالإنسان الذي يحافظ على الآخر ويحميه ويساعده لديه علامات مهمة من أجل إنسانيتنا، وبالنسبة للمتألمين توجد وصية تقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (مت ١١: ٢٨)، فالإنسان يلجأ إلى الله لكي يحميه، لذلك بالنسبة للمتعبين والمتألمين والمجروحين والمصابين في أي مكان وبالطبع في غزة، نصلي من أجلهم، أن يضمد الله جراحهم، ويعطيهم السكينة، حتى وإن كنا نمر بأوقات عصيبة جدًّا لكنني أثق أن عين الله لن تتركهم، وكما يقولون "أي شيء يولد صغيرًا ثم يكبر أما المشكلة أو الأزمة تولد كبيرة ومع الأيام تصغر"، ونحن نثق في ذلك.