بقلم الشحات شتا
لم اجد انسانا محبا للبشر ورحوما  بالفقراء اكثر من يوسف عصره رئيس وزراء مصرالسابق ابراهيم يوسف الجوهري انه الانسان الذي شعر بمايعانيه فقراء بني الانسان انه الاب الرحوم لكل المصريين انه يوسف عصره بل هو يوسف الثاني في الرحمة والعدل والمساواة والعدالة لقد شرب تعاليم المسيح وعمل بها ونفذ هذه  الاية التي قالها المسيح في الموعظة علي الجبل لاتكنزوا  لكم كنوزا علي الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لايفسد سوس ولاصدا وحيث لاينقب سارقون ويسرقون لقد كان الوحيد  الذي نجح في ان  يكنز له كنوزا في السموات ,

1- ابراهيم ابن يوسف الجوهري هو يوسف عصره
يقول المسيح من ثمارهم تعرفونهم ,ونحن وكل شعوب العالم عرفوا  من هو يوسف ابن يعقوب المحبوب من كل  البشرية اولا لايمانه وثانيا لحكمته  وعدالته  لقد كان كما وصفه الكتاب "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا، وفعلا كان ناجحا ,وتكرر يوسف ابن يعقوب في ابراهيم ابن يوسف الجوهري وكما احب فرعون يوسف فقد احبه كل من  حكموا مصر خاصة علي بك الكبير ومحمد بك الذهب واحبه ابراهيم بك ومراد بك لقد كان محبوبا من الجميع لقد كان موفقا من الله فقد لقنه الحكمة في فن ادارة البلاد كما لقن يوسف سابقا في فن ادارة مصر وكان زعيما محبوبا من كل المصريين وكان حبيب الفقراء وراعي  الضعفاء ومساعد  المحتاجين فهو  الغني الذي لم يكنز له كنوزا علي  الارض بل كنز له كنوزا في السموات كان كريما وسخيا ومحبا للجميع وكان  لاينتظر  الفقراء ان ياتوا  اليه  ليعطيهم بل كان يذهب في الليل والنهار ليشاهد بنفسه هل يجد الفقراء مايحتاجونه ام الا وكان يساعد الجميع فهو من القليلون في عصره الذي وهب كل مايملكه للفقراء والضعفاء والمحتاجين انه ىوسف عصره ابراهيم يوسف الجوهري ,

2- ابراهيم يوسف الجوهري نجم في سماء الزمانابراهيم يوسف الجوهري النجم الساطع في  سماء  الزمان  الذي اضاء عصر المماليك  المظلم فقد كان المماليك ينهبون الشعب في حين كان هذا النجم يقدم  المساعدات للشعب بكل مايستطيع فقد حصل الفقراء في عصره مالم يحصلوا عليه لاقبله ولابعده وكان يعيد  المفصولين من  اعمالهم  الي  اعمالهم وكان يتعمد  ان يذهب بنفسه لاكوام الزبالة ليري  الذين  ينبشون  هذه  الاكوام  بحثا  عن  الطعام وكان يعطيهم  المال  الكافي والطحين  الكافي  حتي  لايعودوا مرة  اخري وكان ينتظر فترة  المواسم لدي المصريين منها الاعياد وكان يغني  الجميع عن السؤال فقد كان نجما مضيئا في عصر المماليك المظلم فتحية لهذا النجم الذي اضاء السماء في  عصر المماليك ,

3- من هو ابراهيم  الجوهري -من مواليد قليوب في أواسِط القرن الثامن عشر، وكان أبيه يعمل في حرفة الخياطة، تعلم القراءة والكتابة الكنسية في إطار معرفة الكتاب المقدس ثم تعلم من أقاربه صناعة الكتابة والحساب، وتقلد بذلك أول وظيفة له عند أحد المماليك، كان قلبه مفعم بالإيمان ومحبة المسيح، فكان ينفق ربع راتبه في أعمال أكبر ونسخ الكتب وإيقافها على الكنائس، فكان بين الحين والحين يأتي للبطريرك بكتاب ويسلمه له، فسر منه الأب البطريرك وباركة ودعا له بالتوفيق في حياته وفى ظروف غير معروفة ترك إبراهيم عمله لأن المماليك كانوا قلب بطبعهم، ولما أخبر الأب البطريرك بهذا، طلب الأخير من رئيس الكتبة الأقباط أن يقبله كاتبًا خاصا له، فقبله هذا الرجل، ولما توفى هذا الكبير استقر رأي الجميع على أن يخلفه تلميذه إبراهيم لما عرف عنه من الاستقامة وطهارة اليد.

4- الغصن المثمر في الكرمة
ابراهيم يوسف  الجوهري وصف المسيح  امثاله  قائلا "«أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ  

فقد كان الغصن  المثمر ليس علي شجرته فقط  بل علي  كل  الاشجار  المجاورة -صار إبراهيم الجوهري رئيسا للكتبة، وبلغ أسمى رتبة كان يتطلع إليها قبطي آنذاك فبالغ في إنكار ذاته وإظهار تواضعه، وقدم الخير للكل دون تمييز بين مسلم ومسيحي، فوصل خبره إلى الوالي إبراهيم بك فعزز مركزه وأكرمه، واختصه بثقته، فلما رأى إبراهيم إلا أن الفرصة سانحة أمامه ليقدم خدمة لأمته شرع يعمر الكنائس والأماكِن الخيرية، واشترى أملاكًا كثيرة وأوقفها عليها ومازالت وثائقها موجودة إلى اليوم.وقد رزق إبراهيم الجوهري بابن واحد اسماه يوسف وأوقف على اسمه وقصته كبيرة إلا أن الرب اختاره إلى جواره وهو شاب في مقتبل العمر، وكانت وفاته ليلة زفافه إذ وهو في وسط محبيه الذين دعاهم لليلة الزفاف أن همس أحد الخدم في أذنه بوفاة ابنه، فكانت صدمة له ولزوجته، حتى كادت زوجته تجن، ـما هو فكان أكثر تحملًا، وكانت الكنيسة تصلى من أجل تعزيته، فظهر القديس أنطونيوس لزوجته في حله وعزاها وطلب منها الكف عما تفعله، فلما روت الرؤية إليهم لزوجها تعزيا معًا.إلا أن إبراهيم أغلق الدار التي كان قد حضرها للفقيد بما احتوته من منقولات جديدة كان قد أعدها لبيت الزوجية، وكسر السلم الموصل إليه.5- الحكمة والبساطة في حياة ابراهيم  الجوهري-عمل ابراهيم  الجوهري بقول  المسيح «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ."ولذلك  كان موفقا  حتي  في اوقات  الازمات-لما اشتد ظلم الواليين إبراهيم بك ومراد بك أرسل السلطان العثماني حسن باشا قبطان لقتالهما، وفعلًا انتصر عليهما ولاذا بالفرار إلى صعيد مصر، وأخطر المعلم إبراهيم الجوهري إلى مرافقتهما، فلما صادر حسن باشا أملاكها صادَر معها أملاك المعلم إبراهيم وأمر بإحصاء ما أوقفه على الكنائس، وبسبب اختلال الأحوال وعدم ائتمان الناس على أموالهم وأرواحهم نتيجة هذه الحرب وظاهرة المصادرات، اخبتأت زوجة المعلم إبراهيم في بيت "حسن بك كتخدا" على بك أمين الحساب الذي كان زوجها عليه، إلا أن العثمانيين قبضوا عليها وأرغموها على أن تخبرهم أين زوجها وأين يخبئ أمواله فدلتهم عليها وأخرجوها فإذا هي أموال من ذهب وآواني من ذهب وفضة فأخذوها وباعوها، ووشى بعضهم على مكان المعلم إبراهيم فذهبوا إليه وقبضوا عليه واستولوا حتى على فراشه وأمتعته وأثوابه وأثوابها إلى حسن باشا فباعها بالمزاد الذي ظل لعدة أيام.إلا أنه لما عاد الحكم إلى يد إبراهيم بك ومراد بك وعادا من الصعيد رجع معهم المعلم إبراهيم الجوهري، وكان هو الوحيد من الأقباط الذي نجا من اضطهاد حسن باشا، وتمكن بحسن سياسته أن يحفظ لنفسه مركزه في أعين المصريين جميعًا مسلمين وأقباطًا، وارتقى ثانية لدرجة عظيمة واستأنف جهاده في افتقاد الكنائس والفقراء والمساكين حتى أنه لم يكن يعتبر ماله مُلكًا خاصًا به، بل كان يعرفه في كل عمل خيري، وللآن توجد كنائس كثيرة كان قد شَيَّدها هذا الرجل العظيم،

كما كان متهمًا بأحوال الرهبان الذين كان يرسل إليهم كل ما كانوا يحتاجونه، ولا يزال الترمس باقيًا مما كان يرسله إبراهيم إليهم في بعض الأديرة، وهذه الكنيسة الكبري بالازبكية تشهد بذلك حتي اليوم ,6- محبة الاعداء كانت  من فضائل ابراهيم  الجوهري -التعليم  في  الصغر كالنقش علي  الحجر وقد تعلم ابراهيم الجوهري في صغره محبة الاعداء من كلام المسيح الذي يقول "وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ." تروى عن هذا الرجل مآثر كثيرة، فحدث أنأخاه المعلم جرجس الجوهري كان يركب حصانه ويسير في أحد الشوارع، فأهانه أحد الشيوخ، وشتت الإهانة على نفسه، فشكى لأخيه المعلم إبراهيم بما حدث له وطلب منه أن يعاقب ذلك الرجل فوعده بذلك، ولما استدل المعلم إبراهيم على منزل هذا الرجل أرسل إليه كمية كبيرة من الهدايا والأطعمة المختلفة دون علم أخيه، وأفهم الخادم أن يعلم هذا الشيخ أن هذه الهدايا من المعلم إبراهيم شقيقالمعلم جرجس الجوهري، فلما مر المعلم جرجس مرة أخرى على هذا الرجل، انتفض واقفا إجلالًا واحترامًا له، وأبدى الترحيب كله، فتعجبجرجس من هذا وسأل أخاه، فأهمه ما فعل وقال "إن جاع عدوك فأطعمه وان عطش فاسقه، فانك بذلك تجمع حجر نار على رأسه,7- ابراهيم يوسف الجوهري المفرح لقلوب الحزاني

لقد قرا تعاليم معلمه التي تقول طوبي للحزاني لانهم يتعزون ولذلك كان يعزي الحزاني ويتعمد حل كل مشاكلهم - وذات مرة جاءت ليلة عيد وإذا بزوجة أحد مشاهير المعلمين هو المعلم فانوس الكبير أتتها امرأة وشكت سوء حالها، إذ كان زوجها في السجن وأولاده يبكون لعدم وجوده معهم في هذا اليوم الكبير، وقد يحكم عليه بالإعدام، فأرسلت زوجة المعلم فانوس كل ما تحتاج العائلات في الأعياد إلى بيت هذا الرجل المسجون بل أرسلت مَنْ أعلم زوجته بأن تستعد بكل هذه اللوازم لأن زوجها سيكون في بيته الليلة.ولما جاء المعلم فانوس إلى بيته ليلًا عيد خروجه من الكنيسة لم يجده مضيئًا كالعادة فإنه دُهِشَ لذلك، بل وجد زوجته حزينة، ولما عرف ما وصلها من أبناء المعلم المسجون وقالت له زوجته أيليق أن نفرح نحن وتلك الأسرة باكية وعائلها مطروح في السجن، فإن كنت تريد أن تسعد بالعيد فلتسع لإطلاق سراحه، فأجاب حي هو اسم الرب ليكن لك ما تريد، وذهب مسرعًا إلى المسئولين، وتمكن من استصدار عفو عن الرجل الذي عاد إلى بيته لتعود معه البهجة إلى بيته وبيت المعلم فانوس كذلك ولما كان هذا الأمر قد استغرق منه طوال الليل، فقد استغرق في نومه ولم يستيقظ كعادته يوم العيد ليقدم التهنئة إلى البطريرك مع المعلم إبراهيم الجوهري، فلما ذهب إليه وعلم منه السبب، حزن جدًا كيف لا يشاركه هذا العمل الجميل وينفرد هو بالأجر وحده ولما حكما البطريرك في الأمر قال البطريرك للعلم إبراهيم: لا تحزن إن كان فانوس قد أطلق سراحه فعليك أنت أن توُجِد له عملًا.وبشكل عام كان إبراهيم الجوهري مثالًا للمحبة والعطاء والإحسان، أرسله الله ليكون علامة في المجتمع المسيحي، كما كان مثالًا للاحتمال خصوصًا في وفاة وحيده ليلة زفافه.8-رغم فقدانه لابنه الوحيد واصل مساعدة الفقراء

رزق إبراهيم الجوهري بابن واحد اسماه يوسف وأوقف على اسمه وقصته كبيرة إلا أن الرب اختاره إلى جواره وهو شاب في مقتبل العمر، وكانت وفاته ليلة زفافه إذ وهو في وسط محبيه الذين دعاهم لليلة الزفاف أن همس أحد الخدم في أذنه بوفاة ابنه، فكانت صدمة له ولزوجته، حتى كادت زوجته تجن، ـما هو فكان أكثر تحملًا، وكانت الكنيسة تصلى من أجل تعزيته، فظهر القديس أنطونيوس لزوجته في حله وعزاها وطلب منها الكف عما تفعله، فلما روت الرؤية إليهم لزوجها تعزيا معًا.

9-ابراهيم الجوهري الانسان الوحيد الذي تصدق بعد وفاته في تاريخ  البشرية -لم اقرا في  التاريخ ان شخصا تصدق بعد وفاته الا ابراهيم الجوهري -فقد قيل أن رجلًا فقيرًا اعتاد أن يأتيه (ربما من بلد أخرى) بطريقة دورية يطلب معونة، وإذ جاء كعادته وبلغ داره عرف إنه تنيح فحزن جدًا. سأل عن مقبرته، وانطلق إليها يبكي ذاك السخي بمرارة، حتى نام من شدة الحزن، وظهر له المعلم إبراهيم يقول له: "لا تبكِ، أنا لي في ذمة (فلان الزيات ببولاق) عشر بنادقة، فسلّم عليه مني وأطلبها منه فيعطيها لك". إذ استيقظ الرجل خجل أن يذهب إلى المدين. بالليل ظهر له المعلم مرة أخرى في حلم وسأله أن ينفذ ذات الأمر.... لكنه أيضًا تردد في الأمر. وفي المرة الثالثة قال له: "لا تقلق، اذهب كما قلت لك، وسأخبره بأمرك". فقام الفقير وذهب إلى الرجل دون أن ينطق بكلمة. تفرس فيه الرجل وطلب منه أن يروي له ما حدث معه. وإذ روى له ذلك، قال: "بالحق نطقت، لأن المعلم إبراهيم تراءى لي أنا أيضًا، وأبلغني بالرسالة التي أمرك بها. فإليك ما في ذمتي، وهوذا مثلها أيضًا مني".10-رحيل سلطان  الاقباط وحبيب  الفقراءانتقل المعلم إبراهيم في 25 بشنس سنة 1511 الموافق 31 مايو 1795، فحزن عليه أمير البلاد إبراهيم بك الذي كان يعزه جدًا، وقد سار في جنازته، ورثاه البابا يؤانس.وشيعه الملايين  من  المصريين وحقا كان  ابراهيم  الجوهري  نجما في سماء الزمان وهو الذي كنز له كنوزا في السموات .