محرر الأقباط متحدون
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال عظته بقداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، السبت الماضى، عن الأوضاع غير الإنسانية والمجازر التي تحدث على أرض فل
سطين، وربط قداسته بين هذه المشاهد القاسية ومشهد قتل هيرودس الملك لأطفال بيت لحم الأبرياء، وأكد قداسته أننا نرفع صلواتنا في العيد من أجل كل المتألمين والمجروحين.
وقال قداسته في هذا الصدد: "كأن التاريخ أيها الأحباء يعيد نفسه، ويبدو أنه في كل زمان يظهر هيرودس الشرير الذي لا يسمع ولا يستجيب لصوت الإنسانية والعقل والحكمة، وها نحن في الأسابيع الأخيرة شاهدنا مجازر يدمى لها القلب، ونتألم لها كثيرًا، ويطيح بالأذن التي لا تستجيب، يطيح بكل شيء، سواء على المستوى الدولي أو المستوى الإقليمي أو المستوى المحلي، ولا نسمع أي استجابة إنسانية أو غير إنسانية لما يحدث على الأراضي المقدسة في فلسطين، إننا نتألم كثيرًا، ولذلك خصصنا الشهر الماضي في الشهور القبطية (كيهك) لكي نصلي من أجل أن يحل الله بسلامه، وأن يعطي الأذن التي تستجيب، ومكتوب يا إخوتي الأحباء: "مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ" (مت ١١: ١٥)، برغم وجود الأذن ولكنها لا تسمع وصية الله، ففي الوصايا العشر هناك الوصية التي تقول "لا تقتل"، وهي وصية قوية وواضحة جدًّا في عبر العهد القديم وممتدة بالطبع إلى العهد الجديد، ولكن يطرح صوت الله جانبًا، ونسمع عن شهداء وضحايا ومصابين ومجروحين وبيوت مدمَرة، بصورة مزعجة للغاية، وأعتقد أن التاريخ سيقف أمام ما يحدث من مجازر، سيقف وقتًا طويلًا.
عيد الميلاد هو دعوة لنا أن تكون لنا الأذن التي تستجيب، وتسمع وتعمل وتطيع، لأنه عكس ذلك يضيع الإنسان، وينسى الوصايا الإلهية وأصوات الحكمة الإنسانية، ولكن استجابته لصوت الله تعطيه غنى وقوة، فتصير حياتنا أفضل،
في عيد الميلاد المجيد نرفع قلوبنا وصلواتنا من أجل كل المتألمين، ومن أجل كل المجروحين، ونرفع صلواتنا من أجل مناطق الصراع والحروب والعنف، ونصلي أن يمنح الله سلامًا لأنه مكتوب "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (مت ٥: ٩)."