Hermann Junker
 (1877- 1962 )


إعداد/ ماجد كامل
من بين علماء المصريات الكبار الذين تركوا  أثرا كبيرا فى ذلك  العلم ، يأتي ذكر العالم الألماني هرمان يونكر Herman Junker ( 1877- 1962 ) . أما عن هرمان يونكر نفسه فهو وفى حدود  المعلومات المتاحة لدي :-

السيرة الذاتية للعالم الكبير :-
ولد فى 29 نوفمبر 1877 فى أحدي المدن الألمانية  ، وتوجه إلي التعليم الديني منذ فجر شبابه ، فدرس اللاهوت ، وأظهر اهتماما خاصا بالفلسفة واللغات الشرقية ، وبعد أربع  سنوات من الدراسة التحق بسلك الكهنوت وأصبح قسيسا . ولكنه أستمر في اهتمامه بدراساته في  اللغات القديمة  تحت إشراف العالم الألماني "الفريد ويدمان Alfred Wiedemann (1856- 1936 ) . وفى عام 1901 ، قرر أن يدرس علم المصريات ، وتتلمذ على يد العالم الألماني الشهير أدولف إيرمان Adolf Eeman (1854- 1937 )  . وسجل تحت إشرافه رسالة الدكتوراة بعنوان " نظم الكتابة فى معبد هاتهور – دندرة On the writing system in the Temple of Hathor in Dendera . وفى عام 1906 أهتم بنشر كتاب عن قواعد النصوص فى معبد دندرة . مما أتاحت له الفرصة أن يشغل منصب أستاذ  علم المصريات فى جامعة فيينا ، وفى عام 1908 ، سافر  إلى مصر للمرة للعمل فى المعهد البروسي للعلوم Prussian Academy of Sciences  . وساهم فى ترجمة نصوص معبد فيلة . وبصفته عضوا فى الأكاديمية النمساوية للعلوم Austrian Academy of Sciences ، تم ترشيحه   كمدير ميداني   .

أهم الاكتشافات التي قام بها :
خلال الفترة من ( 1909- 1910 )  ، بدأ يونكر فى أول اكتشافاته  الميدانية فى مدينة طرة Tura قرب القاهرة ، حيث  أكتشف كنوز من آثار ما قبل التاريخ ، قام بإرسالها إلي أحد المتاحف فى فيينا . وفى  العام التالي ، قاد عملية البحث والتنقيب في أحدي مدن أسوان ، حيث أكتشف العديد من المقابر ما قبل التاريخ  ومن الآثار النوبية ، وجذب اهتمامه بالنوبة القديمة إلي التوجه إلي مدينة  توشكى في النوبة الوسطي ، وكان ذلك خلال عامي ( 1911- 1912 ) .وفى عام 1912 ، تم تعيينه أستاذ متفرغ لعلم المصريات فى جامعة فيينا . وبدأ بداية من يناير 1912 ، بالحفر والتنقيب فى محافظة الجيزة ، وشارك فى ثلاث بعثات أستكشافية غطت مساحة كبيرة  من المنطقة ، اكتشف خلالها أكثر من 600 مقبرة ،

وكان مخطط له أن يبدأ العمل في المرحلة الرابعة من الاكتشافات خلال عامي ( 1914- 1915 ) . لكن أندلاع الحرب العالمية الأولى حال دون ذلك . ,وبداية من عام 1926 ، بدأت المرحلة الرابعة من الاكتشافات حيث غطت الجانب الجنوبي من الهرم الأكبر .

خلال الفترة من ( 1928- 1939 ) ، بدأ يونكر اكتشافاته فى منطقة مرمدة بغرب الدلتا ، حيث أكتشف أهم اكتشافاته  التي خلدت أسمه كواحد من أهم علماء الآثار فى العالم  . تولى بعدها رئاسة المعهد الألماني للآثار الشرقية German Institute of Egyptian Archeological Institute  . وفى عام 1934 ، أصبح أستاذا لعلم المصريات فى جامعة القاهرة  ، وأستمر فى التدريس بها لمدة عشر سنوات .  وتتلمذ عليه الكثير من علماء المصريات فى مصر ، نذكر منهم سليم حسن الذى عمل معه فترة وتعلم منه ، وأكمل الحفائر من بعده ، والدكتور  عبد المنعم أبو بكر الذى كتب عنه مقالا فى مجلة المجلة عقب وفاته 0 سوف نعرض لبعض مقتطفات منه فى نهاية المقالة ) .

وبسبب ظروف الحرب العالمية الثانية ، أضطر  إلي العودة إلي ألمانيا ، وأصبح أستاذا لعلم المصريات فى جامعة فيينا . واستمر فى العمل والتدريس حتى توفى فى 9 يناير 1962 عن عمر يناهز 85 عاما .

الجمعيات العلمية والأكاديمية التي شغل عضويتها :-
1-أسس معهد  المصريات والدراسات الأفريقية بجامعة فيينا عام 1923 .
2-مدير المعهد الألماني للآثار عام 1929 .
3-عضو بالمراسلة بأكاديمية بروسيا للعلوم عام 1914 .
4-أكاديمية بافاريا عام 1932 .
5-أكاديمية السويد  عام 1932 .
6-منحته الجامعة اوطنية فى دبلن الدكتوراة الفخرية عام 1953 .
7- أصبح عضو شرفي فى الجامعة الكاثولوكية ومنحه البابا  بيوس الثاني عشر Pope Pius xii ( 1939- 1958 )  ، لقب المبجل  عام 1953 .
( حسن نصر الدين :-  الأجانب فى الجامعة المصرية ، المجلس الأعلى للثقافة ، 2008 ، صفحة 236 ) .

كتاباته :-
ذكرت موسوعة  Who was Who ان له أكثر من مائة كتاب ومقالة  ، تغطي مجالات علم الآثار Archeology  ، التاريخ History ، فقه اللغة Philology   ، الدين   Religion   ، الفن Art ، التاريخ الثقافي Cultural History .  وللأسف القوائم مكتوبة باللغة الألمانية ، لذا أعتذر عن عدم قدرتي على ترجمتها .

قالوا عنه :-
فى مقال هام للأستاذ الدكتور عبد المنعم أبو بكر   نشر فى مجلة " المجلة عدد شهر مايو 1962 .   قال " فى عام 1930 حين كنت طالبا بقسم الآثار المصرية بجامعة القاهرة ، حضرت منهجا جديدا  فى علم الآثار المصرية ، قام بتدريسه لنا الدكتور هرمان يونكر ...... وقد وضح لنا فى ذلك الوقت أننا امام عالم كبير  من طراز لم نعهد له مثيلا ، فقد كان يتحدث فى أصول اللغة المصرية بنفس الاسهاب الذي يتحدث به فى تطورات الأساليب الفنية والمعمارية ، كما كان لا يشق له غبار  إذا ما بدأ الحديث عن أصول الديانة المصرية القديمة ....... أما عن يونكر الإنسان  ، فالحديث عنه يطول  ، ويمكن لي ان أقول أن دراسته الأولى في كلية اللاهوت قد أثرت ولا شك على صفاته الإنسانية ، فقد كان المثل الذي يحتذي به  فى طيبة الشمائل والهدوء النفسي والبعد عن التزمت ، وكان يحب الناس ويقبل عليهم ببشاشة ومحبة  ..... لقد كان رحمه الله  عالما بكل ما تحوى هذه الكلمة من معني ، لا يضن بعلمه ولا يرد طالبا علم عن بابه ..... يجتمع مع طلابه فى تدريباتهم العملية بمناطق الآثار المختلفة ، يغدق عليهم الكثير من علمه ويشاركهم فى حياتهم بعد الانتهاء من أعمالهم ، يسعد كل السعادة بنكاتهم ، ويضحك لما يقوم البعض منهم من نكايات بسيطة ضد أحدهم . وكثيرا ما يقدم العون المالي  لبعض طلابه ممن قصرت مواردهم فمنعتهم من الاشتراك فى التدريبات مؤكدا لهم ان الجامعة هى التي تقوم بتحمل هذه التكاليف ( عبد المنعم أبو  بكر : هرمان يونكر عاام أثري كبير ، مجلة المجلة ، عدد شهر مايو 1962 ، العدد رقم 64 ) .

كلمة أخيرة عن مرمدة بني سلامة  القرية التي اكتشفها العالم الكبير :-
كتب عنها الدكتور علي رضوان في كتابه " الخطوط العامة لعصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات في مصر " أنها أقدم  قرية يوجد بها حدث فيها استقرار معيشي ، وهي أحدي حضارات العصر الحجري الحديث ، وتخطيط المدينة يكشف عن صفين من المساكن بفصل بينهما شارع مستقيم ،  وعرف أهل رمدة الزراعة وتشوين الغلال والرعي وصناعة الفخار والنسيج والحلي ، وحضارة مرمدة تمدنا بمعلومات قيمة عن طبيعة الحياة والمعتقدات ومستوى التقدم الحضاري في العصر الحجري الحديث فيما قبل الأسرات ، ويضيف رضوان أنهم أستخدموا فئوس القتال والسهام ودبابيس الحرب وعرفوا أقدم أنواع فنون النحت . ( موقع الشروق :-رأس مرمدة وآثار ما قبل التاريخ في عرض جديد  بالمتحف المصري بالتحرير :  13 مارس 2021 ) .

بعض  مراجع المقالة :-
1-موسوعة Who was Who ? الجزء الخاص بهرمان يونكر .
2-حسن نصر  الدين :- الأجانب فى الجامعة المصرية : المجلس الأعلى للثقافة :  2008 : الصفحات  من ( 236- 237 ) .
3-عبد المنعم أبو بكر :- هرمان يونكر عالم أثري كبير ، مجلة المجلة ، العدد رقم 64 ، مايو 1962 ،  الصفحات من  (65- 67 ) .
4- موقع الشروق :- رأس مرمدة وآثار ما قبل التاريخ بالمتحف المصري بالتحرير ، موقع الشروق  ، السبت 13 مارس 2021 .