Oliver كتبها
- كل سنة كسحابة سريعة.تجتاز البلاد.تلملم ذكرياتها.البعض يلحظها و البعض يغفلها.هى تراهم و هم يجرون قدامها و يفشلون.يجرون خلفها و يفشلون.يسابقونها بلا سبب واضح.السحابة تمضى فى طريقها لا تبالي بمن تحتها و لا بمن حولها بل تشق الفلك متعجبة لماذا يتحسر الناس على السحاب؟
- كل سنة مثل موجة .ترتطم بالشاطئ مرارا.تجئ كل مرة أكثر ضعفا من سابقتها.حتى تفقد كل قوتها.تمضى داخل اليم العميق.تتلاشي وسط التيارات القديمة.لا يوجد لها أثر.لا يستطيع أحد أن يستحضرها من جديد.لقد ذابت و تلاشت.حملت سفناً و أغرقت سفناً .أعادت أناس  من شواطئ  لم تنتظر منهم شكرا و غربت أناسا غيرهم لا يهمها منهم التوبيخ.مضت الموجة و لا عاد أحد يعرفها .
 
- كل سنة مثل ريح هبت على المكان.حملت للبعض بذورا لو غرسها أثمرت.حملت للبعض أنفاساً تخفظ له الحياة.حملت أحلامهم و أوجاعهم و تغربت.كنست عنهم الذكريات و تباعدت.لا أحد إستطاع أن يمسكها و لا أحد يقدر أن يوقفها.هى ماضية فى طريقها مهما كانت مشيئاتنا.تتركنا بلا أثر.
 
- كل سنة مثل حلم.قد يكون حلماً مقدساً.خبرا مفرحاً.أو حلماً مؤلماً.نعيشه بلا إختيار أغلب الأمر أننا لا نختار أحلامنا. كل واحد يعيش حلمه وحده.لا أحد بينه و بين حلمه.لا أحد يمس أحلامه.كل الناس فى حلمه لكن لا أحد من الناس يعرف حلمه.يطول الحلم بمقدار ما نعيش فيه.ليس هناك حلم بلا نهاية.يجء الحلم للنائم و المستيقظ.يأتى و يمضى دونما يترك أثراً.سنواتنا أحلاماً لا يقدر أحد أن يمسكها.
 
- كل سنة كقصة.تشدنا أحداثها لكن فيما نشتاق أن نعرف عنها المزيد نجد أن نهايتها هى خاتمتنا.قصة تحوى كل أنواع الصراعات.كل الأمنيات.كل الأحداث.كل إنسان قصة متفردة.أحداثها مصنوعة له.هو يختار أكثر أبطالها.أكثر أصدقاءها و أعداءها.هو ينسج للرواية أحزانها و يستجلب للرواية أفراحها.هو يجعل القصة مثيرة أو مملة.مؤثرة أو باهتة.هو كاتب القصة و قارئها الأول.إن أراد أن يكون الله ملهم قصته فلن يخزى و إن أراد أن يصبح هو البطل الأوحد فسيخزى.تنتهي قصته قبل الأوان.لأن أعظم القصص هى التى يتوارى فيها الجميع خلف محرك الأحداث.يلجأون إليه فى كل الرواية فتكون شيقة.
 
كل سنة كالبرق.تأتى خاطفة و تذهب كما جاءت.تنير أماكن و تحرق أماكناً أخرى.تفرح أناسا و تلسع آخرين كما الحية.لا يعرف أحد من أين جاءت و لا إلى أين تمضى.أحيانا يعلن المطر قدومها .حين تهيمن الغيوم على الربيع.و أحيانا تكون مقدمة لصفاء السماء كقوس القزح.لكل واحد منها نصيب و هى لها نصيب فى كل واحد.لا أحد يدرك مكامنها فليس من الحكمة أن تتحدى البرق .
 
كل سنة كالمياه تحت الجسر تمضى.من يقدر أن يضمها لصدره .من يستطيع أن يوقفها.لا أحد.ننظر إليها و نتمتع و هى تنظر إلينا و تبحر دون توقف.هناك تذوب و ليس من يفرقها عن بعضها.تخطف الأنظار و تختفي و تأتي مياه أخرى .الماء لا يتكرر كالسنين.لا يتوقف كالسنين.يغتسل به البعض و يتوحل به البعض .نفس الماء هو.لكن القلوب تختلف.الأيادى التي تلمسه مختلفة.النوايا مختلفة.خذ من نهر الحياة ماءا لا يتوارى.لا يتراجع عنك و لا يضمحل.