جريمة حي المناخ بمحافظة بورسعيد شمال مصر، التي عرفت إعلامياً بـ "عروس بورسعيد"، تلك الجريمة البشعة، التي لقيت فيها فتاة مصرعها، ذبحاً على يد شقيقها في الشارع أمام مسجد الحسين، اعتراضاً منه على خطبتها، عادت إلى الساحة مرة أخرى اليوم من خلال مرافعة النيابة العامة.

وألقت النيابة العامة، اليوم الأحد، مرافعةً، وصفت بكل دقة بشاعة الجريمة التي أقدم عليها مصري تجاه شقيقة الشابة العروس قبل زفافها، قائلة "إنها جريمة لا تقدم عليها الدواب".

وقالت النيابة "أبشع جريمة عرفتها الإنسانية، حيث تم تجريد المتهم من كل مشاعر الإنسانية والاعتداء عليهم بطريقة وحشية، لكنه أسوأ من الوحوش أنفسهم”.

كما قال ممثل النيابة:"قلبه حجر لم يلن لأحته، وأعد عدته ودرس فريسته وعاين محل الواقعة مرارا وتكرارا، ولم يكن لها في قلبه أي معنى من معاني الأخؤة، فلقد ظن أنه يملكها ويملك السيطرة عليها وتقييم سلوكها، فتصدى له والدهما..فغرق المتهم في غرام نفسه وعواطف شريرة تنبع من الكراهية وخطط ونفذ جريمته".

تعود أحداث الواقعة إلى 11 سبتمبر 2023، حيث يتهم محمد نبيل السيد عثمان دحداح 22 سنة، بتعمد إنهاء حياة المجني عليه شقيقته فريدة مع سبق الإصرار والترصد، أمام منزل العائلة مقابل مسجد الحسين في حي المناخ، وذلك بعد أن جاء من محافظة القاهرة بعد غياب طال لمدة عامين.

رفضت فسخ الخطبة فذبحها
وأعد لذلك الغرض 3 أسلحة بيضاء عبارة عن سكين كبير وآخر صغير ومطواة، وظل 3 أيام يخطط لموعد وطريقة ومكان جريمته، حتي تمكن من سفك دمائها أسفل منزلها عن طريق عدة طعنات ذبحية وقطعية وطعنية، اعتراضا على خطبتها لأحد الأشخاص دون موافقته.

وتبين أن الفتاة تعمل في محل لبيع واستئجار فساتين الزفاف في إحدى القرى السياحية، وارتبطت بقصة حب مع أحد الشباب وتوجت بإعلان خطبتهما، فيما كشفت التحريات أن القاتل رفض هذه الخطبة وطالبها بفسخها، لكنها رفضت ولذلك قرر ذبحها والتخلص منها.

ووفق التحريات فقد أعد القاتل سكينا واستقل مع صديقه المتهم الثاني دراجة بخارية وطعن شقيقته أثناء تواجدها بمسرح الجريمة ولاذ بالفرار.

"صاحبوا أبناءكم بدلا من هواتفكم"
كما وجهت النيابة العامة، رسالة إلى المجتمع، في مرافعتها اليوم بالقضية، قائلة :"هذه الجريمة ناقوس خطر يهدد الأمن الاجتماعي، وينذر المجتمع بضرورة التحلي بالأخلاق، وحصول المشكلات بين الوالدين والطلاق بينهما يترك آثار سلبية لدى الأبناء".

وأهابت النيابة العامة في ختام مرافعتها بالجميع كافة العودة إلى الأخلاق التي ورثها المجتمع من هدى الأنبياء، مضيفة :"صاحبوا أبناءكم وأخواتك بدلاً من مصاحبة هواتفكم المحمولة، وتتركوهم فريسة للشيطان".