الأقباط متحدون - الحكم بإعدام نشطاء أقباط
أخر تحديث ٠١:٢٦ | الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٠ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الحكم بإعدام نشطاء أقباط


كتبها: أوليفر

وسط الأحداث المتلاحقة .رغم اللحظات العصيبة التي تمر بها مصر.رغم إنتفاضة القضاء ضد مرسي.لا زال البعض يجامل مرسي.و أسوأ المجاملات هي تلك التي تكون علي حساب الآخرين.و أخطر المجاملات هي تلك التي تحدث من القضاء.و أغبي ما يحدث أن يكون الإسترضاء بذبح الأبرياء. يتم تقديم سبعة من نشطاء الأقباط قرابين إسترضاء للإله الكاذب مرسي.
 
سبعة نشطاء سيسطر التاريخ أسماءهم ليس لأنه تم إعدامهم لا قدر الله.لكن لأنه تم الحكم عليهم بالإعدام بطريقة تشبه المحاكم الرومانية.هذا الرجل ضد أمتنا إقتلوه.هذه صيحة رومانية قديمة.أحياها السلفيون و الإخوان.و صارت مذهبهم .إقتلوهم وعلقوهم علي الأبواب.كما قال أحدهم بالأمس.
 
هذا أمجد يوم في تاريخ هؤلاء النشطاء الأحباء الأحياء رغم حكم الإعدام الجاهل 
تلقيت منهم رسائلهم و فيها يسخرون و يتندرون علي القضاء الأعمي عن الحق.ليس فيهم من أهابه الحكم.و ليس فيهم من تأثر أو حزن.كلهم سعداء بالتضحية.سعداء بأن القضاء يفضح نفسه بأحكامه.سعداء بأنهم  يعيشون و شعارهم منذ اللحظة.كمائتين و ها نحن نحيا.
 
نعود للفيلم
كتبت عنه من قبل في مقال بعنوان – للمسلمين فقط – و هو منشور في مواقع كثيرة و يمكن لمن يريد الرجوع إليه.
 قلت أن الفيلم غير مسئ بل هو الحقيقة بعينها كما في بطون الكتب الإسلامية المعتبرة عندهم.لا يوجد فيه إدعاء. هذا الفيلم لم يؤلفه سوي أعاظم كاتبي سيرة محمد  بأنفسهم عن روايات الصحابة.هذه الدقائق الثلاثة عشر من صنع محمد رسول المسلمين و ليست من صنع أي كاتب سيناريو أو مؤلف. هذه الدقائق بكل تفاصيلها و بأكثر منها هي وقائع متفق عليها في كتب السيرة  لولا أن الفيلم لم يتطرق لكل التفاصيل و ما أكثرها و ما أكثر المخازي فيها.
فما تهمة النشطاء إذن؟ و نحن لم نسمع عن واحد منهم من قبل أنه مؤلف أفلام أو مخرج أو منتج أو حتي متفرج؟
ما إسم التهمة التي تودي بسبعة من الأسماء اللامعة في سماء العمل الوطني و القبطي؟
لا علاقة لهم بفيلم.و ما أكثر الأفلام الشبيهة .ليس لهم أي تعامل بالوسط الفني أو السينمائي من بعيد أو قريب.
 
فهذا القمص المبارك الأب الوقور مرقس عزيز صوته يدوي بالحق لكنه لا يعبأ بفيلم ثلاثة عشرة دقيقة حتي يتهم به؟ هل هي تصفية مقصودة؟نعم بكل تأكيد.يريدون أن يعدموا أول أب كاهن فضح الوزراء في أوج عظمتهم و قاوم التعديات حين كانت المقاومة مسلكاً يوصف بالتهور.حين دافع عن آثار الكنيسة ضد وزير الثقافة و أمام مبارك حين لم يكن أحداً يجرؤ أن يختلف معه.
 
صرت علامة يا ابونا مرقس بإعتبارك أول أب كاهن يحكم بإعدامه في العصر الحديث.و ستعيش طويلاً أكثر من كل أعداءك.
و هذا محامي قدير .كانت مهمته قبل خروجه من مصر هي دعم المظلومين.و توثيق مظالم الأقباط.لم يتاجر بآلامهم و لم يتكسب شيئاً بل أنفق علمه و جهده و وقته لأجلهم و قد عرفته في مصر و دخلت بيته منذ عشرات السنين .
 
صحيح أن مطالبته بتقسيم مصر عليها بعض الملاحظات و تحتاج إلي المزيد من البحث و الدراسة لإقرارها كسياسة يتفق عليها الأغلبية.لكنه صاحب فكر و رأي و من حقه أن يدعو لما يشاء و يجتهد في المسار الذي يراه مجدياً من وجهة نظره. و لا يمكن أن تكون عقوبة الرأي هي الذبح لأن موريس صادق الذي ساند مظلومين كثر قد صادف ظلماً كبيراً في حياته.فهو أول من يتم سحب جنسيته منذ عقود .هو رجل حكم عليه القضاء بالإعدام مرتين .الأولي حين صار بلا هوية مع أنه مصري حتي النخاع و الثانية حين ربطوا بقدرة قادر و دون أي دليل بين الفيلم و بين إسم موريس صادق فقط ليشعلوا نار الكراهية ضد جميع الأقباط علي إعتبار أن موريس شخص مختلف عليه .و نحن يمكننا أن نختلف عليه و معه و ضده لكن لا يمكننا التفريط في شخصه.فهو ككل الأقباط في أعيننا و يستحق حماية و تعضيد الجميع .و موريس صادق كل تهمته أنه أرسل إيميل لأصدقاءه باللينك الخاص باليوتيوب لكي يشاهد من لم يعرف اللينك هذا الفيلم الذي أكرر أنه غير مسيء.هل إرسال لينك بالإيميل عقوبته الإعدام ؟
 
و هذا مفكر و قلم جرئ عرفته من كتاباته.لم أتشرف بمقابلته لكنني استطيع أن أميز كتاباته و مفرداته حتي لو لم يضع إسمه عليها.فطريقته المميزة المتفردة في الجرأة و الوضوح تجعل كل من يتعامل معه يقدر فكره و يحترمه سواء إتفقت أو إختلفت معه.
 
الأستاذ نادر شكري ناشط قبطي صميم .لا يلين في صلابة رأيه طالما ينبع رأيه من قناعاته.هو جرئ لدرجة أنه لو شارك في الفيلم بأي طريقة لكان قد أخطر الجميع في حينه و قبل أن تصبح قضية و لا يتراجع .لكن الحقيقة  أنه غير معني بالفيلم و لا ما فيه و لا المجهول الذي صنعه.
الحقيقة أن جرمه في جرأته.و تهمته في صلابته.فهو مطلوب لأنه قوي و جرئ و مثل هذا الحكم بالإعدام  يتهاوي  تحت أقدام الأقوياء .فعش مكرماً يا صديقي لقد صرت مع السبعة كالمعترفين.
 
و الرابع هو الدكتور فكري عبد المسيح زقلمة. و رغم أنني يشرفني معرفته لكنني لا أعرف عنه الكثير لأكتب فيه .إنما أعرف أنه يؤيد فكرة موريس صادق  و يلقب نفسه رئيساً للدولة القبطية .لا يهم هنا فله الحق فيما يؤيد أو يدعي .لكن الملاحظ أن التهمة في الأصل كانت عن الفيلم الغير مسئ.فكيف يتضمن الحكم كلاماً عن التقسيم؟لم تكن التهمة عن التقسيم.فهل القضاء يبحث في تاريخ المتهم و يحل لنفسه محاكمته فيما يشاء؟ هذه واحدة
السيد حامد و ناصر العسقلاني المحاميان بلجنة ( الحريات) و سلام الله علي الحريات في مصر.هذان المحاميان إتهما النشطاء السبعة.و إستندوا فقط لمداخلة تليفونية بين الأستاذ  فكري زقلمة و قناة الطريق ليؤكدا من خلالها نية فكري زقلمة في تقسيم مصر.و القضاء أصبح يعاقب علي النيات.خصوصاً لو كانت نية رجل قبطي لم نسمع شيئاً يشينه طوال العمر.هذه ثانية.
ليت القضية كانت عن التقسيم لكي نفضح من يقسم مصر بالفعل و قد كتبت بالتفصيل عن هذا في مقال ( دور الإخوان في تقسيم البلدان).
إن قلنا القضية عن التقسيم أقول أن الأستاذ نادر شكري ليس من مؤيديها.و أن تيري جونز لا يعرف شيئاً عن مصر أصلاً .و إن قلنا بل هي قضية عن الفيلم أقول أن جميعهم لا علاقة له بالفيلم من قريب أو بعيد.
 
القضية بصراحة هي عن لا شيء.فقط تقديم رؤوس بعض الأقباط قرابيناً للغوغاء و المتأسلمين.لعلهم يهدأون.و مجاملة لمرسي لعله يختص القاضي بمكرمة من مكارم الخليفة.
 
د نبيل بسادة هو رجل إكتوي بمظالم أمن الدولة فهرب بحياته لاجئاً إلي الولايات المتحدة.يتكلم بتلقائية و بساطة و يلقب نفسه متحدثاً بإسم الدولة القبطية .فليكن.ليس هذا شأننا الآن.إنما الآن لدينا ثلاثة متهمين تهمتهم الترويج لتقسيم مصر.يعني تهمة غير موضوع الفيلم.فكيف يقال أنهم متهمون بصناعة الفيلم؟هل هم يقصدون فيلم التقسيم؟ فهو فيلم حتي الآن.لا توجد أفعال صدرت من أصحابها تطالها القوانين.كل ما يروجون له هو فكرة نظرية لم يحدث أي فعل لها في الواقع فتبقي في حيز الأفكار و النيات التي لا يعاقب عليها القانون المصري.فمن جهة الأفكار توجد نفس الفكرة عند أهالي النوبة و أهالي سيناء و أهالي قرية في كفر الشيخ أعلنت إستقلالها...و لم يعدم أحد؟
 
أما إيليا باسيلي فهو الرجل اللغز.بداية أرادت بعض الصحف دس إسماً جديداً بين هؤلاء الأفاضل السبعة فإخترعت أن إيليا هذا هو نجل د ثروت باسيلي .بينما هذا ليس صحيحاً علي الإطلاق.فنجل د ثروت هو د إيليا ثروت باسيلي و هو رجل أعمال و أيضاً المدير التنفيذي لقناة أغابي.يعيش في مصر و له أعمال محبة مشهود بها مثل أبيه د ثروت.
أما إيليا باسيلي فهو سجين أمريكي من أصل مصري.له مشكلة  قانونية لا تخصنا هنا.لكن يخصنا أن نعرف ما هو الدليل علي أنه منتج الفيلم أو مخرجه أو أي شيء في الفيلم؟ متي ظهرت عليه أعراض الفن السينمائي؟ ما تاريخه الفني؟ ماذا أخرج أو أنتج أو ألف من قبل؟ أو حتي ماذا كتب ؟ ما هو أي مقال كتبه يستشف منه أنه مهتم بالمسائل الجدلية و اللاهوت المقارن و الفروق بين الأديان؟
 
لماذا ينتج فيلم ثلاثة عشرة دقيقة؟ليعرضه علي اليوتيوب؟ما مكسبه و هو المدان بسبب علاقته بالبنوك؟ لا يوجد منطق نستند عليه حين نحلل شخصية الرجل.فلا هو معروف بالتردد علي كنيسة و لا هو مهموم بالعمل العام.ليس هو وطني و لا نعرف عن دور له في الشئون القبطية؟ كيف إنقلب فجأة ليكون منتجاً لفيلم ديني يتكلم عن محمد.أين قرأ المراجع التي تحدثت عنها دقائق الفيلم؟ نحن نتحدث عن رجل غامض كل تاريخه في المسألة القبطية عبارة عن تهمة بإنتاج فيلم؟ما دليل اي إنسان و ليست فقط المحكمة عن علاقة هذا الرجل بالفيلم.ثم ما دليل اي واحد عن علاقة هذا ( المنتج المزعوم) ببقية النشطاء.و بعضهم في كندا أو السويد حيث من المستحيل أن يقابلونه لأنه محدد الإقامة و من المستحيل أن يتعاملوا مع شخص لا يعرفه أحد .و لا توجد فكرة أو عمل يربطهم معاً؟
 
بل أن بسام أبو شريف مستشار ياسر عرفات السابق يدعي أن نتينياهو شارك في تمويل الفيلم؟ أنا أقدر تكلفة الفيلم ب 500 دولار لا غير فكم دفع نتينياهو؟و قال شريف ابو بسام في ندوة أقيمت بأريحا منذ شهرين أن باسيلي إسرائيلي  أمريكي لا علاقة له بالفن و لا السينما.أنا بالمناسبة لا أعرف سوي أنه أمريكي.هذا الخبر منشور في جريدة عرب 48.
 
ما علاقة هذا المتهم بأبونا مرقس عزيز؟ بالأستاذ موريس صادق؟د فكري زقلمة؟ بالأستاذ نادر شكري  .د نبيل بسادة .ما هي أدلة القضاء الذي حكم بأقصي عقوبة في تاريخ القضاء ؟ما أدلتهم المثبته لتعامل هذه المجموعة معاً ؟ما أدلتهم في التنسيق و توزيع الأدوار و التكاليف؟ما أدلتهم  و هم جميعاً في الخارج حيث يستحيل علي الشرطة المصرية عمل اية تحريات فكيف صيغ الإتهام؟ من قام بالتحريات و كيف و متي و أين؟ و إلا فهذا أول حكم بالإعدام لا يطلب تحريات....
 
و حتي لو تجمعت كل الدلائل في أيديهم فمنذ متي يكون فيلماً سينمائياً سبباً في حكم إعدام لسبعة من الأقباط من المتصدرين للعمل الوطني القبطي.
أما تيري جونز الذي كتبت ضده حين قرر حرق القرآن اليوم أحييه لأنه شاركنا مظالم القضاء.أعرف أنه يتندر الآن بهذا الخبل القضائي لكننا في هذا المشهد الذي جمعه مع نشطاء الأقباط يستحق أن نحييه و نقول له أنت من اليوم منا.فقط لتكن لك طريقة التعبير الملائمة لطبيعتنا و ثقافتنا و سنكون قد كسبنا مدافعاً رفيع الشأن في الساحة الدولية.
 
الأحباء السبعة هذا الحكم هو وسام علي صدوركم .تتقدموننا  لأجله.و نحن نقدم لكم الشكر و نفتخر بكم.و نعرف أنه حكم علينا جميعاً.يريدون إخافتنا و هم لا يعرفون طريقاً لإسكاتنا سوي القتل.و أنا  أعرف شعور الفخر و القوة الذي ينتابكم اليوم لأنني مثل بعضكم تشرفت بأن يكون إسمي ضمن المطلوب إعدامهم بيد تنظيم القاعدة منذ عامين .و لا إختلاف كبير.فالقاعدة تربعت اليوم علي عرش القضاء و حكمت بقوانين بن لادن و الملا عمر.هذا هو التفسير الحقيقي للحكم الفضيحة الذي سيتم إلغاءه من أول إستئناف.

و بعد
هذا الحكم محاولة يائسة لإلهاء الشعب الثائر ضد الإسلام الفاشيستي لمرسي و عصابته.
هذا الحكم محاولة فاشلة لترهيب الأقباط و لا سيما النشطاء منهم.
هذا الحكم تهديد للكنيسة بألا يتم إستثناء الكهنوت حين يتعرضون للنشطاء و بالحكم علي القمص مرقس الذي هو أول كاهن في العصر الحديث يحكم عليه بالإعدام حيث يظنون بذلك أنهم يسكتون الآباء الكهنة الشجعان.
هذا الحكم هو ضد نشطاء يعيشون جميعهم خارج مصر فتكون الرسالة أن النظام يلاحق معارضيه حتي و لو خارج مصر .و يرسل رسالة تخويف  لجميع النشطاء.لكن رد فعل النشطاء حيالها سيكون وضع هذا الحكم تحت الأقدام فهذا مكانه الطبيعي .و هذا موقعه في التاريخ .
هذا الحكم سيزيدنا تلاحم و محبة و تكاتف و سيوحد صفوفنا.هذا الحكم يجمع النشطاء معاً كهنة و خداماً .فنصبح كنيسة قوية و شعباً قوياً في عقيدته  و إيمانه.
هذا الحكم يفتح أعين البعض عن تضحيات الأقباط من الداخل و الخارج و أن النشطاء ليسوا جماعة مرفهة تلعب باصابعها علي أزرار الكمبيوتر بل هم معاً مع الجميع مستهدفين من الظالمين و المتعصبين و القضاء المهين.
أحييكم و أدعوكم معي لتكريم هؤلاء السبعة الأفاضل .
هيا نصلي.
 
أحبك يا رب يا قوتي.أحبك حين أراك ترفض الظلم و تكسر الظالمين.تحطم الفخ و تنقذ العصفور المسكين.فيشعر العصفور الهزيل بقوتك و يمتطي السحاب كالنسر.لقد صار العصفور صديقاً للملك. لم تعد العصافير نكرة.و لا القطيع الصغير صار مجهولاً.
يتصايح الغافلون عنك بينما الواثقون فيك هادئون.يبصرهم أعدائهم فيرتعبون.ليس سيف في أياديهم لا و لا عصا لكنهم ذاقوا عشرتك . إتكلوا عليك لأنك جلبت  لهم أماناً من قدرتك و زينتهم بحمايتك.
في وسط حصنك يقل الضعيف بطل أنا.في حضنك يرتاح المتعب .يستند عليك آمناً و عينك لا تغفل عنه.
ملائكتك يملأون الطرقات.ملائكتك يشغلون الساحات.ملائكتك تحيط بخائفيك و تنجيهم.فمن علينا و أنت معنا.نسبحك مع ملائكتك قائلين له القوة  لك الغلبة لك العظمة و لك نحن.
يا قدوس الأرض و السماء.سامع صيحات الهائجين.قامت ملوك الأرض علي الرب و علي مسيحه.لكنك ستظهر بهؤلاء عجائبك.تفتح أعينهم فيدركون الهوة التي يسيرون نحوها.من يعيش التوبة تجعله ملكاً.و المتمسكين بالغدر تقتصهم كالعشب.رهيبة هي أحكامك ليست كأحكام الناس.إن وضعت يدك علي ظلمهم ينسحقون كالتراب في يدي الخزاف.تلوكهم بأسنانك مثل اللبان فيسخر الساخرون منهم و يحتقرون زيفهم.صليبك يجعلهم يحترقون كالدخان.يتبعثرون كحبات الخردل و يتضائلون جداً.
يا قدوس الحق و العدل و الحرية.أسمعهم صوتك ليعرفوا أن ما يدعونه ما هو إلا وهم.أرعد  مقابلهم بحقك .فأنا أعرف أنك جبار بأس.صبرت عليهم يا رب.صبرت عليهم فإستهانوا.اليوم تقوم و تخزيهم.أنت تعرف و أنت  تخرج إليهم عيناك ناراً وبقدمي النحاس تدوسهم فتفنيهم.
يا خارجاً لتغلب.خذ مصر في طريقك.مر في شوارعها منتصراً.أنت تعرف أزقتها.لك مع نيلها تاريخاً.لقد تلوث نيلها.نقي قلب مصر.روحاً في باطني يقول أنك آتٍ.أنك قريب من وطني.ستمد يدك فتعيد بهجته.و ترد السلام لشعبه الطيب.
 
يا خارجاً لتغلب .إغلب لمصر.نق ضميرها فتبتهج بروحك.أسكن في حناياها لأن في كل مكان لك فيها شهوداً. الساجدون لك لأجلها.من يصلي لمصر كي لا تموت.لا تدع الصبية تموت.مصر إبنتك.شعبها شعبك.كم عانقك شهداؤها حباً.و المعترفون فيها وقفوا لك يهتفون.قل للصبية قومي.فتقوم مصر.و تأكل من يدك بركات السماء.و يطلق إسمك عليها.فتكون مصر للمسيح.
 
يا لاجئاً لمصر.مصر تلجأ إليك.لنتقابل.حيث صلبت فيها.صلبك قساوة الفراعنة و عابدي أوثانها.تعال فتهتز هذه التي ظنت أنها قلاع تستعصي علي السقوط.
يا من لا تعوقه الأبواب المغلقة إقتحم قلب مصر.ففيها نسمة من روحك لا يمكن أن تضمحل.غيرتك عليها صنعت فيها شهداء و قديسين مكرمين.فأنظر اليوم قضيتها.و أحكم فيها لنفسك.قل لنا مصر بلدي فنرتاح إذ صارت لك.و نسجد لك علي ترابها.ندخل معابدها و نسبحك.يجتمع الأطفال و يترنمون ترنيمة الغالب.يشهد لها صانعي الدفوف أنها أغنت صناعتهم.لأن الشعب يرنم بها و يشكر محبتك.صليت لأمجدك و أعود لأصلي .فاليوم يوم مجدك.نبصر عجائبك فيكف تنهد التعابي.تعود البسمة لفتياتها.و النساء يخبزن فطير الفصح.و يخرجن بالدفوف للقاء العريس.لأن الرب قد خطب لنفسه مصر.شعبها يتبع العريس.يوقد العذاري مصابيحهن.زيت مصر وفير.و الروح القدس فيها لا ينطفئ.فرح الرب يحيط بها.يجمع الفرقاء في حضنه فيعرف الغرباء طعم المحبة.يا رب مصر, لك نحن.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter