الأقباط متحدون - هذه هي مصر
أخر تحديث ٢٢:٢٢ | الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٠ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هذه هي مصر

بقلم : جرجس وهيب

سعدت يوم الثلاثاء الماضي بالمشاركة في مليونية الثورة لها شعب يحميها بميدان التحرير ومعي مئات الآلاف من الأقباط والمسلمين المعتدلين المستنيرين والمحبين لبلدهم مصر الفرعونية القبطية الإسلامية إسلام الأزهر الشريف المعتدل الخالي من العنف والتكفير والترهيب والإقصاء والهدم
 
شاركت في هذه اليوم كأي مصري اعتراضا علي الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي وخول نفسه فيها سلطات إلهيه تتيح له اتخاذ أي قرارات دون مراجعة من احد حتي من القضاء وتحصين مجلس الشورى والذي استخدمه ويستخدمه الرئيس في التنكيل بالصحفيين المعارضين له في الصحف القومية وكان أخر هولاء رئيس تحرير الجمهورية الذي حصل علي حكم قضائي بعودته لعملة إلا أن رئيس مجلس الشورى الاخواني رفض تنفيذ الحكم وقام بتعيين رئيس تحرير أخر فعلا الإخوان أكثر الناس احتراما لإحكام القضاء .
 
وشمل أيضا الإعلان الدستوري تحصين الجمعية التأسيسية الغير شرعية والتي تعد دستور كإرثي لمصر ورغم الانسحابات الكبيرة منها من كافة القوي والتيارات والأحزاب المدنية والكنيسة ما زالت تعمل ولديها تصميم كامل علي إخراج الدستور الذي سيكون معيب وأضحوكة العالم بدعوي أن الدستور سيجلب الاستقرار للبلاد ففور صدور الإعلان الدستوري خسرت البورصة 30 مليون جينية وانخفضت نسبة إشغالات الفنادق على أكثر من النصف فعلا حقق الإعلان الدستوري الرخاء الاقتصادي   
 
 وشاركت في المليونية أيضا بعد أن أدركت سعي الإسلاميين نحو إقصاء الجميع من الساحة وحكم مصر بطريقتهم الإيرانية والأفغانية والحماسية وبعد أن أوشكت سيناء علي الضياع والوقوع في براثن الإرهابيين الذين يعيثون فيها فسادا وقتلا وحرقا دون أن يكون هناك تحرك فعال وايجابي لوقف ذلك وهناك علامة استفهام كبيرة عن عدم تطهير سيناء من هولاء الإرهابيين حتي ألان ورغم الدفع بإعداد كبيرة من جيشنا المصري الباسل وهل الجيش المصري الذي قهر الجيش الإسرائيلي وقضي علي أسطورة الجيش الذي لا يقهر لا يستطيع تطهير سيناء من هولاء الغوغاء بالطبع لا وهناك علامة استفهام كبيرة علي ذلك تؤكد ما يذهب إليه بعض الخبراء العسكريين بان الرئيس مرسي يرعي مخطط أمريكي إسرائيلي لتوطين سكان قطاع غزة في سيناء. 
 
شاركت ايضا ليعرف الإسلاميين أنهم لا يعيشون وحدهم في مصر بل معهم مصريين لهم حقوق في هذا البلد وعليهم كافة الوجبات ولن يجبرهم احد علي اعتناق ما لا يؤمنون به مهما كانت التضحيات 
 
وكانت مظاهرة الثلاثاء الماضي مفاجأة كبيرة للإسلاميين الذين كانوا يعتقدون أن التيار المدني والليبرالي في مصر لا يستطيع أن يحشد أكثر من 10 ألاف آذ بميدان التحرير يمتلأ عن أخره وبالشوارع المحيطة به ويعيد للأذهان أيام الثورة الأولي فالجميع ذهب لميدان التحرير ليطالب بمطالب عادلة ليس فيها أي تخوين آو تكفير آو لعن وسب كما يفعل أنصار التيارات الدينية والجميع يرفع علم واحد فقط هو علم مصر ولم يري في ميدان التحرير إلا علم مصر فلم يكن هناك أعلام القاعدة ولا السعودية ولا حماس كما اصطحب الكثير من الأسر أبنائهم أثناء المليونية وذهب الجميع وان منهم علي نفقتهم الخاصة بدون أن يتكفل احد بهذه النفقات بالضبط كما يفعل الإسلاميين !!
 
 وعادت لميدان التحرير المشاهد الرائعة من جو المحبة والألفة الذي شوهد خلال ثورة 25 يناير 
يوم الثلاثاء الماضي كانت مصر التي نريدها وكان يريدونها شهداء وثوار 25 يناير  ففي التحرير شوهد تنوع مصري رائع المنتقبات بجوار المحجبات بجوار غير المحجبات القبطي بجوار المسلم والشيخ الأزهري يخطب علي المنصة بجوار احد الأقباط والمسلم الملتحي بجوار القبطي  
 
التيار المدني واللبيرالي خرج بعد أن ضاق ذرعا بتجاهل الرئيس مرسي له واعتقد أن مصر ليس بها إلا إسلاميين فقط ولا يوجد بها أنصار للدولة المدنية الذين يريدون الإسلام الوسطي لا إسلام الإخوان والسلفيين الذين يعتقدون أنهم هما فقط من يعرفون التدين والأمانة والآخرين لصوص وحرميه فطاحوا في القضاء والإعلام ومن بعدهم جميع قطاعات المجتمع التي لا يسيطرون عليها مصر تتعرض لاحتلال إخواني سلفي فلابد أن يتكاتف الجميع من اجل إنقاذ مصر منهم لتصبح مصر للمسلم والمسيحي للاخواني والسلفي وللبيرالي الجميع فيها سواء لا تفضيل لأحد عن احد 
 
وأتمنى من الرئيس مرسي أن يصبح رئيس لكل المصريين ويتراجع عن الإعلان الدستوري ويعيد تشكيل اللجنة التأسيسية من خبراء دستوريين فقط وان يتخلص من سيطرة مكتب الإرشاد عليه ليصبح بالفعل رئيس لكل المصريين ففي هذا الوقت سيجد مساندة من كافة التيارات 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter