الأقباط متحدون - زَرْع بَصـَل
أخر تحديث ١٤:٥٧ | الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢١ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

زَرْع بَصـَل

بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
الأمر لا يحتاج لخبرة أو ذكاء أو تدقيق. في قرارات الدكتور محمد مرسي الأخيرة،
بل في كل قراراته منذ أن أرتكب جريمة المَريَسة على مصر تكمن فيها أو من خلفها أهدافٌ دفينة تتسلل في ثنايا سياسته وتصرفاته، وأيضاً أهداف صريحة تصرخ في وجه المصريين وتدوي في آذانهم. وأقصد بذلك في وجه وآذان المصريين حقاً العاشقين لمصر، ومصر فقط. لا المصرين إسماً وقلوبهم شتى وشتات في كل أنحاء المعمورة خاضعين كالغنم أو كالعبيد لعشرات الرؤساء والقادة والدعاة والأئمة والموالي، وتابعين لعشرات الجماعات التي لا هدف لها إلا القتل والإرهاب وتمزيق الأوطان، ومُوالين لعشرات الدول التي لا قيمة لها عالمياً... كل قراراته بلا استثناء هي صورة من أهداف الأخوان السلطوية، ومسيرة مكملة لطريقها الدموي الطويل، وفصلٌ مُمِلٌ أو مثيرٌ من مسرحية الأخوان التي يُخرجها لنا مرشديها السوابق ومرشدها الحالي.

تاريخ الأخوان وطريقهم طويل مفروشٌ بدماء واغتيالات وتصفيات أشخاص وحرق منشئات وعقد صفقات مشوبة مع أعداء الوطن ما دامت تخدم مصالحهم وأهدافهم بلا حياء ولا خوف على هذا الوطن، بل ولا خشية من الله ولا من بطشه وعقابه.  لن تنسى مصر قولة مرشدهم السابق مهدي عاكف الذي قال "طظ في مصر واللي في مصر" هذه هي "فلسفة" الأخوان وشعورهم الحقيقي الصريح نحو مصر. كيف يكون مرشد الإخوان وقائدها وزعيمها وإمامها وممثل أعضائها ومندوب الله فيها هذا تفكيره وعقيدته، كيف يكون مواطناً صالحاً من مواطني مصر!!؟؟  وكيف يعتقد أحدٌ أن مرشد الأخوان أو جماعة الأخوان يهمهم صالح مصر أو صالح المصريين، أو صالح الإسلام؟؟.

وهاهنا المرشد الحالي محمد بديع.الذي يدير أمور جمهورية مصر من قصره بالمقطم ممسكا بخيوط الأراجوز يحرك بها الدمى على مسرح السياسة المصرية، ويملي أوامره وتعليماته لصبيه مرسي رئيس الجمهورية المنتخب، والذي لم يكن انتخابه فوق الشبهات. كل الدلائل تشير بل تؤكد أن بديع اليوم هو بدون أدنى شك رئيس مصر وحاكمها الفعلي غير المنتخب!!

الأخوان عن طريق قرارات محمد مرسي يسعون لتحصين مركزهم ووجودهم وشريعتهم في دستور مصر، كما يسعون لتحصين مبادئهم ومصالحهم وأهدافهم بدسها في اعلام مصر وصحافتها ومؤسساتها ونقاباتها ومناهج تعليمها.. إلى آخره.

 أما عن فكرة "التحصين" ويمكن ترجمة الكلمة إلى "التمكين" وهي أقرب مرادفاتها اللغوية، فقد دأبت الأخوان تدريجياً على مدى 84 عاماً بمصر وخارج مصر، بجذب الشباب للإنتماء لعضويتها بشعارات تلعب على الوتر الديني والعاطفة العقائدية. عملية لا تخرج عن عملية غسيل المخ. وتقوم بربط الأعضاء بقَسَمٍ لا يمكنهم "الردة" عنه والا يدفعون الثمن بحياتهم. ثم تكوين تنظيمات "جستابوية" "تجسسية" "مسلحة" وتدريبهم سرياً كأنظمة المخابرات والمافيا، حيث العضو في أي من رتب العضوية لا يعرف من رجال الجماعة سوى رئيسه المباشر، يتلقى منه الأوامر، لا يسأل ولا يستعلم ولا يعارض. فنظام الجماعة أن يكون الأمر والنهي والتدبير والتخطيط واصدار الأوامر صادر من أعلى، وما على كل عضو إلا السمع والتنفيذ بطاعة العمياء مهما ارتفعت رتبة العضو.
ففكرة التحصين أو التمكين ليست جديدة من الأخوان. فمنذ عام 1928، وهي جارية التحصين خطوة بخطوة، أو شبر بشبر لصالح الجماعة وفي سبيل الوصول لأهدافها بغض النظر عن صالح الوطن. فالوطن في الحقيقة ليس وطنهم.. فوطنهم أكبر وأوسع من الوطن. في حلمهم الهلامي أو الخيالي العالم على اتساعه يكون وطناً لهم، ولهم وحدهم، ولا شريك لهم!!

اليوم وصل الحال إلى أن الأخوان بجماعتها وأهلها وعشيرتها وأذنابها يتوهمون أنهم تحصنوا على صدر مصر، أو بالأصح لم يتحصنوا كفاية. فمرسي والمرشد البديع والجماعة وبناتها وبنات خالتها وتفريعاتها وتفريعاتهم: حماس والقاعدة والجهاد أو الاجتهاد في الارهاب وغيرهم، يأملون بتملك الأخوان على كرسي الرئاسة وعلى زمام مفاصل الدولة ودستورها، وأخواتها السلفيين (منافسيها ظاهرياً) والقاعدة والجهاديين الارهابيين والفوضويين والبلطجية وأهل المنكر والـ لا معروف يرتعون في الشارع المصري، وحماس في غزة تتسحب (أو يسحبها مرسي) إلى سيناء الغالية التي روتها دماء أبناء مصر الشهداء الأبطال، وأخيراً سماح مرسي لحماس بنقل مكتب قيادتها الرئيسي ومركز عملياتها الارهابية إلى القاهرة.

كلـــّــهم ليسوا بمصريين.. وان كانوا وُلدوا بها وعاشوا فيها ويحملون جنسيتها. لا تحصين لهم ولا لمبادئهم ولا لشورهم حتى لو زرعوا أنفسهم في أرض مصر كما يقول الفلاح المصري "زرع بصل". أي رؤوسهم في الأرض وأرجلهم تشير إلى السماء.. فلا بد من خلعهم. فلا تحصين لهم أبدا مادام في مصر مصري.
صحا المارد المصري، المصري الحقيقي، المصري الأصيل، المصري الوفي،  لكي (يُحصِّن) مصر ضد الـ لا مصريين. وسينجح المارد المصري إن عاجلا أو آجلا. فمصر ليست مزرعة الطغاة ومصطبة الغزاة بل هي مقبرتهم جميعاً. ومصر الطاهرة وأبنائها المؤمنون ليسوا غافلين ولا ضعفاء أمام مدعي الدين وسماسرته الرابحين من تجارته مستغلين العامة والبسطاء والأميين وحاجة الجياع والفقراء والعاطلين وهم السبب في جوعهم وفقرهم وبطالتهم، وهم الهاضمين لحقوقهم. وكل هذه الضيقات جاءت بالتخطيط الأخواني الإبليسي المسبق.

صحا المارد المصري من غفوته.. وان لم ينتصر اليوم على قوات الظلام. فغداً لناظره قريب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter