ياسر أيوب
اعتبرها إنجليز كثيرون واحدة من أكثر مبارياتهم المحلية دراما وإثارة فى تاريخ استاد ويمبلى.. ورآها إنجليز آخرون صراعا انتهى بفوز روح الفريق على دفتر الشيكات.. واعتبرها آخرون دليلا جديدا على أن كرة القدم غالبا لا تحب ولا تحترم الفريق الذى ينفق المال كما لو كان ترابا يرميه على الأرض.. ولم يكن ذلك كله لأن ليفربول فاز، مساء أمس الأول، على تشيلسى فى نهائى كأس كاراباو أو كأس الرابطة.. إنما لأن ليفربول استعان بناشئيه فى هذه المباراة لمواجهة تشيلسى الذى أنفق مليار جنيه إسترلينى.. ولم يكن متوقعا أن يصمد الصغار أمام نجوم وأموال تشيلسى لكنها كرة القدم التى انحازت لمن يستحق لا لمن يملك.. ولم يكن يورجين كلوب بعد إصابة العديد من نجوم ليفربول الكبار يملك حلا إلا الاستعانة بالناشئين.. ويخطئ من يتصور أن اختيار كلوب لهؤلاء الناشئين كان عشوائيا وأن فوزهم كان مجرد مصادفة.. فمنذ بداية الموسم أدرك كلوب أن الجدول المضغوط والمباريات الكثيرة التى يجب أن يلعبها ليفربول سيصبح تحديا لابد من مواجهته، خاصة أنه لا الاتحاد الإنجليزى أو رابطة الدورى على استعداد لكسر النظام وتغيير المواعيد من أجل ليفربول وكلوب.. ولهذا حرص كلوب على أن يشارك هؤلاء الصغار فى التدريب مع النجوم.. وأصبح يعرفهم ويتحدث معهم وأصبحوا فى المقابل يعرفونه ويكتسبون منه ومعه الخبرة والثقة.. وحين جاءت لحظة سبق أن توقعها كلوب منذ البداية.. كان هؤلاء الصغار قادرين على أن يكسبوا رهان ليفربول ومدربه وجماهيره أيضا.. ومع هؤلاء كان النجم الكبير فان دايك الذى منحه جمهور ليفربول لقب مارشال قاد جنوده للانتصار.. وبالنجوم الصغار وقائدهم المارشال فاز ليفربول بكأس الرابطة للمرة العاشرة..
وقال كلوب بعد المباراة ضاحكا إن ليفربول أصبح الآن جاهزا لخوض أى مباراة سواء بالنجوم الكبار إن اكتمل شفاؤهم أو بالصغار الذين لا يقلون موهبة وحماسة وإصرارا عن الكبار.. وبعيدا عما قاله الإنجليز عن تلك المباراة.. فإن هناك كثيرا يمكن أن تتعلمه الكرة المصرية.. أهمها أن المال الكثير ليس ضمانا للفوز، وأن غياب المال ليس مبررا للتغاضى عن أخطاء وإهمال وفشل كانوا السبب فى الخسارة.. وأن الروح والإرادة والانتماء لناد أو بلد لاتزال بضاعة صالحة للاستخدام الكروى ولم تنته فترة صلاحيتها حتى وسط الأرقام التى اعتدنا سماعها هنا وهناك.. وأن ليفربول وكلوب تبادلا الاحترام رغم إعلان كلوب بأن هذا هو الموسم الأخير له مع ليفربول، ورغم ذلك لايزال ليفربول يثق فى كلوب ولايزال كلوب يعنيه كثيرا وجدا أن يفوز ليفربول.. فالاحترام لا تصنعه عقود وليس مجرد وعود.
نقلا عن المصرى اليوم