نصلي دائمًا لأجل بلادنا الغالية، رئيسها وحكومتها وشعبها، نشكر الله لأجلها. ونصلي لأجل امتداد أعمال التنمية المستدامة، ليكللها الله بالنجاح، واثقًا أنه يحفظ بلادنا ويبارك ويكمل كل عملٍ خيِّرٍ وصالحٍ.
 
كلمة الدكتور القس أندريه زكي  
رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر 
رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية 
السيدات والسادة الحضور،  
أرحب بكم جميعًا في احتفال جائزة صموئيل حبيب للتميز في العمل التطوعي والمجتمعي، هذه الجائزة التي تعد واحدة من أهم الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في سبيل دعم منظمات المجتمع المدني وتعزيز دورها وتشجيع ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي.  
 
 أرحب أيضًا بغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق، بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، الذي تربطنا به علاقة صداقة ومحبة وأخوة، وهو دائمًا داعم لتعزيز العلاقات المسكونية، كما أنه يشجع على دعم العمل المجتمعي، وللكنيسة الكاثوليكية بمصر تاريخ مشرف في العمل المجتمعي أيضًا.
 
كما أوجه خالص الشكر وأرحب بأسرة الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب، التي تحضر معنا احتفالنا اليوم. 
 
وأرحب أيضًا بجميع الحاضرين من قيادات سياسية وبرلمانيين وشخصيات عامة وقادة فكر، الذين يشرفون احتفالنا اليوم.   
كما أوجِّه جزيل الشكر لكافة الجهود المبذولة من لجان جائزة صموئيل حبيب:  
- لجنة إعداد مستندات الترشيح  
- لجنة التحكيم  
- ولجنة إعداد الحفل    
 
وتخلِّد هذه الجائزة اسم الراحل الكريم الدكتور القس صموئيل حبيب، رئيس الطائفة الإنجيلية الأسبق، ومؤسس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. هذا العَلَم الذي أثَّر تأثيرًا كبيرًا في المجتمع، وترك إرثًا فكريًّا وعمليًّا يشهد عن قلبٍ مخلِصٍ في حب وطنه وأبناء وطنه، محبَّةً عمليَّةً بالقول والفعل.
 
وتُمنح الجائزة إلى إحدى المؤسسات الأهلية المميزة في العمل المجتمعي، وإلى قيادة دينية مسيحية لها إسهام في العمل المجتمعي، وهذا نظرًا لأهمية الدور الذي قام به الراحل الدكتور القس صموئيل حبيب كرجل دين مسيحي انخرط في خدمة المجتمع وصار نموذجًا ومثالًا في هذا المجال.  
نحتفل بهذه الجائزة، في سياقٍ ندرك فيه جميعًا حجم التحديات التي تواجهها بلادنا؛ فالمنطقة المحيطة تئن في صراعات ونزاعات وحروب وظروف إنسانية بالغة القسوة، والتحديات الاقتصادية قد أثرت على العديد من البلدان جراء عدم الاستقرار. لكن تأتي بوادر الأمل في تحركات الدولة المصرية على كل الأصعدة وبخاصةٍ الصعيد الاقتصادي، واتخاذ خطوات تحقق للاقتصاد المصري تعافيه وازدهاره، وهو ما يثبت أن مصر دومًا قادرة على تخطي أي ظروف أو تحديات.  
إن هذه الظروف تثبت بما لا يقبل الشك الدور المحوري الملقى على عاتق المجتمع المدني، في تغيير حياة الناس وتحسين ظروفهم المعيشية، ومساعدتهم في النهوض بمستوى حياتهم، لضمان الحياة الكريمة. ولهذا أعطت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالمجتمع المدني وتعاونت معه في العديد من المبادرات التي هدفت لخدمة المواطنين المصريين في مختلف أنحاء مصر
 
ولم يتوقف هذا الدور داخل الإطار المحلي فقط، بل شاركت منظمات المجتمع المدني المصري في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء الاعتداءات الإسرائيلية في غزة، ما مثَّل انعكاسًا لدور الدولة المصرية وأهميتها في المنطقة وأهمية دورها الإقليمي والعالمي، ومساعيها الجادة في الدعوة للسلام في منطقة الشرق الأوسط حقنًا للدماء ودرءًا للعنف وحفاظًا على الحياة الإنسانية. 
 
 
وأنتهز هذه الفرصة لأعرب عن تقديري لدور الدولة المصرية العظيمة إزاء الأزمة في غزة ونقف وراءها وندعم قيادتنا السياسية في موقفها الحكيم والثابت إزاء القضية الفلسطينيَّة، وأدين الاعتداءات الغاشمة على المدنيين الفلسطينيين، التي تستبيح الحياة الإنسانية بقسوة بالغة.  
 
السادة الحضور،  
إن هذه الجائزة التي نحتفل بها اليوم ليست فقط للتكريم والاحتفال، ولكن لتقديم التشجيع لكل المهتمين بالعمل المجتمعي، لتذكير أنفسنا دائمًا بأهمية دورنا في بناء بلادنا والحفاظ عليها وتنميتها، وبالأمانة التي نحملها إزاء بلادنا. لتسليط الضوء على النموذج الذي يقدم خدمته للمجتمع من دون أي تمييز على أي أساس. لدعم كل الجهود التي تُبذل لتعزيز العيش المشترك في بلادنا. ولشحذ الهمم للمزيد من العمل المنظم والمُتقَن لتحسين حياة المواطنين وخدمة الفئات الأولى بالرعاية ولا سيما من الشباب والنساء والأطفال في خطر والأشخاص ذوي الإعاقة، وإطلاق مبادرات تنموية تسهم في تطوير المجتمعات وتنمية القرى الأكثر فقرًا، من أجل بناء مجتمعاتٍ أكثر متانةً ومرونةً.
 
إن الهيئة القبطية الإنجيلية باعتبارها واحدةً من منظمات المجتمع المدني المصرية، تؤمن بأنها جزء من نسيج هذا الوطن، وتحمل رسالتها ومبادئها حب الوطن والعمل لأجله في أولويات عملها وأهدافها، تدعم مختلف الجهود التي تُبذل في خدمة بلادنا الغالية. وتعمل في مختلف قطاعاتها ووحداتها على هدف خدمة الإنسان وبناء الشخصية المصرية. وتقدم خدماتها لما يزيد عن أربعة ملايين مواطن مصري بشكل مباشر. وتؤمن الهيئة أيضًا أن التنمية ليست عملًا يقدمه مانح ويستقبله متلقٍّ، بل هي عمل تفاعلي ديناميكي يسهم فيه الجميع بأدوار مختلفة.  
 
أهنئ الفائزين بجائزة صموئيل حبيب للتميز في العمل الاجتماعي وأتمنى لهم استمرار النجاح والتميز والتوسع والامتداد لخدمة المزيد من المواطنين من أجل إحداث تأثير أقوى وأكثر استدامةً. ونصلي دائمًا لأجل بلادنا الغالية، رئيسها وحكومتها وشعبها، نشكر الله لأجلها. ونصلي لأجل امتداد أعمال التنمية المستدامة، ليكللها الله بالنجاح، واثقًا أنه يحفظ بلادنا ويبارك ويكمل كل عملٍ خيِّرٍ وصالحٍ.