الأب رفيق جريش
شعر الإنسان المصرى بالفخر عندما وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى القوات الجوية المصرية بإسقاط أطنان من المساعدات من المواد الغذائية والأدوية لأهلنا فى غزة وذلك على طول الساحل وذلك بالتعاون مع الأردن والأمارات وقطر وفرنسا وذلك كسرًا للتعنت والحصار الإسرائيلى على أهلنا فى غزة إذا أن الوضع الإنسانى أصبح كارثيًا بالنسبة للغزاويين، فالمساعدات التى تأتيهم برًا من رفح أو غيرها شحيحة جدًا ولا تكفى الـ2 مليون ونصف غزاوى المحاصرين فى رفح وجنوب غزة بسبب التعنت الإسرائيلى الذى يبطئ وصول المساعدات إليهم، هذا القرار هو قرار إنسانى بامتياز وواجب على الدول العربية ودول العالم المشاركة فيه لأنه يُعلى من قيمة الإنسان من ناحية ومن ناحية أخرى أن الوضع الإنسانى فى غزة كارثى حيث لا مأكل ولا ماء ولا دواء ولا وقود حتى دورات المياه لا تكفى هذا العدد الكبير وبدء ظهور الأمراض الوبائية خاصة عند الأطفال.
مصر لم تتأخر لحظة واحدة فى الوقوف ومساعدة أهلنا فى غزة حتى إنها لم ترسل المساعدات الغذائية فقط بل شرعت فى إنشاء المعسكر الإيوائى الثانى كما أفاد مصدر عسكرى للنازحين داخل غزة، تحملت مصر 80% من المساعدات المقدمة وتحملت «غتاتة» السلطة الإسرائيلية فى منع إدخالها أو تفتيشها بحجة عدم وصولها لحماس بل تحملت ما يفوق البشر من تحمل إضافة لمشاركتها فى المفاوضات الصعبة لوقف القتال وتحقيق هدنة طويلة بعض الشىء، الهدنة التى سميت «هدنة رمضان» كذلك مفاوضات تبادل الأسرى والمسجونين بين الجانبين والتى أعطت بصيصا من الأمل للوضع الإنسانى الكارثى هناك.
كما قال الوزير سامح شكرى، وزير الخارجية، عن استهجان مصر فى تقاعس بعض الدول الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان من اتخاذ إجراءات تجاه أزمة غزة، مثلما فعلت إزاء قضايا أخرى، من الانبراء فى الإدانة أو توصيف الأفعال بأنها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنسانى تستوجب التصدى لها، فى حين اكتفت فى حالة غزة بتوقع أن يُحترم القانون الدولى وحقوق الإنسان، دون اكتراث للاستجابة لنداءاتها من عدمه.
كما أشار فى بيان مصر الذى ألقاه أمام الشق الرفيع المستوى للدورة العادية الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إلى ما تعكسه هذه المواقف من أن الحياة فى غزة لا ترقى لاهتمام هذه الدول، وأن حياة الأطفال الذين قتلوا بعشرات الآلاف لا تحرك مشاعرها بوصفهم أقل قيمة من غيرهم. ونوه بأن هذه المواقف الشائنة تنبئ بانهيار منظومة حقوق الإنسان الدولية وآلياتها، ومن ضمنها مجلس حقوق الإنسان. وأبرز شكرى، فى كلمته، ما كشفت عنه أزمة غزة من ازدواجية المعايير فى التعاطى مع الأزمات الدولية.
حرب التجويع والإبادة التى تنتهجها إسرائيل حركت ضمير جندى أمريكى ليحرق نفسه موتًا أمام السفارة الإسرائيلية فى واشنطن لأن ضميره الإنسانى لم يتحمل المآسى الإنسانية ومحاصرة المستشفيات وهدمها فى غزة.
كل الشكر والدعم للقيادة السياسية فى هذا القرار الإنسانى وكل الدعم منا لأهلنا وشعبنا فى غزة
نقلا عن المصري اليوم