حمدي رزق
أعلنت «قمة رؤساء الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط» عن تسمية مصر رئيسًا للجمعية 2025، كما رحبت القمة بتعيين مصر نائبًا للدورة الحالية، التى تترأسها إسبانيا. الاتحاد من أجل «المتوسط» منظمة حكومية دولية تضم 43 بلدًا من أوروبا وحوض البحر المتوسط، (دول الاتحاد الأوروبى السبع والعشرون وخمسة عشر بلدًا متوسطيًّا شريكًا من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أوروبا). اختيار القمة الثامنة فى المغرب لرؤساء البرلمانات للاتحاد من أجل «المتوسط» مصر، رئيسًا لجمعية الاتحاد لعام 2025، نائبًا للدورة الحالية التى تترأسها إسبانيا، يترجم نجاحًا لافتًا لما يمكن تسميته «الدبلوماسية البرلمانية»، التى يضطلع بها نواب مجلس الشعب المصرى ووفوده البرلمانية حول العالم. الاختيار المستحق جاء بإجماع وفود البرلمانات المشاركة، ورؤساء اللجان بالبرلمان الأوروبى، وهو ما يترجم استحقاقًا مصريًّا فى رئاسة منصة دولية ذات تأثير وحضور فى القضايا الإقليمية والدولية.
الاختيار بالإجماع لم يأتِ من فراغ، ففضلًا عن مكانة مصر الدولية، التى تنال احترامًا مستحقًّا فى كافة المحافل والتجمعات الدولية والإقليمية، وموقع البرلمان المصرى على خارطة البرلمانات العالمية، الذى يُعد من أقدم البرلمانات وأعرقها، يأتى الجهد المستدام للعاملين عليها، على العلاقات المصرية/ المتوسطية، وفى شقها الأوروبى تحديدًا، وفى مقدمتهم وكيل مجلس النواب، النائب «محمد أبوالعينين»، رئيس المجلس المصرى الأوروبى، الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، والذى يستثمر علاقاته الشخصية والبرلمانية فى توطيد العلاقات المصرية الأوروبية. ما يمكن تسميته «الدبلوماسية البرلمانية»، وهو نوع من الدبلوماسية يتمتع بالمرونة الكافية لتخطى العكوسات السياسية التى تطرأ على العلاقات السياسية، أقرب إلى الدبلوماسية الشعبية، التى توطئ لإحداث نقلة نوعية مُكمِّلة للجهود السياسية والدبلوماسية. الحركة النشطة التى يضطلع بها البرلمانى الكفؤ محمد أبوالعينين، على رأس الوفود البرلمانية، وجولاته المكوكية ما بين روما وغانا إلى الإمارات العربية، مرورًا بالمغرب وواشنطن والعديد من العواصم الأوروبية، محصلتها تصب فى صالح العلاقات المصرية/ الدولية، ومردودها كما هو ظاهر أعلاه فى اختيار مصر لتترأس جمعية الاتحاد من أجل «المتوسط». مهم الحضور المصرى فى مثل هذه التجمعات البرلمانية، التى تستهدف تشجيع الاستقرار والتكامل فى عموم منطقة البحر المتوسط، واحدة من دوائر المجال الحيوى للدولة المصرية. الاتحاد من أجل «المتوسط» منتدى لمناقشة القضايا الاستراتيجية الإقليمية استنادًا إلى مبادئ الانتماء المشترك والمشاركة فى اتخاذ القرارات والمسؤولية المشتركة بين ضفتى البحر المتوسط.
هدفه الرئيسى زيادة التكامل بين الشمال والجنوب وفيما بين بلدان الجنوب على السواء فى منطقة البحر المتوسط، بغية مساندة التنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلدان، وضمان الاستقرار فى المنطقة... وهذا أحد مرتكزات السياسة الخارجية المصرية. لافت تصدى الوفد المصرى، برئاسة النائب محمد أبوالعينين، فى قمة المغرب، لمحاولات بعض الأعضاء فى الاتحاد لدعم الجانب الإسرائيلى على حساب مقدرات شعبنا فى غزة.
وتمكن الوفد، الذى ضم النواب المقدرين، (ضياء الدين داوود، وفاطمة مبارك، وهانى أباظة، ومحمد مجدى، ومحمد إسماعيل)، بجهود حثيثة من إخراج البيان الختامى للقمة بالصورة التى تدعم حقوق الشعب الفلسطينى.
برز الموقف المصرى جلِيًّا فى كلمة رئيس الوفد، «أبوالعينين»، الذى شدد على رفض مصر القاطع لأى محاولات لعمليات التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، مشددًا: «القيادة المصرية وضعت خطًّا أحمر بشأن تهجير الفلسطينيين خارج الأراضى الفلسطينية إلى سيناء.. وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على أرضه فى ظل حل الدولتين».
نقلا عن المصري اليوم