د. أمير فهمي زخارى المنيا
من الذى غير الاسم من رأس الكنائس الى رأس الحكمة'>رأس الحكمة؟
الحمّام السري لأميرات الملك فاروق...
الاستراحة الملكية الى استراحة رؤساء مصر...


من قرية ساحلية منزوية وبعيدة عن العمران على ساحل البحر المتوسط، إلى استراحة ملكيّة ورئاسية منسية، قبل أن تطفو على السطح باعتبارها أكبر صفقة استثمارية في تاريخ مصر، تصدرت مدينة "رأس الحكمة'>رأس الحكمة" الحديث في مصر، بعد توقيع صفقة تطويرها باستثمارات مبدئية تتجاوز 35 مليار دولار، وُصفت بأنها طوق النجاة للاقتصاد المصري، وقبلة الحياة للقطاع السياحي على شواطئ البحر المتوسط....

أخذكم اليوم في رحله عبر التاريخ لاقى الضوء على تاريخ هذه المنطقة...

- ظهرت "رأس الحكمة'>رأس الحكمة" كمدينة ساحلية مرفأية رومانية قديمة تسمى "ليومي أكتي" ومعناها "القمة البيضاء".. المنطقة كانت فيما مضى ميناء لتصدير الغلال والحبوب في زمن الإمبراطورية الرومانية وخصوصا القمح، فضلا عن الزيتون والنبيذ، حيث انتشرت العصّارات بكثافة هناك.

- مع انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية خلال عصر عهد قسطنطين الأول، انتشرت الكنائس في ربوع الإمبراطورية، وخصوصا مصر التي احتضنت وآوت العائلة المقدسة، وشهدت "ليومي أكتي - رأس الحكمة'>رأس الحكمة" بناء العديد من الكنائس، واكتسب هذا الرأس البحري اسمه من تلك الكنائس فعرف بعد ذلك باسم "رأس الكنائس" وأصبحت الكنائس مجرد أطلال توحي بالطابع الديني لها.

- زيارة ملكية قام بها الملك فاروق الأول (1936 1952م) غيّرت واقع المدينة الساحلية للأبد، وقرر بناء عليها استراحة صغيرة ليستجم فيها من وقت لآخر!)، وغير أسمها من رأس الكنائس وجعله رأس الحكمة'>رأس الحكمة!!؟؟؟” وأحاطها بجنة من أشجار الفستق والبندق واللوز والجوز، وتمتد عبر مئات الأفدنة، وحول الفيلا هناك مبنى آخر خصص لرجال الحاشية، وجراجات للسيارات الملكية التي كان يستقلها الملك وضيوفه، وقد وجدت سيارتان كبيرتان، إحداهما تسير على الماء كما تسير على اليابسة، فيما كانت الأخرى صالحة لتسلق المرتفعات.

- أمام الاستراحة خصص الملك فاروق شاطئا محاطا بالصخور على شكل جزيرة ليكون مصيفا للعائلة الملكية، وأطلق عليه أهالي المنطقة اسم "حمام الأميرات"؛ لأن أميرات الأسرة المالكة كن يقمن بالاستحمام فيه.

- ظلت هذه الاستراحة الملكية بعيدة عن الأعين حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 م، وبعد أن قام مجلس قيادة الثورة بمصادرة القصور والاستراحات الملكية، أزيح الستار عنها.

- بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، أصبحت استراحة رأس الحكمة'>رأس الحكمة استراحة رئاسية يرتادها الرؤساء، واستقبل فيها الزعيم جمال عبد الناصر الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، والزعيم الليبي معمر القذافي، وغيرهما من الضيوف، كما كان يرتادها الرئيسان السادات ومبارك خلال فترة حكميهما.

هكذا كان ماضي "رأس الحكمة'>رأس الحكمة" منذ أن كانت مدينة رومانية قديمة تضم عشرات الكنائس، فيما يرسم حجم الاستثمار شكل تلك المدينة الذكية في المستقبل.
والى اللقاء في مقال جديد بإذن الله... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا