د. أمير فهمي زخارى المنيا
فى الحقيقة إنها ليست نقل لجبل ولكن هذه القصة التاريخية هى معجزة شبيهه بمعجزة نقل جبل المقطم.

نقرأ السنكسار فى 12 بشنس والذي نعيد فيه بتذكار تكريس كنيسة الشهيدة العفيفة دميانة أنه فى عهد الإمبراطور قسطنطين أن أمه الملكة هيلانة ذهبت إلى مصر وهناك بنيت كنيسة بأسم الشهيدة دميانة ووضعت فيها جسد العفيفة دميانة والأربعين عذراء اللاتي استشهدن معها.

وتمر الأيام ويدخل العرب مصر وبالتحديد أيام الخليفة سنان... كان يوجد دجال مشهور جداً يدعى يونس ومعروف بأعماله السحرية الشريرة هذا كان يتجه ناحية الزعفرانة فرأى هناك دير وكنيسة الشهيدة دميانة فأعجبه المكان جداً فأحضر بنايين وهدم الكنيسة وبنى فوقها قصر وعن جهل لما تحتويه الكنيسة من كنوز تحتها من أجساد للعذارى القديسات.

 ولكن الله لم يرض بما فعله الدجال فللتو هطلت الأمطار الغزيرة وغرقت المنطقة وما يحيط بها وغرقت البلاد والمباني وقصر الدجال الذي هو مات أيضاً غريق.

ووصلت المياه لكنيسة الشهيد أبانوب بسمنود.

أخبر الخليفة بما حدث فى تلك المنطقة فحزن جداً لما لتلك المنطقة من فائدة ربحية حيث كان يزرع هناك الزعفران والحشائش العطرية.

فأشير على الملك بأن يحل بطرك الأقباط مشكلة المياه وكان فى ذاك الحين يجلس على الكرسى المرقسى البابا خائيل الأول الـ46, فأرسل الخليفة يستدعيه وطلب منه حل لتلك المشكلة وعمل الجسر الذى كان يحجز المياه فطلب البابا من الخليفة أن يعطيه مهلة ثلاثة أيام وبالفعل وافق الخليفة على ذلك.

وعلى الفور خرج البابا من عند الخليفة للكنيسة المعلقة وتضرع إلى الله بأصوام وصلوات حارة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالى وفى اليوم الثالث ظهرت له أمنا العذراء مريم من الأيقونة ترشده بماذا يفعل حيث أخبرته بأن رسل الخليفة قادمون إليه وأثناء ذهابه معهم للخليفة سيرى رجل بسيط يحمل مشنّة ويبيع تفاح هذا الرجل البسيط هو الذى ستجرى على يده المعجزة ...

وبالفعل رأى البابا الرجل البسيط وأمسك به بقوة لئلا يهرب وأخذه معه للخليفة الذى كان قد جهز موكبه للذهاب مع البطرك لكنيسة سمنود وكان الشعب أيضاً يتبعهم صارخين كيرياليسون والرجل بائع التفاح خلف قداسة البابا إلى أن وصلوا منطقة تسمى دميرة وهناك نصبوا الخيام وابتدأت المياه تهرب من أمامهم من تلك المنطقة -التى جعلوا اسمها من ذلك الحين جزيرة سنان- حتى وصولهم منطقة الزعفران ورفع البابا والشعب أيديهم وقلوبهم للصلاة والمياه تهرب من أمامهم إلى أن هبت رياح شديدة وخرجت رمال لعمل الجسر..

 فرح الخليفة جداً وأراد أن يكافئ البطرك بأن يطلب ما يشاء فطلب البابا من الخليفة أن يعيد بناء دير وكنيسة للشهيدة دميانة فى نفس مكان الكنيسة المهدومة فأمر الخليفة بتنفيذ طلب البابا على نفقته الخاصة.

ونزل البابا لقبر العذارى الشهيدات وأخرجها إلى الكنيسة المعلقة إلى أن ينهى الخليفة من بناء الدير.

ومن ذاك الوقت يطلق على الكنيسة المعلقة كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة حيث كانت تقام الاحتفالات بعيد القديسة دميانة إلى أن تم بناء ديرها فى البراري.
اعرفوا تراث وعظمه كنيستنا...تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا