الأقباط متحدون - فجر الإسلام
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فجر الإسلام

من مليونية الجمعة الماضية ضد الإعلان الدستوري
من مليونية الجمعة الماضية ضد الإعلان الدستوري
بقلم: سعيد السنى
على قاعدة انصر آخاك ظالماً أو مظلوماً , وفى غير موضعها , جرت وقائع التظاهرة الإستعراضية المنعقدة نهار أمس الأحد ( أول ديسمبر ) , أمام جامعة القاهرة بميدان "نهضة مصر" , التى دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين وشارك فيها السلفيين ,و كافة جماعات الإسلام السياسى , تأييدا لكل قرارات الرئيس الدكتور محمد مرسى,.. هذه التظاهرة أو (المليونية) المسماة ( الشرعية والشريعة) .. جاءت لتُزيد من حدة "الإنقسام والإستقطاب"الذى تعيشه البلاد مع الصعود السياسى للجماعة الإخوانية وأتباعها السلفيين بعد ثورة 25 يناير , وهو الإنقسام الذى بدأ يتزايد فى الآونة الأخيرة ويتجه إلى الصراع والتناحر, ويتحول إلى مشاحنات وإشتباكات بين أبناء الوطن , بإصدار مرسى ل( الإعلان الدستورى) , غير المشروع , يوم 22 من شهر نوفمبر المنقضى , ثم هاهو سقف الصراع مرشح للتصاعد والإرتفاع بدعوة الرئيس مرسى للشعب للإستفتاء على مسودة الدستور يوم 15 من شهر ديسمبر الجارى ..
 
وهكذا تشتعل نيران الفتن , بقرارات مرسى , وتلك الخُطَبْ الزاعقة التى قالت بها ألسنة مشايخ السلفية والجماعة الإسلامية , وكأنها كرات من اللهب أو سهام نارية تحرق مبدأ المواطنة , بتقسيمنا إلى مسلمين يدخلون الجنة بأن يقولوا (نعم) لدستور قندهار,وكُفَّار يقولون (لا) .. هى خُطب ضربت أسماعنا وأدمغتنا عبر الفضائيات , تتناقلتها وسائل الإعلام العالمية لتشوه صورتنا وتوصمنا بالجهل والتخلف وتقترب بنا من التسكين على قائمة الدول الراعية للإرهاب أو على الأقل الفاشية , وتصيبنا بالدوار والذهول مما نحن فيه على يد هؤلاء الذين عادوا بنا أكثر من 14 قرنا من الزمان , متاجرة منهم بالدين وإثارة للفتن بيننا نحن المصريين , وفرزاً ً لنا إلى "مسلمين وكُفار" , على أساس أنهم "مهاجرين وأنصار" .. كاننا عُدنا إلى فجر الإسلام ب"مكة المكَّرمة" عند نزول الرسالة على رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وسلامة , حين كانت الجاهلية تعم صحراء الجزيرة العربية .
 
عودة لتظاهرة "الشرعية والشريعة" , لنأخذ نماذج ثلاثة لخطاب التكفير المثير للفتن و الذى تعالى هناك أمام جامعة القاهرة رمز الحضارة والتنوير..فقد بشرنا الشيخ محمد حسان بأن :"هذا المشهد الذي يراه أمامه يدل على أن فجر الاسلام قد بدأت تباشيره تظهر فى مصر", مع أن باقى خطبته كانت كلاما هادئاً ..ثم يجئ الشيخ جمال صابر رئيس حزب الأنصار( أظنهم أنصار أبو إسماعيل) متوهما فى كلمته بأن "الآخرين يحاربون الإسلام فى صورة الرئيس مرسى والإخوان والسلفيين", وبذلك يكون كل من ليس معهم ومرسيهم هو بالضرورة ضد الإسلام ..أما القيادى بالجماعة الإسلامية الدكتور طارق الزمر أحد المتهمين بجريمة إغتيال الرئيس انور السادات عام 1981 , والخارج بعد الثورة من السجن , فقد كان صادماً وصريحاً بقوله نصاً :"إن من سيصوت بـ(لا) ل(الدستور).. فهو (كافر) .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 
الإخوان والسلفيين إذن يعيدون نفس أجواء و مرارة (غزوة الصناديق ) التى كانت عند الإستفتاء على الإعلان الدستورى يوم 19 مارس 2011 , والذى وافق عليه الشعب ب(نعم) للإنتخابات قبل الدستور ,وتكون هذه الدوامة التى لم نستطع الخروج منها حتى الآن , والتفاصيل معروفة ولاداعى للتكرار.
 
كنت قد شاهدت قبل أسابيع فيلماً قصيراً مصنوع حديثا , يُسمى "بنى فلول" , وأخذته على أنه مجرد فكاهه , ولم أتصور أن رسالته بالفرز والتمييز إلى (مسلمين وكفار) , هى رسالة مقصودة , لكنى تأكدت الآن ومما توالى على أسماعنا وشاهدناه أمس من أنصار ( الشرعية والشريعة) ,أنها رسالة مستهدفة وعمدية .. على كل فإن فيلم بنى فلول وإظنه إخوانى الإنتاج , ( رابط الفيلم : http://www.youtube.com/watch?v=yU_ptDhfTXQ ) ,
 
يتشابه بفكرته مع الفيلم السينمائى فجر الإسلام , ويُسقِط الفكرة على حالنا , لإيهامنا بأننا الآن نعيش واقعيا فى زمن "فجر الإسلام" , إذ يستحضر الفيلم الإخوانى أجواء مكة فى الجاهلية عند ظهور الإسلام ,ونزول الرسالة على النبى صلى الله عليه وسلم, حيث يظهر فيه أبو جهل وأبو لهب سادة قريش , ويدور بينهما حوار يسئ لكل معارضى الإخوان من الساسة مثل الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى والفريق أحمد شفيق ,ومن الإعلاميين مثل إبراهيم عيسى ,ووائل الإبراشى , وغيرهم وجميعهم من "بنى فلول" على حد وصف أبو لهب والذى يوصمهم بالُكُفر والعياذ بالله , حين يقول أنهم يعملون ويتحالفون معهم ضد (المورسى), و(الأخونة) , وترك لنا الفيلم مهمة فهم رسالته لمشاهديه,وهى أن الرئيس مرسى , هو حامل لرسالة سماوية , وأن كل من يعارضه هو بالضرورة يشبه (كُفَّار مكة ) , مع أن الإسلام لم يسمح لأحد منا أن يزكى نفسه على الآخرين , ولا أفضليه لمسلم عند الله سبحانه وتعالى إلا بالتقوى , سواء كان هذا المسلم عربىاً أو أعجمىاً .. سلفىاً كان أو إخوانىاً أو جهادياً .
 
اخشى أن هذا المشهد القندهارى أمام جامعة القاهرة لا يبشر بأى خير , وينبئ بالمزيد من التوتر والغنقسام فى المجتمع والتصعيد نحو الأسوأ .. نسأل الله النجاة

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع