الأقباط متحدون - مليونية الشرعية والشريعة
أخر تحديث ٠١:٢٥ | الاثنين ٣ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٤ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مليونية الشرعية والشريعة


مجدي جورج
اواجه في اماكن كثيرة بسؤال اسنتكاري بل واتهامي في بعض الاحيان وهو : هل هذه هي الثورة التي سعيت اليها ورحبت بها وكنت جزلا فرحا يوم قيامها ؟
وعندما اجيبهم قائلا انه لا يستطيع اي انسان عاقل رشيد ان ينكر ان مصر وليبيا وتونس كانت تحكم بواسطة ديكتاتوريات كرهناها وكان منتهي املنا التخلص منها .
فتكون اجاباتهم انك أيضاً لا تستطيع ان تنكر    ان مصر مبارك وليبيا القذافي وتونس الزين  كانت افضل من حالها الآن  بكثير جدا .
فعندها افكر وأقول بيني وبين نفسي ان هذا صحيح وهذا يعني أننا  ربما شعب لا ينفع معه غير الحكم الديكتاتوري فان حرمنا منه فإننا نلهث وراءه ؟ وأننا كالقط يحب خناقه .
او ربما ان مانراه هو استمرار لنهج سابق ومستمر منذ عشرات السنين  ، فتربيتنا  تربية ديكتاتورية ،
و تعليمناوثقافتتا بل وحتي تراثنا الديني يمجد ويحتفي ويحفل بالتراث الأبوي والديكتاتوري .
فقد خرجنا من ثورة ناصعة البياض وتخلصنا من ديكتاتور  كان لابد من التخلص منه .
ولكننا عند اول اشارة من اول ديكتاتور  واسوأ انواع الديكتاتوريات وصلت للحكم   ( الديكتاتورية الدينية ) رمينا بحريتنا تحت قدميه وقلنا له نحن لا نطيق الحرية ولا نستطيع الاختيار فالحرية والاختيار والمشاركة شئ لم نعتاده شئ ثقيل علي النفس عسير علي العقل خصوصا عقولنا التي تربت علي  إلا تناقش  او تجادل ، فنحن تربينا وربينا اولادنا  علي ذلك للاسف . . والا بماذا تفسر الجموع التي خرجت بالامس في مليونية الشرعية والشريعة كي تبارك خطوات الديكتاتور ؟ خرجت كي تبصم علي صك عبوديتها واسترقاقها ،  خرجت مباركة ديكتاتورية اصعب والعن من ديكتاتورية مبارك لانها ديكتاتورية مغلفة بستار ديني .
. لا تدفنوا رؤوسكم بالرمال وتقولوا أنها جماهير مدفوع لها ، جلبت بالاتوبيسات من نجوع وقري مصر بالزيت والسكر .
فهذا للأسف جزء بسيط من الحقيقة ولكن الحقيقة الكاملة أنها جماهير تستكثر علي نفسها نسمات الحرية ولا تستطيع تذوق معني الاختيار ، تريد  من يختار لها لان الحرية والاختيار مسئولية واعمال للعقل والفكر وهي جماهير لاتريد تحمل مسئولية ولا اعمال للعقل والفكر لان هذه كلها مسائل مجهده ومتعبة لها  ، زد علي ذلك هي ايضا جماهير مغيبة بشكليات الدين تصدق فيها مقولة ان الدين افيون الشعوب والا بماذا نفسر صمت كل هذه الجماهير المطحونة عن ارتفاع الأسعار  وتضاعفها عشرات المرات في بعض الاحيان واخرها رفع سعر البنزين ( بالنون وليس بالميم ) من ٩٥ قرش الي ستة جنيهات دون ان تحرك هذه الجماهير ساكنا في الوقت التي تمتلئ شوارع الاردن بالمتطاهربن منذ اكثر من اسبوع لان الحكومة الأردنية  فعلت نفس هذا الامر هناك بينما جماهيرنا لا تحتشد إلا دفاعا عن الشريعة وقشور الدين .
فهذه جماهير وحشود  مستعدة لدفع الغالي والنفيس وتسليم ارادتها بل وحياتها لديكتاتور لانه يتلاعب بمشاعرها الدينية بقصة تطبيق الشريعه .
وصدقوني مع كل احترامي للثوار والمناضلين في التحرير وفي غيره فان الاغلبية من شعبنا المصري ( حتي وان كانت اغلبية ٥١٪ ) ستصوت  لهذا التيار لو اجريت اي انتخابات او استفاءات اليوم و ذلك لان الثقافة والاعلام التي نهلت منه هذه الجماهير  هو هو لم بتغير منذ اربعين عاما ومالم تقم حكومة ثورية بتغيير كل نظم التعليم والاعلام والثقافة البالية التي نعيش فيها فان أي انتخابات جديدة ستفرز نفس الوجوه بل وربما العن منها .
ومرسي الذي تندرت  مجلة تايم الامريكية  علي لغته الانجليزية وتندرنا نحن المصريين علي لغته العربية والذي اقتنص كل السلطات بيده ، مرسي هذا الذي صنع من نفسه نصف الله لا يراجع ولا يسائل عن قرار اتخذه قد يكون أهون من شخصيات مثل أبو إسماعيل او برهامي او الشحات الذي من الممكن ان يصل أي منهم  للرئاسة طالما نعيش نفس الثقافة ونفس نظم التعليم ونفس منظومة الإعلام ، والحل لن يكون إلا بثورة تجتث كل ما هو موجود وتبني علي اسس جديدة نظيفة مثل كل دول العالم المتقدمة وهكذا ستنهض مصر والا فقل علي مصر وعلي ثورتها السلامة .

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع